زيارة تاريخية.. ماذا ستحمل القمة بين بن زايد وأردوغان؟

يزور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تركيا الأربعاء

زيارة تاريخية.. ماذا ستحمل القمة بين بن زايد وأردوغان؟
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على مواصلة مسيرة الإنجازات الضخمة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها، وذلك بفتح علاقات متواصلة مع الجميع، جعلها في مصدر القوة، وهو ما دعا تركيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو التردد من أجل عقد لقاء يجمع بين الشيخ محمد بن زايد وبين الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان.

ويقوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، غدًا (الأربعاء)، بزيارة رسمية إلى الجمهورية التركية وذلك تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويبحث الشيخ محمد بن زايد خلال الزيارة مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية.. العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

لقاءات رسمية 

وشهدت الآونة الأخيرة عددا من الاتصالات واللقاءات الرسمية بين قيادة ومسؤولي الإمارات وتركيا، جرى خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ففي 30 أغسطس الماضي ناقش الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما.

وتبادل الشيخ محمد بن زايد وأردوغان خلال الاتصال وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وكان أردوغان قد استقبل في 18 أغسطس الماضي وفدا إماراتيا برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وبحث الجانبان، خلال اللقاء الذي جرى في أنقرة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات وتركيا خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية في مجالات النقل والصحة والطاقة بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين.

مشاركة تركيا في "إكسبو "

وتشارك تركيا في معرض "إكسبو 2020 دبي" واعتبر توجاي تونسير السفير التركي لدى الإمارات أن هذه المشاركة تجسد حقبة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين.

وقال تونسير: إن الحدث العالمي يمثل فرصة لعرض مقومات اقتصاد تركيا المتنوع، الذي يشمل قطاعات عديدة.
وأضاف أن المعرض يساهم في تعزيز النمو التجاري، خاصة مع تصدير المزيد من المواد الغذائية والأطعمة الجاهزة والفواكه والخضراوات ومواد البناء، التي تحتاجها المنطقة وتمتلكها تركيا.

وأكد أن إكسبو 2020 دبي يساهم في تحقيق رؤية تركيا للسياحة المتنوعة، بما في ذلك من دولة الإمارات ودول الخليج العربية، وهي أسواق رئيسية لإكسبو 2020 دبي.

دعم إماراتي 

وفي مطلع نوفمبر الجاري، قدمت دولة الإمارات مبلغ 36.7 مليون درهم (10 ملايين دولار أميركي) للمساهمة في دعم مراحل إعادة التأهيل لبعض المناطق التركية التي تضررت من حرائق الغابات والفيضانات التي اجتاحتها.

وأعربت الإمارات في هذا الصدد عن تضامنها مع الشعب التركي في هذه الظروف الاستثنائية، مؤكدة حرصها على المساهمة في توفير الدعم المناسب للتخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والأضرار الناجمة عن الفيضانات في شمال البلاد وحرائق الغابات في جنوب غرب تركيا.

فيما رصد تقرير لمؤسسة "ماعت جروب"، تفاصيل اللقاء الذي وصفه بالتاريخي بين أردوغان والشيخ محمد بن زايد، والعلاقات المشتركة بين الإمارات وتركيا في الفترة المقبلة، وسعي تركيا المستمر لفتح علاقات مجددة مع الدول العربية وعلى رأسها الإمارات بعد سنوات من الانقطاع.

تغيير السياسات الخارجية 

ومن الدلالات الهامة في تلك اللقاء أن النظام التركي أدرك أن تغيير سياساته الخارجية والتدخل السافر في العديد من الدول العربية، أدخله في نفق مظلم، مليء بالأزمات التي باتت تعصف بالبلاد من كل جانب، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وفي ظل تغيرات سياسية دولية تبلورت بشكل خاص مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة، التي تتبنى مواقف متشددة تجاه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، اتجهت أنقرة إلى تغيير نهجها في محاولة للملمة الأوراق المبعثرة في علاقاتها مع الشرق.

فتح علاقات جديدة 

ويعد التغيير الإستراتيجي في السياسة التركية الخارجية ظهر من خلال سيل من التصريحات التي أطلقتها أنقرة، حول رغبتها في فتح صفحة جديدة مع العرب، وطي الخلافات وإنهاء التوتر مع مصر، كما بدأت محاولات لاختراق الجمود في العلاقات مع كل من الإمارات والسعودية، حيث سعت تركيا لاستثمار المصالحة الخليجية في قمة العلا التي انعقدت بالسعودية مطلع العام الجاري.