هل يعود لاريجاني إلى واجهة المشهد؟

هل يعود لاريجاني إلى واجهة المشهد؟

هل يعود لاريجاني إلى واجهة المشهد؟
لاريجاني

رغم غيابه النسبي عن المشهد التنفيذي خلال السنوات الأخيرة، ظل اسم لاريجاني يُطرح في كواليس السلطة، وبرز اسمه كمحتمل للترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة، غير أنه استُبعد بقرار من مجلس صيانة الدستور، في خطوة فُسّرت آنذاك بأنها جزء من الصراع بين الحرس القديم والتيار المحافظ المتشدد.

لكن يبدو أن الأحداث الأخيرة دفعت المرشد الأعلى إلى إعادة تفعيل أدوار رجال الخبرة السياسية من أمثال لاريجاني، في مواجهة الضغوط المتراكمة، سواء ما يتعلق بالملف النووي، أو الضغوط الاقتصادية، أو التحديات الجيوسياسية، من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن.

وقال المحلل المتخصص في الشأن الإيراني، د. مصطفى الأنصاري: إن تعيين علي لاريجاني ممثلًا للمرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، يُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة التوازن داخل النظام الإيراني، خاصة بعد تصاعد نفوذ التيار المتشدد في الفترة الأخيرة.

وأضاف الأنصاري: أن لاريجاني، الذي يُعد من أبرز رموز التيار المحافظ التقليدي، يمتلك خبرة طويلة في مؤسسات الدولة، سواء في البرلمان أو في الأمن القومي، وهو ما يجعله خيارًا مناسبًا لتقوية جناح العقلانية داخل النظام، في مقابل صعود شخصيات متشددة خلال الأعوام الأخيرة.

وأشار، أن هذه الخطوة تعكس أيضًا حرص خامنئي على ضبط إيقاع المؤسسات السيادية بعد مرحلة من التوترات الداخلية والخارجية، لاسيما في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والاحتجاجات الاجتماعية، وتزايد عزلة إيران على الساحة الدولية.

وأكد المحلل، أن وجود لاريجاني في هذا المنصب الحساس قد يفتح الباب أمام مقاربات أكثر براغماتية في الملفات الإقليمية والدولية، مع الاحتفاظ بثوابت النظام الأيديولوجية، وهو ما قد ينعكس على طريقة تعاطي طهران مع ملفات مثل الاتفاق النووي والعلاقات مع دول الجوار.

قراءة في المشهد الإيراني

قرار تعيين علي لاريجاني ممثلًا للمرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي ليس تفصيلًا إداريًا، بل هو مؤشر على تحوّل أعمق في بنية السلطة الإيرانية، ومحاولة لإعادة تدوير الشخصيات ذات الخبرة في لحظة فارقة من عمر النظام، وسط تصاعد التهديدات واهتزاز التوازنات الداخلية.