تصعيد خطير يهدد الاستقرار الإقليمي.. محلل لبناني يعلق على الهجوم الإسرائيلي
تصعيد خطير يهدد الاستقرار الإقليمي.. محلل لبناني يعلق على الهجوم الإسرائيلي

شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا واسعًا بعشرات الصواريخ استهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، في تصعيد هو الأعنف منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر من العام الماضي.
وذكرت مصادر ميدانية، أن الغارات تركزت على مناطق حدودية عدة، واستُخدم خلالها سلاح الجو بكثافة؛ ما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار كبيرة في عدد من المنشآت والمنازل القريبة من مناطق القصف، وسط حالة من الذعر بين السكان.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه نفذ "هجمات دقيقة ضد بنى تحتية تابعة لحزب الله"، موضحًا أن الأهداف شملت "منشآت تستخدم في إعادة تأهيل القدرات العسكرية للحزب"، بينها مقلع حجارة كان يُستخدم – بحسب البيان – لإنتاج الإسمنت بهدف إعادة بناء وتأهيل مواقع ومنشآت تابعة له.
من جانبه، أدان الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون الهجوم بشدة، واعتبره "انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان وتهديدًا خطيرًا للاستقرار في الجنوب".
ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي اللبنانية، مؤكدًا تمسك لبنان بحقه في حماية أرضه وشعبه.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، وسط تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية المتبادلة قد يدفع المنطقة نحو مواجهة أوسع يصعب احتواؤها.
وحذّر المحلل السياسي اللبناني الدكتور فادي شحرور من أن الهجوم الإسرائيلي الواسع على جنوب لبنان يمثل "تصعيدًا خطيرًا" قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدًا أن هذا التطور "يتجاوز الرسائل الميدانية المعتادة" ويعكس تحولًا في قواعد الاشتباك المعمول بها منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي.
وأوضح شحرور -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى "إعادة رسم خطوط الردع" بعد تزايد نشاط حزب الله في المناطق الحدودية، معتبرًا أن استهداف بنى تحتية ومواقع مدنية يحمل دلالات سياسية واضحة تهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية وتحميلها مسؤولية تحركات الحزب.
وأضاف: أن توقيت التصعيد يرتبط أيضًا بالوضع الداخلي في إسرائيل والأزمة الأمنية والسياسية التي تواجهها حكومة نتنياهو، مشيرًا أن "تل أبيب تحاول تصدير أزماتها عبر افتعال مواجهات خارجية، وهو نهج مألوف في تاريخها السياسي والعسكري".
وأكد شحرور، أن لبنان أمام مرحلة دقيقة تتطلب تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا لاحتواء الموقف، داعيًا الأمم المتحدة والقوى الدولية إلى التدخل لمنع انهيار الهدنة الهشة، ومشددًا على أن استمرار الاعتداءات قد يؤدي إلى "تغيير شامل في مشهد الأمن الإقليمي يمتد أثره إلى سوريا وغزة أيضًا".