التهدئة الهشة.. إسرائيل تتراجع عن التصعيد العسكري في غزة وتثير أزمة داخلية

التهدئة الهشة.. إسرائيل تتراجع عن التصعيد العسكري في غزة وتثير أزمة داخلية

التهدئة الهشة.. إسرائيل تتراجع عن التصعيد العسكري في غزة وتثير أزمة داخلية
نتنياهو

واجهت الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا كبيرة يوم أمس، بين الاعتراف الضمني بأنها كانت عالقة بين المطرقة والسندان، حيث لم تستطع تجاهل مقتل جنديين إسرائيليين، ولكن في الوقت نفسه، وبناءً على ضغوط أمريكية، كانت تأمل في الحفاظ على التوازن السياسي الذي يسمح بمتابعة تنفيذ خطة ترامب. 

وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه في محاولة للموازنة بين هذه الضغوط، أصدرت الحكومة سلسلة من القرارات التي تهدف إلى إرسال رسائل تحذيرية لحركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى في قطاع غزة دون التصعيد أكثر من اللازم. 

شملت هذه الإجراءات استهداف نفق كان يحتجز فيه رهائن إسرائيليون، إطلاق النار على فلسطينيين مسلحين، بالإضافة إلى إشارات لم تُحسم بعد حول وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

الوزراء المتطرفون يطالبون بالتصعيد

خلال اليوم، دفع بعض الوزراء، بشكل غير مفاجئ، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانتقال إلى إجراءات أكثر تطرفًا، حيث غرد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قائلاً: يا رب "حرب!"، بينما دعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، رئيس الحكومة إلى "إصدار أوامر باستئناف كامل للقتال في القطاع بكل قوته". 

ومن جانبها، أوضحت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، أن الهجوم من قبل حماس "ليس خرقًا للاتفاق، بل إعلان واضح بأن الاتفاق قد انتهى".

الضغط الأمريكي يؤثر في قرارات إسرائيل

رغم الضغوط الداخلية التي طالبت بالتصعيد، قرر نتنياهو ووزير الدفاع، إسرائيل كاتس، عدم دعم دعوات الوزراء للانتقال إلى التصعيد العسكري الشامل، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية المستمرة. 

ولم يرغب المسؤولون الإسرائيليون في فتح جبهة جديدة مع الإدارة الأمريكية أو مع دول أوروبا والمنطقة، لذلك، أعلن نتنياهو في بيان مقتضب ظهرًا أنه أمر قوات الأمن بالتحرك "بحزم ضد أهداف الإرهاب في قطاع غزة". 

ومع ذلك، أشار وزير الدفاع إلى أن إسرائيل ما تزال تدرس خطواتها المستقبلية، مع تحذير من أن "قوة الرد ستزداد إذا لم يفهم الطرف الآخر الرسالة".

الضغوط الأمريكية لعدم التصعيد

في الوقت نفسه، أظهرت حركة حماس رغبتها في مواصلة تنفيذ الاتفاق، وأعلنت عن العثور على جثة أحد الجنود المخطوفين، مما يتيح لها استعادتها "إذا سمحت الظروف الميدانية بذلك". 

في المقابل، أصدر المتحدث العسكري الإسرائيلي باللغة العربية تحذيرًا عاجلاً للسكان في منطقة الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل، مطالبًا المدنيين في تلك المنطقة بالابتعاد عنها باعتبارها "منطقة قتال".

مع تصاعد التوترات، كانت إسرائيل تأمل في الحفاظ على التوازن بين الرد العسكري القوي والامتثال للضغوط الأمريكية، التي كانت تهدف إلى منع التصعيد في المنطقة. 

في السنوات السابقة، كانت إسرائيل تعتمد في بعض الأحيان على استهداف مناطق محددة مثل الكثبان الرملية الخالية، ولكن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الرد الإسرائيلي كان أكثر قسوة وعدوانية هذه المرة.

 ورغم كل ذلك، كانت إسرائيل حريصة على تجنب زيادة التوتر مع المجتمع الدولي وتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

التخوف من تأثير التصعيد على عملية استعادة الجثث
أحد العوامل المهمة التي دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات متوازنة كان القلق من تأثير التصعيد العسكري على عملية استعادة جثث الجنود الإسرائيليين المخطوفين. 

بدأت هذه العملية بكفاءة منخفضة منذ الأسبوع الماضي، في حين أن الإعلان الأخير لحركة حماس بأنهم عثروا على جثة أحد الجنود قد يكون بمثابة دفع لعملية تبادل أخرى.