من هو القائد الجديد للقوة البرية الإيرانية.. علي جهانشاهي؟

من هو القائد الجديد للقوة البرية الإيرانية.. علي جهانشاهي؟

من هو القائد الجديد للقوة البرية الإيرانية.. علي جهانشاهي؟
علي جهانشاهي

تشهد المؤسسة العسكرية الإيرانية واحدة من أكثر مراحلها حساسية خلال السنوات الأخيرة، بعد سلسلة تطورات دراماتيكية غيّرت الخريطة القيادية داخل الجيش والحرس الثوري في وقت متزامن، فبعد تداعيات هجوم إسرائيلي واسع استهدف شخصيات عسكرية وفاعلين أساسيين في البرنامج النووي الإيراني، ما يزال الجيش يعين قيادات جديدة في مناصب أصبحت مستهدفة بشدة، حيث أعلنت طهران تعيين اللواء علي جهانشاهي قائدًا جديدًا للقوة البرية في الجيش، ليخلف اللواء كيومرث حيدري الذي ظل لسنوات الواجهة الأساسية لهذه القوة.

 ويأتي هذا التغيير في وقت تتعامل فيه إيران مع فجوة قيادية عميقة خلّفتها الضربات الأخيرة، التي طالت أبرز رؤوس الهرم العسكري، بما في ذلك قادة بارزون كان لهم دور محوري في التخطيط الدفاعي والهجمات الاستراتيجية، ورغم أن جهانشاهي ليس اسمًا جديدًا في الساحة العسكرية، إلا أن صعوده إلى قمة القوة البرية يثير أسئلة حول طبيعة المرحلة المقبلة، واتجاهات العقيدة العسكرية الإيرانية في ظل الظروف المتوترة الحالية.

إعادة هيكلة


يُعَدّ اختيار اللواء علي جهانشاهي لقيادة القوة البرية خطوة مفصلية تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على المؤسسة العسكرية الإيرانية، بعد سلسلة هجمات إسرائيلية غير مسبوقة أدت إلى تصفية عدد كبير من قادة الجيش والحرس الثوري ومسؤولين في البرنامج النووي.

ووفق ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن التعيين لم يكن مجرد إجراء إداري، بل جزء من عملية إعادة هيكلة واسعة تُجريها القيادة العسكرية بهدف سدّ الفجوات التي خلّفتها الخسائر الأخيرة، وإعادة ضبط آليات العمل الدفاعي.

من هو؟


يمتلك جهانشاهي سجلاً حافلاً في المواقع الميدانية والعملياتية داخل الجيش الإيراني، فقد بدأ بمهام تدريبية أساسية وتدرّج نحو مراكز حساسة، كان أبرزها قيادة مركز التدريب 04 في مدينة بیرجند بين عامي 2006 و2010، وهو أحد أهم مراكز التأهيل للقوات البرية.

كما قاد الفرقة 77 في خراسان بين عامي 2010 و2012، وهي فرقة تُعد من الوحدات الاستراتيجية ذات الحضور الدائم في المناطق الشرقية.

وفي عام 2015، تسلّم جهانشاهي منصب معاون التنسيق في القوة البرية، وهو منصب يتطلب قدرة عالية على الربط بين الوحدات المختلفة وإدارة العمليات المشتركة، قبل أن يشغل لاحقًا موقع نائب معاون الرقابة والتقييم في مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي عام 2020، وخلال هذه السنوات، حصل على ترقيات متتالية، أبرزها منح رتبة عميد عام 2010، ثم رتبة لواء بعد خمس سنوات.

تعيين في سياق صدمة عسكرية داخلية


يأتي صعود جهانشاهي على رأس القوة البرية بينما تمر إيران بواحدة من أعقد مراحلها العسكرية، إذ فقدت خلال هجوم إسرائيلي واحد في منتصف عام 2025 عددًا من أبرز قادتها، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء غلام علي رشيد، إضافة إلى قيادات مسؤولة عن القوات الجوفضائية والطائرات المسيّرة.

كما امتدت قائمة الضحايا لتشمل علماء بارزين في البرنامج النووي، مثل أحمد رضا ذو الفقاري، ومهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وغيرهم من المتخصصين الذين لعبوا دورًا محوريًا في مشاريع إيران النووية. 

الهجمات استهدفت أيضًا مواقع حساسة في العاصمة طهران، ما أعطى الانطباع بأن العملية الإسرائيلية كانت مبنية على شبكة معلوماتية عميقة ومخططة بدقة.

هذا الفراغ القيادي خلق حالة طوارئ داخل المؤسسة العسكرية، دفعت القيادة السياسية إلى التحرك بسرعة لإعادة توزيع المناصب الحساسة. 

ويشير محللون إلى أن اختيار جهانشاهي تحديدًا يعكس رغبة في الدفع بقيادات تجمع بين الخبرة الميدانية والكفاءة التنظيمية، بدلاً من القيادات ذات الطابع العقائدي التي كانت تهيمن على مواقع القوة في السنوات الأخيرة.

كما أن تاريخه في الوحدات البرية، وخاصة في المناطق الحدودية الشرقية، يجعله أكثر خبرة بالتحديات الميدانية التقليدية التي تواجهها إيران، خصوصًا في ظل احتمال توسع المواجهات أو ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة.