إيران تعيد إحياء برنامج الصواريخ الباليستية وسط مراقبة إسرائيلية وتحذيرات من تصعيد وشيك

إيران تعيد إحياء برنامج الصواريخ الباليستية وسط مراقبة إسرائيلية وتحذيرات من تصعيد وشيك

إيران تعيد إحياء برنامج الصواريخ الباليستية وسط مراقبة إسرائيلية وتحذيرات من تصعيد وشيك
إيران

أكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية، أن إيران تواصل مساعيها لإعادة بناء منظومة الصواريخ الباليستية التابعة لها، عقب الضربة التي تلقتها خلال عملية مع كلبياء، في وقت تتابع فيه إسرائيل هذه التحركات عن كثب وتقدّر أن طهران قد تنجح، خلال سنوات قليلة، في استعادة قدراتها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. 

وفي هذا السياق، كشفت تقديرات أمنية عن توجه إيراني نحو الصين في محاولة للحصول على معدات صناعية متقدمة، من بينها خلاطات بلانترية، من شأنها تسريع وتيرة إنتاج الصواريخ.

وبحسب ما ترصده المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فإن منظومة الصواريخ الباليستية الإيرانية ما تزال تشكّل تهديدًا فعليًا ومباشرًا لإسرائيل. 

وتشير التقديرات إلى أن إيران لم تتمكن حتى الآن من إعادة تأهيل قدراتها التصنيعية التي تضررت خلال حرب الأيام الاثني عشر. 

وفي هذا الإطار، جرى استعراض القدرات العسكرية التي ما زالت إيران تمتلكها، إلى جانب التكنولوجيا التي تسعى للحصول عليها لتعويض خسائرها.

خسائر كبيرة وطموحات متجددة

قبل انطلاق عملية مع كلبياء، كانت إيران تمتلك ما يقارب ألفي صاروخ باليستي، أطلقت منها 528 صاروخًا باتجاه إسرائيل خلال أيام المواجهة. 

أما اليوم، فيقدَّر أن الترسانة الإيرانية تقلصت إلى نحو ألف صاروخ فقط، في حين تسعى طهران إلى توسيع مخزونها ليصل إلى نحو ثمانية آلاف صاروخ باليستي في المرحلة المقبلة.

كما كانت إيران تمتلك قرابة 500 منصة إطلاق قبل الحرب، دُمّر نحو 150 منها في الغارات الإسرائيلية، بينما دُفنت أعداد مماثلة داخل أنفاق تضررت بفعل القصف، ما جعلها خارج الخدمة.

ورغم هذه الخسائر، ما يزال لدى إيران نظام إطلاق صواريخ تحت الأرض في المناطق الجبلية، مقسّم إلى قيادتين رئيسيتين، إحداهما في محيط طهران والأخرى في شرق البلاد.

 وتقدّر إسرائيل أن إيران تحتفظ اليوم بمئات مواقع الإطلاق، من بينها مواقع لم تتعرض لأضرار خلال العملية العسكرية، إلى جانب مواقع جرى ترميمها وإعادتها للخدمة بعد انتهاء الحرب.

نقص المعدات والاتجاه شرقًا


تشير التقديرات إلى أن قدرات إنتاج الصواريخ الباليستية في إيران لم تُستعد بعد بشكل كامل، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى نقص في المعدات الصناعية الحيوية، وعلى رأسها الخلاطات البلانترية المستخدمة في تصنيع وقود الصواريخ. وفي ظل هذا العجز، بدأت طهران البحث عن دعم خارجي، مع تركيز خاص على الصين.

وتقدّر الجهات الأمنية أن عملية إعادة بناء مخزون الصواريخ الإيرانية قد تستغرق فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات فقط، في حال تمكنت طهران من الحصول على المعدات المطلوبة. 

وتبدي بكين، وفق التقديرات، استعدادًا محدودًا لتقديم المساعدة في هذا المجال، إذ تمتلك القدرة على تزويد إيران بخلاطات بلانترية كبيرة من شأنها رفع وتيرة الإنتاج بشكل ملحوظ. 

ورغم أن هذه الخطوة لم تُنفذ بعد، فإن إسرائيل تنظر إليها باعتبارها خطرًا كبيرًا قد يغيّر موازين القدرات في المنطقة.

وفي هذا السياق، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة أن إيران بدأت بالفعل بمحاولات لإعادة تأهيل منشآت إنتاج وتطوير الصواريخ الباليستية التي تضررت خلال الحرب.

رسائل تحذير من نتنياهو


على خلفية هذه التطورات، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تحذير شديدة اللهجة، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في القدس مع رئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص.

 وأكد أن الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط يواجهان اختبارًا حقيقيًا في ظل تصاعد التهديدات والعدوان والإرهاب وعدم الاستقرار.

وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تواجه تهديدات ملموسة، مؤكداً التزام بلاده بالدفاع عن نفسها وقدرتها على ذلك، لافتًا إلى أن التعاون الإقليمي يعزز هذه القدرة بشكل أكبر. 

وأضاف: أن هذا التعاون يهدف إلى تحقيق الاستقرار عبر القوة، والازدهار عبر القوة، وفي نهاية المطاف الوصول إلى السلام عبر القوة.

مخاوف من سوء تقدير يقود إلى تصعيد


وفي موازاة ذلك، يسود قلق متزايد في إسرائيل من احتمال انزلاق غير مقصود نحو مواجهة جديدة مع إيران، نتيجة سوء تقدير أو تفسير خاطئ لتحركات أحد الطرفين. وتتابع المنظومة الأمنية الإسرائيلية بقلق التدريبات العسكرية التي نفذتها طهران مؤخرًا، وسط خشية من أن تتحول هذه المناورات إلى شرارة تصعيد غير مخطط له.

ووفقًا لمصادر أمنية، فإن إسرائيل نقلت في الأيام الأخيرة رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة، مفادها أنها لن تقبل بأي مجازفة قد تؤدي إلى تحول تدريب عسكري إيراني إلى هجوم مفاجئ. 

وتكمن الخطورة الأساسية، بحسب التقديرات، في سيناريو لا يرغب فيه أي من الطرفين بالتصعيد، لكن خطأ في الحسابات قد يقود إلى مواجهة واسعة جديدة.

وخلال الأيام الماضية، بثت وسائل إعلام إيرانية ومستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع توثق تجارب إطلاق صواريخ في عدة مناطق داخل البلاد، بالتوازي مع رسائل علنية متشددة من طهران. 
وأكدت القيادة الإيرانية أن برنامج الصواريخ غير خاضع لأي مفاوضات، في محاولة لإظهار جاهزية عملياتية عالية لمختلف السيناريوهات المحتملة.


وفي مطلع الأسبوع، أفادت تقارير بأن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمخاوفها من أن تكون تدريبات قوات الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني تمهيدًا لهجوم محتمل ضدها، ما يضيف بعدًا جديدًا لحالة التوتر المتصاعدة في المنطقة.