من وحي مسلسل «ميد تيرم».. كيف تحمي الأسرة استقرار الأبناء نفسيًا بعد الانفصال؟

من وحي مسلسل «ميد تيرم».. كيف تحمي الأسرة استقرار الأبناء نفسيًا بعد الانفصال؟

من وحي مسلسل «ميد تيرم».. كيف تحمي الأسرة استقرار الأبناء نفسيًا بعد الانفصال؟
مسلسل ميد تيرم

تسلّط الدراما الحديثة الضوء على قضايا اجتماعية تمس واقع الشباب والأسرة، ويأتي مسلسل «ميد تيرم» كأحد الأعمال التي ناقشت بجرأة تأثير الخلافات الأسرية والانفصال على الاستقرار النفسي للأبناء، خاصة في مرحلة الجامعة، حيث تتشكل ملامح الشخصية وتزداد الضغوط الأكاديمية والاجتماعية.



دراما تعكس واقع جيل Z

يطرح مسلسل ميد تيرم، من بطولة ياسمينا العبد ومجموعة من النجوم الشباب، صورة قريبة من الواقع للحياة الجامعية وتحديات جيل Z. ويركز العمل على الضغوط الدراسية، والعلاقات الاجتماعية، وتأثير الأجواء العائلية في نفسية الطلاب وتفاعلهم اليومي، موضحًا كيف يمكن للأسرة أن تكون مصدر دعم أو عامل توتر.


نماذج أسرية تهدد الاستقرار

يتناول المسلسل عدة حالات إنسانية تعكس اضطراب العلاقات داخل بعض الأسر، مثل شخصية تيا التي تمر بتجربة انفصال والديها، ونعومي التي تعيش في بيئة يسودها العنف اللفظي المستمر، ويونس الذي يعاني من الإهمال وغياب الاحتواء. وتوضح هذه النماذج كيف يؤثر التفكك الأسري سلبًا على شعور الأبناء بالأمان والاستقرار.


الاستقرار الأسري وتأثيره على الأبناء


يؤكد مصطفى الزريقي، استشاري الصحة النفسية، أن الاستقرار الأسري عنصر أساسي في النمو النفسي والاجتماعي السليم للأبناء. ويشير إلى أن استمرار الخلافات بين الوالدين ينعكس على سلوك الأبناء ومستواهم الدراسي، وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسية أو مشكلات سلوكية، محذرًا من خطورة التوتر الدائم داخل المنزل.


ما قبل الانفصال وما بعده


يوضح العمل أهمية وعي الوالدين بكيفية إدارة الخلافات قبل وبعد الانفصال، مع ضرورة عدم إشراك الأبناء في الصراعات، وتوحيد الرسائل الموجهة إليهم، واحترام مشاعرهم وخصوصيتهم. 

كما يشدد على أهمية الانتباه لعلامات الخطر مثل الخوف الزائد أو العدوانية أو تراجع التحصيل الدراسي، مع اللجوء للتدخل النفسي المبكر عند الحاجة.

دور ياسمينا العبد في العمل


تجسد ياسمينا العبد شخصية شابة تحاول تحقيق التوازن بين طموحاتها الأكاديمية والضغوط الأسرية، مقدمة أداءً واقعيًا يعكس تقلبات المشاعر والصراع الداخلي. ويسلط دورها الضوء على مفهوم المرونة النفسية والقدرة على التكيف رغم الأزمات، بما يخدم الرسالة الإنسانية للعمل.


رسالة المسلسل


يؤكد مسلسل "ميد تيرم" أن الانفصال في حد ذاته ليس الخطر الأكبر على الأبناء، بل تكمن الخطورة في استمرار الصراع بين الوالدين واستخدام الأبناء كأداة للضغط، وهو ما يهدد صحتهم النفسية واستقرارهم على المدى الطويل.

نجح مسلسل "ميد تيرم" في تقديم معالجة درامية واقعية لقضية الاستقرار الأسري وتأثيره في حياة الشباب، داعيًا إلى ضرورة الوعي بأساليب التعامل مع الخلافات الزوجية. فالأسرة الواعية، حتى في حالات الانفصال، تظل قادرة على توفير الأمان النفسي لأبنائها وبناء جيل أكثر توازنًا وثقة بالنفس.