حماس والفصائل توافق على مبادرة وقف إطلاق النار.. الكرة في ملعب إسرائيل

حماس والفصائل توافق على مبادرة وقف إطلاق النار.. الكرة في ملعب إسرائيل

حماس والفصائل توافق على مبادرة وقف إطلاق النار.. الكرة في ملعب إسرائيل
حرب غزة

أعلنت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في وقت متأخر أمس الاثنين، موافقتها على المقترح الذي قدمته مصر وقطر بشأن وقف إطلاق النار، وذلك بعد أسابيع من مشاورات ومفاوضات مكثفة، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

 ويأتي هذا التطور في وقت حساس مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

نتنياهو: حماس تحت ضغط هائل


وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى على هذا التطور في تسجيل مصوّر بعد زيارة ميدانية لقيادة فرقة غزة، حيث بحث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير الخطط العسكرية المتعلقة بمدينة غزة. 

وقال نتنياهو: إن حماس تعيش تحت ما وصفه بـ"ضغط ذري"، مضيفًا أن موقف إسرائيل لم يتغير، وأن أي اتفاق يجب أن يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وتحقيق الشروط التي حددتها تل أبيب لإنهاء الحرب.

تفاصيل المقترح الجديد


وأكد مصدر دبلوماسي عربي، أن الرد الفلسطيني الأخير يستند إلى ما يعرف بـ"مخطط ويتكوف" مع إدخال تعديلات طفيفة، واصفًا المقترح بـ"ويتكوف بلس". 

واعتبر أن هذه الصيغة توفر أرضية لبدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس قد تفضي إلى صفقة شاملة، مشيرًا أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن التعديلات التي أُدخلت على المبادرة عالجت العقبات التي عطّلت المحادثات في السابق، بما في ذلك آلية إدخال المساعدات الإنسانية وترتيبات إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة.

بحسب ما كشفته مصادر فلسطينية فإن الاتفاق يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلاله الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا، مقابل إطلاق سراح 140 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، و60 آخرين محكومين بأحكام تزيد عن 15 عامًا، إضافة إلى جميع النساء والأطفال.

كما ينص المقترح على انسحاب القوات الإسرائيلية حتى مسافة ألف متر في شمال وشرق القطاع باستثناء بعض المناطق الحساسة مثل الشجاعية وبيت لاهيا. وسيُفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، فيما سيتم إدخال مساعدات إنسانية موسعة تشمل الوقود والمياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات والمخابز وتوفير معدات لإزالة الركام.

وأكدت المصادر أيضًا ،أن حماس قبلت هذه المرة بعدم المطالبة بحلول سكنية مؤقتة مثل إدخال كرفانات، وهو الشرط الذي رفضته إسرائيل في صفقات سابقة. وستكون الأمم المتحدة ووكالاتها، إلى جانب الصليب الأحمر، الجهة المشرفة على توزيع المساعدات داخل القطاع، بينما جرى استبعاد صندوق المساعدات الأمريكي GHF بناءً على طلب حماس.

دعم أمريكي للمقترح


ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر في حماس، أن الولايات المتحدة أُبلغت بتفاصيل المقترح وأبدت دعمًا له باعتباره خطوة نحو تسوية شاملة تحدد مستقبل غزة.  

وأكد المصدر، أن الفصائل الفلسطينية أُطلعت على تفاصيل المفاوضات وأبدت موافقة جماعية على الصيغة الجديدة، بما فيها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.

وفي القاهرة، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، أن الجهود المصرية تبذل على أوسع نطاق لإنقاذ الوضع الإنساني في غزة ووقف الحرب، مشيرًا أن موافقة حماس تضع إسرائيل أمام اختبار صعب بين ضغوطها الداخلية وإمكانية استثمار المبادرة كفرصة لتسوية النزاع.

وتأتي التطورات في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا من عائلات الأسرى الذين نظموا فعاليات احتجاجية للمطالبة بالإسراع في التوصل إلى اتفاق، بينما يهدد بعض شركائه في اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال إبرام صفقة لا تلبي شروطهم.

بحسب مصادر مصرية تحدثت لوكالة رويترز، فإن الاتفاق المطروح يشمل هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا يعاد خلالها نصف الأسرى الإسرائيليين، على أن يتم التفاوض في هذه الفترة على اتفاق دائم ينهي الحرب في غزة. 

ويرى مراقبون، أن نجاح هذا الاتفاق من شأنه أن يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، بينما يبقى الموقف الإسرائيلي النهائي هو العامل الحاسم في تحديد مصيره