تحقيق سويدي يكشف أخطر جرائم الإخوان.. نهب أموال تمويلات ضخمة لدعم التطرف

تحقيق سويدي يكشف أخطر جرائم الإخوان.. نهب أموال تمويلات ضخمة لدعم التطرف

تحقيق سويدي يكشف أخطر جرائم الإخوان.. نهب أموال تمويلات ضخمة لدعم التطرف
جماعة الإخوان

شهدت السويد -خلال السنوات الماضية- تدفق أكثر من مليار كرونة من أموال الضرائب إلى مدارس وروضات تابعة لشبكة إسلامية مرتبطة بروابط عائلية ومصالح مالية وممارسات جنائية تخل بالنظام العام، وثبت أن هذه الشبكات تابعة لجماعة الإخوان.

وبحسب صحيفة "أكسبريسن" السويدية، فإنه مع تشديد الرقابة وانكشاف حجم الانتهاكات، بدأت الشخصيات المحورية في هذه الشبكة بالفرار إلى الخارج واحدة تلو الأخرى، تاركين وراءهم عشرات الملايين من الديون الضريبية غير المسددة.

التحقيقات تكشف أيضًا أن المستشار المالي للشبكة، محمد الكطراني، تمكن رغم سلسلة من الإدانة والإفلاس من مواصلة نشاطه حتى وقت قريب.

مدارس مرتبطة بالتطرف الديني والفساد المالي

كانت عمليات إغلاق المدارس والروضات الإسلامية في السويد تُعرض إعلاميًا كأحداث منفصلة، غير أن مراجعة موسّعة أظهرت أن هذه المؤسسات التعليمية كانت جزءًا من شبكتين مرتبطتين ببعضهما، تضمّ أئمة متشددين ومستشارين ماليين عديمي الضمير ومحاسبين يُتهمون بغضّ الطرف عن عمليات نهب أموال الرفاه.

في نوفمبر من العام الماضي نفذت الشرطة عملية مداهمة لشقة في منطقة ساترا بمدينة يافله، حيث أقام أشخاص مرتبطون بالتطرف العنيف. وكانت الشرطة تبحث عن ربيع كرم، أحد أبرز الفاعلين في شبكة من المدارس المستقلة المرتبطة بتجنيد ونشر الفكر الإسلامي المتشدد.

هذه المدارس أُغلقت بقرارات من السلطات، وفي حالات عدة جرى الاعتماد على ما يُعرف بـ طريق آل كابوني، عبر التحقيقات في الجرائم المالية للوصول إلى أصل الانتهاكات.

النائب العام هنريك فاغير، من هيئة مكافحة الجرائم الاقتصادية، وصف هذه الانتهاكات بأنها خسارة مزدوجة، إذ تُستنزف أموال الرفاه العام ولا يحصل المواطنون على الخدمات التي دفعوا ضرائبهم من أجلها، بينما يقوم آخرون بتهريب هذه الأموال والاستفادة منها بشكل شخصي.

شبكتان متعاونتان تجمعهما المصالح والأيديولوجيا

تشير التحقيقات إلى وجود شبكتين متعاونتين متورطتين في إدارة مدارس وروضات تلقت مئات الملايين من أموال الدولة، استخدمت في دعم تنظيمات إسلامية وفي الإنفاق الشخصي، وتشمل المؤسسات: 
مدرسة العلوم Vetenskapsskolan في غوتنبرغ، حيث جرى توظيف عائدين من مناطق سيطرة تنظيم داعش، وكان مالكها الإمام عبد الناصر النادي قد حوّل ملايين الكرونات إلى حسابات في مالطا قبل اختفائه.

مدرسة نيا كاستيت Nya Kastet في يافله، التي أغلِقت بعد تحذيرات من جهاز الأمن السويدي بشأن انتشار التطرف بين الطلاب، وانتهت محاكمة إدارييها بأحكام بالسجن.

سلسلة روضات بيﻻل Bilaal في شمال السويد، التي أدين المدير المالي فيها، الإمام حسين الجيبوري من أوميّو، بجرائم محاسبية جسيمة بعد اختفاء عشرات الملايين من الأموال دون تسجيل.

إجمالاً حُوِّلت أكثر من مليار كرونة من أموال الأطفال والطلاب عبر شركات واجهة لتمويل أحزاب إسلامية وأنشطة دينية متشددة، إضافة إلى إنفاقها على أمور شخصية فاخرة.

تحويل الأموال إلى رحلات فاخرة ونوادٍ ليلية

تكشف الوثائق، أن المدير السابق ومدير المدارس عبدالرزاق وابيري، وهو نائب سابق في البرلمان السويدي عن حزب المحافظين، أدين بإخراج 12 مليون كرونة من ميزانية المدرسة عبر فواتير مزيفة. 

وجزء من هذه الأموال تم تحويله إلى حزبه الإسلامي في الصومال، بينما استُخدم جزء آخر في رحلات فندقية فاخرة، وزيارات متكررة لنوادٍ ليلية في تايلاند، إضافة إلى دفع اشتراكات لحزب المحافظين.

مدارس روموسّة التي كان يديرها وابيري تلقت خلال سنوات عملها ما مجموعه 462 مليون كرونة. وبعد اكتشاف المخالفات سُحب الترخيص، ووصلت ديون المؤسسات المنهارة إلى 6.1 ملايين كرونة.

أئمة متشددون يُعدّون تهديدًا للأمن القومي

يرتبط جزء كبير من الشبكة بعدد من الأئمة الذين صنفتهم السلطات عام 2019 كتهديد للأمن القومي. وهم:

الإمام أبو رعد: الإمام السابق ليافله، اعتقلته المخابرات السويدية باعتباره خطرًا على أمن الدولة. ورغم صدور قرار بترحيله إلى العراق، حالت الظروف الأمنية دون التنفيذ. في النهاية غادر السويد طوعًا، ويُعتقد أنه لن يعود.

الإمام عبد الناصر النادي: اعتُبر من أخطر القيادات الإسلامية المتشددة، وغادر السويد بعد صدور قرار بترحيله. تمكن قبل رحيله من تحويل أكثر من أربعة ملايين كرونة إلى حساب في مالطا، لاحقًا عثر عليه صحفيون في مصر.

الإمام حسين الجيبوري: مدير مالي سابق لسلسلة روضات، أدين بجرائم مالية عدة ويقضي حاليًا حكمًا بالسجن لمدة عامين. ما يزال مدينًا بأكثر من مليون كرونة في ضرائب غير مدفوعة.
هذه المجموعة وحدها تلقت مدارسها وروضاتها أكثر من 600 مليون كرونة من أموال الدولة، بينما ما زالت شركاتها مدينة بـ 27 مليون كرونة للضرائب.

عمليات بحث وملاحقات وتهرب من تنفيذ الأحكام عند مداهمة الشرطة لشقة في يافله العام الماضي، كانت تبحث عن ربيع كرم الذي شارك في تأسيس مدارس في غوتنبرغ ويافله، قبل أن يُدان بجرائم مالية، لكن السلطات لم تعثر عليه، وتبين لاحقًا أنه غادر إلى مصر، كرم يقول إنه مريض ولا يملك المال للعودة وتنفيذ الحكم، رغم أنه مطلوب رسميًا.

الحلقة الأخطر: المستشار المالي محمد الكطراني

الكطراني، صهر الإمام أبو رعد، يُعد العقل المالي للشبكة. ترتبط به عشرات الشركات، بعضها أدارته شخصيات مرتبطة بالتطرف، بما في ذلك أحد العائدين من تنظيم داعش.


رغم حصوله على حظر مهني لمدة ثلاث سنوات، كشفت السجلات أنه تولى إدارة أكثر من عشرين شركة بعد صدور الحظر. كما يُشتبه بأنه سجل أفرادًا دون علمهم كأعضاء في مجالس إدارة شركاته لتهرب من الرقابة.

في منتصف هذا العام اختفى الكطراني من مكتبه في غوتنبرغ، بعد تراكم ديون ضريبية تصل إلى 2.1 مليون كرونة، وقد أبلغ السلطات أنه غادر إلى تركيا، لكن شهودًا يقولون إنه شوهد في مصر.

اختفاء منظم لعشرات المتورطين

تكشف الوثائق الرسمية، أن الشخصيات الأساسية في الشبكة غادرت البلاد تباعًا، تاركين خلفهم ديونًا تقدر بـ 33 مليون كرونة. 

وتشمل القائمة: الداعية عبد الناصر النادي، الإمام أبو رعد، ربيع كرم، محمد الكطراني، حسين الجيبوري (المسجون حاليًا)، عبدالرزاق وابيري (قيد التنفيذ السجني).

ورغم أن المؤسسات التابعة لهم تلقت في مجموعها أكثر من مليار كرونة من أموال دافعي الضرائب، فإن الكثير منها انهار ماليًا أو جرى إغلاقها بسبب انتهاكات خطيرة.

تكشف هذه المراجعة الشاملة، التي استندت إلى سجلات رسمية وملاحقات شرطة ووثائق قضائية، أن شبكة من الأئمة المتشددين والمستشارين الماليين استغلت نظام التعليم السويدي والتمويل الحكومي لتحقيق مكاسب شخصية وتمويل نشاطات دينية متشددة، قبل أن يهرب معظم قادتها إلى خارج البلاد، تاركين خلفهم ديونًا ضخمة وقضايا مفتوحة.