محللون سياسيون سوريون: محاولات الاستقواء بإسرائيل لعبة خاسرة تهدد وحدة البلاد

محللون سياسيون سوريون: محاولات الاستقواء بإسرائيل لعبة خاسرة تهدد وحدة البلاد

محللون سياسيون سوريون: محاولات الاستقواء بإسرائيل لعبة خاسرة تهدد وحدة البلاد
أحمد الشرع

شهدت الأوساط السياسية والشعبية في سوريا خلال الساعات الماضية رفضًا واسعًا لمحاولات بعض الأطراف الاستقواء بإسرائيل، في ظل تصاعد الدعوات التي أطلقها عدد من النشطاء والمعارضين للارتهان بالخارج من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وأكدت شخصيات سورية، أن مثل هذه المحاولات تمثل "خروجًا على الثوابت الوطنية"، وتشكل خطرًا مباشرًا على وحدة البلاد واستقرارها، مشددين على أن أي رهان على إسرائيل لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتوتر.

وسائل الإعلام المحلية بدورها أبرزت حالة الاستياء الشعبي من رفع أعلام إسرائيل في بعض الاحتجاجات المحدودة، واعتبرتها خطوة "مرفوضة شعبيًا ووطنيًا"، إذ رأى مراقبون أن ذلك يضعف أي مطالب مشروعة للمحتجين ويعطي انطباعًا بأن هناك أجندات خارجية تحاول استغلال الأوضاع الداخلية.

وفي السياق ذاته، شدد محللون سياسيون سوريون على أن إسرائيل "ليست طرفًا يمكن التعويل عليه" في حل الأزمة السورية، معتبرين أن تدخلها أو محاولة بعض الجهات طلب الدعم منها لا يؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد المشهد.

ويأتي هذا الرفض في وقت تتواصل فيه التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه السوريين، مع تأكيد قطاعات واسعة من المجتمع على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، والبحث عن حلول داخلية للأزمة بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية، خاصة من إسرائيل التي ظلت لعقود طرفًا في حالة عداء معلنة مع دمشق.

أكد المحلل السياسي السوري الدكتور سامر الخطيب، أن محاولات بعض الأطراف في الداخل السوري الاستقواء بإسرائيل تمثل خيانة للثوابت الوطنية، وخروجًا واضحًا عن المسار الوطني الجامع للسوريين، مشددًا على أن مثل هذه الدعوات لن تجد قبولًا لدى الشارع السوري.

وأوضح الخطيب -في تصريحات للعرب مباشر-، أن رفع أعلام إسرائيل في بعض الاحتجاجات المحدودة أثار استياءً واسعًا داخل المجتمع السوري، مشيرًا أن هذه التصرفات تصب في مصلحة تل أبيب التي تسعى منذ عقود إلى إضعاف سوريا وإشعال الانقسامات داخلها.

وأضاف، أن الرهان على إسرائيل أو محاولة الاستقواء بها لن يجلب إلا مزيدًا من الأزمات، موضحًا أن الحل الحقيقي يكمن في الحوار السوري – السوري، والبحث عن آليات داخلية لمعالجة الأزمة بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية.

وشدد الخطيب على أن الشعب السوري يمتلك وعيًا كافيًا لإدراك خطورة مثل هذه التحركات، مؤكدًا أن غالبية السوريين يرفضون بشكل قاطع أي ارتباط أو تنسيق مع إسرائيل، باعتبارها عدوًا تاريخيًا ما زال يحتل أراضي عربية ويواصل سياساته العدوانية في المنطقة.

وقال المحلل السياسي السوري الدكتور حسام العلي: إن محاولات بعض الأطراف في الداخل السوري الاستقواء بإسرائيل تعد "لعبة خاسرة" لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام الداخلي وإضعاف الموقف الوطني، مشددًا على أن المجتمع السوري يرفض بشكل قاطع أي رهان على تل أبيب.

وأوضح العلي -في تصريحاته للعرب مباشر- أن رفع أعلام إسرائيل في بعض الاحتجاجات المحدودة يعكس اختراقًا لأجندات خارجية تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لفرض مسارات لا تخدم الشعب السوري، مؤكدًا أن مثل هذه التصرفات تصب فقط في مصلحة إسرائيل التي طالما سعت لتفتيت سوريا وإضعافها.

وأشار إلى أن إسرائيل ليست طرفًا يمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه، بل هي عدو تاريخي لسوريا والعرب، وأن أي محاولة للاستقواء بها تمثل خيانة للثوابت الوطنية واصطفافًا في المعسكر الخطأ.

وأضاف المحلل السياسي: أن الحل الحقيقي يكمن في حوار وطني داخلي يضمن وحدة سوريا وسيادتها، بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية أو رهانات على قوى معادية، مؤكدًا أن السوريين أثبتوا عبر العقود تمسكهم باستقلال قرارهم ورفضهم لأي محاولات للمساس بوحدة ترابهم الوطني.