وضاح بن عطية: الحوثي يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بسياسات تجويع ممنهجة

وضاح بن عطية: الحوثي يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بسياسات تجويع ممنهجة

وضاح بن عطية: الحوثي يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بسياسات تجويع ممنهجة
ميليشيا الحوثي

يشهد اليمن موجة جديدة من التدهور الإنساني مع استمرار جماعة الحوثي في تصعيد ممارساتها التي فاقمت معاناة ملايين المدنيين، في وقت تتزايد فيه التحذيرات المحلية والدولية من وصول الأوضاع إلى مرحلة غير مسبوقة من الانهيار.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد كثّفت الجماعة -خلال الأسابيع الأخيرة- من إجراءاتها الداخلية التي طالت القطاعات الحيوية؛ ما أدى إلى مزيد من الضغط على المواطنين، خصوصاً في مناطق سيطرتها.

وتؤكد التقارير الميدانية، أن الحوثيين يواصلون فرض جبايات واسعة على التجار والقطاعات الاقتصادية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية الأساسية، وزيادة معدلات الفقر في المحافظات الشمالية. 

كما شملت الإجراءات الحوثية التضييق على المنظمات الإغاثية، عبر فرض تراخيص إضافية واشتراطات معقدة تعطل وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وهو ما انعكس سلبًا على الأسر الأكثر هشاشة.

وفي الوقت ذاته، تعيش المستشفيات والمراكز الصحية أوضاعًا صعبة بسبب نقص الإمدادات الطبية وتراجع الدعم الخارجي، وسط اتهامات للحوثيين بتحويل جزء من المساعدات الدوائية إلى السوق السوداء، واحتكار أخرى لخدمة مقاتليهم. 

وتفاقمت الأزمة الصحية مع انتشار أمراض سوء التغذية وخاصة بين الأطفال، بعدما أصبح الوصول إلى الغذاء تحديًا يوميًا لعشرات الآلاف من الأسر.

كما أدت القيود الحوثية على حركة النقل والمنافذ الداخلية إلى شلل نسبي في حركة البضائع والإمدادات، ما ضاعف من معاناة السكان في الحصول على احتياجاتهم الضرورية. 

وذكرت مصادر محلية، أن العديد من التجار اضطروا إلى إغلاق محالهم أو رفع الأسعار بشكل غير مسبوق لتغطية الخسائر الناتجة عن الجبايات.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذه السياسات سيقود إلى كارثة إنسانية أكبر، خصوصًا مع تراجع قدرة المنظمات الدولية على العمل في مناطق سيطرة الحوثيين. 

وبينما تتصاعد نداءات المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات والسماح بمرور المساعدات، تواصل الجماعة فرض المزيد من القيود، ما يضع اليمن أمام مرحلة أكثر قتامة ما لم يتم التحرك العاجل لمعالجة جذور الأزمة.

وأكد المحلل السياسي اليمني وضّاح بن عطية، أن جماعة الحوثي تواصل نهجًا ممنهجًا في تعميق الأزمات الإنسانية داخل اليمن، محذرًا من أن ممارسات الجماعة خلال الفترة الأخيرة تشير إلى رغبة واضحة في استخدام التجويع والضغط الاقتصادي كأدوات للسيطرة؛ مما يدفع البلاد نحو مرحلة غير مسبوقة من الانهيار الإنساني.

وقال بن عطية -في تصريح للعرب مباشر-: إن الحوثيين كثفوا فرض الجبايات على مختلف القطاعات التجارية والخدمية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين. 

وأوضح، أن “الوضع المعيشي في مناطق سيطرة الحوثي وصل إلى مستويات كارثية، بعدما تحولت الجبايات إلى سياسة يومية تستنزف المواطن وتدفعه نحو الفقر والجوع”.

وأضاف: أن الجماعة ما تزال تفرض إجراءات معقدة على المنظمات الإغاثية، مع تدخل مباشر في آليات توزيع المساعدات، الأمر الذي أدى إلى حرمان آلاف الأسر من الغذاء والدواء.

 وأشار إلى أن “العالم يرى اليوم كيف تتحكم الجماعة بمسارات المساعدات، وتوجهها بما يخدم أهدافها العسكرية على حساب المدنيين الذين يدفعون الثمن”.

وأشار بن عطية إلى أن القطاع الصحي يعيش حالة انهيار متسارع، بسبب نقص الإمدادات الطبية وتوقف العديد من المرافق عن العمل، إضافة إلى تفشي أمراض سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال. واتهم الحوثيين بتحويل جزء من المساعدات الصحية إلى السوق السوداء، واحتكار أخرى لخدمة عناصرها.

واختتم وضاح بن عطية تصريحه بالتأكيد على أن اليمن يواجه “أخطر أزمة إنسانية في تاريخه الحديث”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للضغط على الحوثيين ووقف سياسات التجويع، وفتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية دون قيود، لإنقاذ ملايين اليمنيين من كارثة تزداد سوءًا يومًا بعد يومٍ.