يُعد النوم أحد أهم العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، فهو الوقت الذي يستعيد فيه الجسم نشاطه ويُصلح ما تلف من خلاياه. ومع ذلك، فإن طريقة النوم أو وضعية الجسد أثناء النوم قد يكون لها تأثير كبير على الصحة. ومن أبرز العادات التي يجهل الكثيرون مخاطرها هي النوم على البطن، إذ يظن البعض أنها مريحة، لكنها في الواقع قد تسبب أضرارًا جسيمة على المدى الطويل.

أولًا: الفوائد المحدودة للنوم على البطن

رغم أن النوم على البطن غير مفضل طبيًا، إلا أن له بعض الفوائد البسيطة، ومنها:

تخفيف الشخير، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انسداد بسيط في مجرى التنفس.

الحد من انقطاع النفس أثناء النوم، إذ تساعد هذه الوضعية بعض الأفراد على التنفس بسلاسة أكبر.

لكن هذه الفوائد تبقى محدودة جدًا مقارنةً بالأضرار الكثيرة التي تسببها هذه الوضعية للجسم.

ثانيًا: أضرار النوم على البطن

1. الضغط على العمود الفقري

النوم على البطن يفرض ضغطًا غير متوازن على فقرات الظهر، مما يؤدي إلى آلام مزمنة في العمود الفقري والرقبة. كما يمكن أن يتسبب بخلل في استقامة الجسم، ويؤدي إلى شعور بالتعب أو عدم الراحة عند الاستيقاظ.

2. مشكلات في الرقبة

للتنفس أثناء النوم على البطن، يضطر الشخص إلى إمالة الرأس إلى أحد الجانبين، وهذا يسبب التواءً في العنق وعدم استقامته مع العمود الفقري، مما يزيد خطر الإصابة بمشكلات مثل انزلاق الغضاريف أو انفتاق القرص.

3. خطر على الحوامل

النوم على البطن أثناء الحمل يُعد من أخطر الوضعيات، لأنه يضغط على العمود الفقري والرحم في آنٍ واحد. وينصح الأطباء الحوامل دائمًا بالنوم على الجانب الأيسر، لما لذلك من دور في تحسين تدفق الدم للجنين وزيادة نسبة الأكسجين.

ثالثًا: أفضل وضعيات النوم الصحية

1. النوم على الظهر

تُعتبر هذه الوضعية الأفضل صحيًا، إذ تحافظ على استقامة العمود الفقري وتقلل من مشكلات الرقبة والظهر. كما تساعد على تقليل حرقة المعدة.
لكن يُنصح بتجنبها لمن يعانون من الشخير أو انقطاع النفس أثناء النوم.

2. النوم على أحد الجانبين

وضعية مريحة وشائعة، وهي من أنسب الوضعيات لمعظم الأشخاص. تساعد في الحد من الشخير وتحافظ على توازن العمود الفقري، كما تُعد مثالية للمصابين بانقطاع النفس النومي. ومع ذلك، قد تتسبب في ظهور تجاعيد الوجه مع مرور الوقت نتيجة احتكاك الجلد بالوسادة.

3. وضعية الجنين

تُعد هذه الوضعية شائعة جدًا، خصوصًا بين النساء والحوامل. وتساعد على تخفيف الشخير والشعور بالأمان، لكنها قد تسبب ضيقًا في التنفس وآلامًا في الوركين عند الإفراط في الانحناء.

رابعًا: نصائح لتقليل أضرار النوم على البطن

إذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن النوم على البطن، فيُنصح باتباع الإرشادات التالية لتقليل الأضرار:

استخدم مرتبة صلبة نسبيًا لتقليل انحناء العمود الفقري.

حاول النوم بدون وسادة أو استخدم وسادة رقيقة جدًا لتقليل الضغط على الرقبة.

ضع وسادة صغيرة أسفل الحوض لتخفيف الضغط عن أسفل الظهر.

قم بتمارين تمدد خفيفة بعد الاستيقاظ لتحريك العضلات برفق.

إن النوم على البطن عادة تبدو مريحة في البداية، لكنها تحمل في طياتها أضرارًا خفية على العمود الفقري والرقبة والجهاز التنفسي. لذلك، من الأفضل تدريب الجسم تدريجيًا على النوم في وضعيات أكثر صحة، مثل النوم على الظهر أو على الجانب الأيسر، خصوصًا للنساء الحوامل. فاختيار وضعية النوم الصحيحة ليس مجرد راحة ليلية، بل استثمار في صحة الجسد على المدى الطويل.