وصفها ترامب بـ أقوى امرأة في العالم.. من هي سوزي ويلز العقل الحديدي للبيت الأبيض

وصفها ترامب بـ أقوى امرأة في العالم.. من هي سوزي ويلز العقل الحديدي للبيت الأبيض

وصفها ترامب بـ أقوى امرأة في العالم.. من هي سوزي ويلز العقل الحديدي للبيت الأبيض
سوزي وايلز

في دهاليز السياسة الأمريكية تتقاطع المصالح وتتشابك مراكز النفوذ، تظهر أحيانًا شخصيات تعمل خارج دائرة الأضواء لكنها تتحكم في مسار الأحداث بقدر يفوق ما يفعله أصحاب الخطابات المرتفعة، من بين هؤلاء تبرز سوزي وايلز، المرأة التي تحوّلت من خبيرة حملات محلية إلى واحدة من أكثر الشخصيات حضورًا وتأثيرًا داخل البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب، وعلى الرغم من ندرة ظهورها الإعلامي، فإن اسمها يُتداول في الكواليس باعتبارها المهندسة التي تعيد ضبط إيقاع الإدارة وتوجّه بوصلتها السياسية، ذلك الدور الخفي جعل خلال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يذكرها على هامش مؤتمر الاستثماري الأمريكى - السعودي في واشنطن، ترامب وصفها بأنها قادرة على محو دولة بمكالمة واحدة، في إشارة إلى نفوذها الواسع وقدرتها على إدارة الملفات والناس والقرارات بدقة لا يمتلكها سوى القلائل، فمن هي هذه المرأة التي صعدت من فلوريدا إلى قمة السلطة، وكيف أصبحت اللاعب الأكثر تأثيرًا في إعادة تشكيل ملامح السياسة داخل واشنطن؟

صعود من خلف الكواليس


استطاعت وايلز السياسية المخضرمة أن تشق طريقها بثبات من الحملات المحلية في فلوريدا إلى أروقة البيت الأبيض، وصولًا إلى منصب رئيسة موظفي الإدارة الأميركية الحالية تحت قيادة دونالد ترامب، وما بين تلك المحطات، صنعت لنفسها إرثًا سياسيًا معقّدًا وخيطًا متصلًا من الانتصارات الانتخابية، رسّخ مكانتها كأحد أهم العقول التنظيمية في الحزب الجمهوري.


مسيرة وايلز لم تكن وليدة اللحظة، فقد أمضت عقودًا في بناء شبكة علاقات سياسية واسعة، خاصة في فلوريدا، حيث لعبت أدوارًا محورية في حملات كبرى منذ الثمانينيات، بدأت مسيرتها في مواقع إدارية داخل حكومة رونالد ريغان، قبل أن تجد لنفسها موقعًا ثابتًا في إدارة الحملات، حيث برزت قدراتها في التنظيم وحلّ الأزمات وإدارة فرق متنافسة تحت ضغط عالٍ.


ومع بروز ترامب كمرشح غير تقليدي عام 2016، وجدت وايلز نفسها أمام فرصة لتوظيف خبرتها في حملة تتطلب قدرًا كبيرًا من السيطرة وفرض الانضباط، وهو ما جعلها لاحقًا من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في محيط الرئيس الجديد.

استراتيجية الفوز.. وهندسة انتصارات ترامب الانتخابية


ساهمت وايلز بفاعلية في إدارة حملة ترامب في فلوريدا عام 2016، وهي الولاية التي تُعتبر حجر الزاوية في أي معركة رئاسية، لاحقًا، ومع صعودها إلى منصب مستشارة أولى لحملته عام 2024، لعبت دورًا أساسيًا في إعادة صياغة الأداء الانتخابي للرئيس الأميركي، بإدارة أكثر انضباطًا مما عرفته الحملات السابقة. وأجمع مراقبون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أن وجودها كان نقطة تحول في قدرة ترامب على تنظيم صفوفه وتوجيه رسائله السياسية.


ولم تقتصر قوة وايلز على صقل صورة ترامب الانتخابية، بل امتدت إلى إدارة الصراعات الداخلية التي لطالما ميّزت محيطه، فقد تمكنت من تهدئة دوائر التوتر داخل الحملة، ومن الحدّ من تسريب الخلافات، ومن ضبط إيقاع العمل في مؤسسة لطالما وُصفت بأنها "الأكثر فوضى في تاريخ الانتخابات الحديثة".

خصومة ديسانتيس


لا يمكن النظر إلى شخصية سوزي وايلز دون المرور عبر فصل خصومتها مع رون ديسانتيس، حاكم فلوريدا السابق، الذي كانت له معها قصة تعاون ثم صدام ثم قطيعة كاملة، فبعد أن ساعدته في الفوز بمنصب الحاكم عام 2018، دخل الطرفان في خلاف حاد، دفع ديسانتيس إلى الضغط على فريق ترامب للتخلص منها قبل انتخابات 2020.


لكن وايلز احتفظت بالرد للوقت المناسب، إذ استثمرت معرفتها الدقيقة بنقاط ضعف ديسانتيس خلال الانتخابات التمهيدية لعام 2024، وكانت أحد الأعمدة الخفية التي أسهمت في إضعاف حملته، وعندما أعلن انسحابه من السباق، نشرت وايلز كلمة واحدة على منصة "إكس": «مع السلامة» قبل أن تحذفها لاحقًا، بعد أن أدت الرسالة غرضها.

ثابتة رغم العواصف


مع توليها أهم منصب إداري في البيت الأبيض، أصبحت وايلز العقل المنظم لإدارة ترامب الجديدة عام 2025، مهمتها الأساسية كانت وضع قواعد جديدة للانضباط السياسي داخل الإدارة، وكبح قرارات قد تجرّ على الرئيس كلفة سياسية عالية، وتوجيهه في محطات حساسة. وقد وصفها كريس لاسيفيتا، أحد أبرز رجال ترامب الانتخابيين، بأنها "مديرة قادرة على التعامل مع عشرة أزمات في وقت واحد".


في هذا الدور، لعبت وايلز دورًا مركزيًا في تهدئة خطاب ترامب حول انتخابات 2020، وفي الضغط لتشجيع مؤيديه على التصويت عبر البريد، وفي تحصين حملته الأخيرة ضد الانقسامات الداخلية. وبذلك أصبحت، كما وصفها ترامب نفسه، "أقوى امرأة في العالم".