الدوحة تحت القصف.. استهداف وفد حماس وسط إدانات عربية واسعة

الدوحة تحت القصف.. استهداف وفد حماس وسط إدانات عربية واسعة

الدوحة تحت القصف.. استهداف وفد حماس وسط إدانات عربية واسعة
قصف الدوحة

في سابقة مثيرة للجدل، هزّت سلسلة انفجارات العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، بعدما أفادت تقارير بأن وفدًا تفاوضيًا لحركة حماس تعرض لضربة جوية قالت إسرائيل إنها استهدفت قيادات بارزة.
مصدر قيادي في حماس أكد أن الاجتماع الذي جرى في الدوحة كان يناقش اقتراحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، فيما أقرّ جيش الاحتلال بأنه نفّذ ضربة موجهة ضد مواقع تابعة للقيادة الحمساوية.

قصف عنيف


تفاصيل أولية أفادت بوقوع انفجارات في جزء من مدينة الدوحة صاحبتها أعمدة من الدخان وذعر بين السكان، ما دفع السلطات القطرية إلى فتح تحقيق فوري وإصدار بيانات إدانة أولية للعملية، مع تسجيل تحركات لوحدات الطوارئ والإغاثة المحلية.

 المشاهد الميدانية الأولى أعادت تسليط الضوء على هشاشة أي منطقة تُستخدم كمحور وساطة حين تتحوّل إلى مسرح لعمليات عسكرية مفاجِئة وفقًا لـ"الجارديان".

صرح مسؤول إسرائيلي كبير القناة 12، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعطى الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي على قطر والذي نفذ بطائرات مقاتلة.

وأطلقت طائرات حربية إسرائيلية 12 صاروخًا على مواقع كان فيها قادة حماس في الدوحة، مصدر رسمي إسرائيلي أعلن عبر تصريحات نُسبت لمتحدث الجيش أن العملية نفذها سلاح الجو بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) واستهدفت قيادات مسؤولة عن هجمات سابقة، وادّعى أنها مسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل، كما ذكر المتحدث أنه جرى اتخاذ خطوات لتقليل الأضرار المدنية عبر أسلحة دقيقة ومعلومات استخبارية إضافية.

أهداف الهجمات


شكّل استهداف إسرائيل الأخير في العاصمة القطرية الدوحة حدثًا غير مسبوق من حيث طبيعة الأهداف وطبيعة المكان، فقد ذكرت تقارير إسرائيلية وإعلامية أن الغارة الجوية ركزت على الصف الأول من قيادة حركة حماس، وكان من بين أبرز المستهدفين خليل الحية، الذي يُعد أحد الوجوه البارزة في المكتب السياسي للحركة، إلى جانب خالد مشعل، القيادي المخضرم الذي قاد الحركة في الخارج لسنوات طويلة، ونجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان عام 1997.

 هذا البعد التاريخي المرتبط بمشعل يمنح العملية دلالات إضافية، إذ تعكس إصرار إسرائيل على ملاحقة الرموز التاريخية للحركة حتى بعد مرور عقود على محاولات سابقة.

إدانات واسعة


أثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة ردود فعل عربية وإقليمية غاضبة، إذ سارعت عدة عواصم إلى التنديد بما وصفته بـ"الاعتداء الغاشم" و"الانتهاك السافر" لسيادة دولة قطر.

وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة للعملية، مؤكدة وقوفها الكامل إلى جانب قطر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، ومحذّرة من العواقب الوخيمة لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته وخروجه على مبادئ القانون الدولي.

كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أدانت فيه بشدة الاعتداء الإسرائيلي، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة عربية شقيقة وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. 

وأشارت القاهرة، أن هذه الهجمات لا تُسهم سوى في تأجيج الأوضاع الإقليمية وزيادة حدة التوتر، داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل وقف مثل هذه الانتهاكات، وتجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد الذي يهدد الأمن والاستقرار. 

كما شددت مصر على تضامنها الكامل مع قطر وحقها في اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها وسلامة أراضيها.

من جهته، شدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، على أن هذا الاعتداء "المتهور" يمثل خرقًا خطيرًا لسيادة قطر، وتصعيدًا يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. وأكد تضامن بلاده الكامل مع الدوحة، داعيًا إلى الوقف الفوري للتصعيد، ومحذّرًا من أن استمرار هذه الاعتداءات سيجرّ المنطقة إلى مسارات خطيرة لها تداعيات كارثية. 

كما طالب المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، بردع إسرائيل عن ممارساتها، مشيرًا أن غياب موقف دولي رادع يشجع تل أبيب على التمادي في هذه السلوكيات المتهورة.

وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيانًا شديد اللهجة، وصفت فيه الغارة بأنها انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، وتقويض مباشر للأمن والسلم الدوليين. 

ودعت الكويت مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته، واتخاذ خطوات جادة وفعالة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الممنهج على دول المنطقة. وأكدت تضامنها التام مع قطر في كل إجراءاتها الرامية إلى الحفاظ على أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.

الموقف الإيراني لم يتأخر أيضًا، حيث أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني" على الدوحة، مؤكدًا رفض بلاده المطلق للهجوم الذي استهدف اجتماعًا لقيادات من حركة حماس.

أما على المستوى العربي المشترك، فقد استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الهجوم الإسرائيلي، واصفًا إياه بالانتهاك الفاضح لسيادة دولة قطر.

 وأشار المتحدث باسم الجامعة، جمال رشدي، أن الدوحة لعبت دورًا محوريًا في جهود الوساطة بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، معتبرًا أن الاعتداء يمثل استخفافًا بكل الأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وفي رام الله، انضم حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إلى موجة الإدانات، مؤكدًا أن الاعتداء الإسرائيلي "الآثم" يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن المنطقة، وانتهاكًا صارخًا لسيادة قطر، وإن لم يتطرق مباشرة إلى مسألة استهداف قادة حماس في الاجتماع.