تقييمات غربية تنسف مزاعم ترامب.. أوكرانيا لم تخسر الحرب وروسيا تكبّدت ثمنًا باهظًا

تقييمات غربية تنسف مزاعم ترامب.. أوكرانيا لم تخسر الحرب وروسيا تكبّدت ثمنًا باهظًا

تقييمات غربية تنسف مزاعم ترامب.. أوكرانيا لم تخسر الحرب وروسيا تكبّدت ثمنًا باهظًا
الحرب الروسية الأوكرانية

تتناقض تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي أكد فيها أن أوكرانيا باتت تخسر الحرب أمام روسيا، وأن موسكو أصبحت تمتلك اليد العليا، مع تقييمات استخباراتية أمريكية وأوروبية جديدة نقلتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حيث يؤكد مسؤولون غربيون، أنه لا توجد أي دلائل على حدوث تغييرات جوهرية في موازين القوى على الجبهة، ولا مؤشرات على أن القوات الروسية بصدد تحقيق نصر سريع.

مكاسب روسية محدودة بثمن بشري هائل

تشير التقييمات الغربية إلى صورة مركبة للوضع الميداني؛ إذ تمكنت القوات الروسية من إحراز تقدمات طفيفة في الخطوط الأمامية، واقتربت من بعض خطوط الإمداد الأوكرانية الحيوية، إلا أن هذه المكاسب جاءت على حساب خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الروسي.

ونقلت الشبكة عن مسؤول عسكري أوكراني، قوله: إن الروس يتقدمون ببطء، لكن ذلك ليس تغييرًا جوهريًا عما حدث خلال الأشهر الماضية.

وفي السياق ذاته، أوضحت وزيرة خارجية لاتفيا بايبا براز، أن روسيا لم تتمكن خلال العام المنصرم من السيطرة إلا على أقل من واحد في المئة من الأراضي الأوكرانية، مضيفة أن هذا لا يمثل بأي حال مؤشرًا على فوزها بالحرب، وأن أهداف الكرملين الحقيقية، المتمثلة في سلب أوكرانيا سيادتها وإخضاعها، لم تتحقق على أرض الواقع.

تحديات ميدانية تواجه كييف


على الرغم من نفي المسؤولين الغربيين لوجود تحول استراتيجي لصالح موسكو، فإنهم يؤكدون في الوقت ذاته صعوبة الوضع بالنسبة لأوكرانيا.

 وقال مسؤول أمريكي رفيع: إن كييف تفقد تدريجيًا مواقع استراتيجية في الشرق نتيجة الاستنزاف وتراجع القدرة الدفاعية في بعض الجبهات.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية باتجاه مدينة باكروفسك في شرق البلاد، وهي مدينة ادعت موسكو أكثر من مرة السيطرة عليها، بينما  يصر القادة الأوكرانيون على أن القتال ما يزال مستمرًا. 

وكانت باكروفسك مركزًا مهمًا للإمداد العسكري الأوكراني، إلا أن دورها تراجع مع اشتداد القتال في محيطها، رغم بقاء خطوط الإمداد الرئيسية مفتوحة.

مخاوف أوروبية من انسحاب ترامب من مفاوضات السلام

يبدي مسؤولون أوروبيون قلقًا متزايدًا من أن يتجه ترامب إلى التخلي عن مسار التفاوض بسبب ما يعتبره عدم إحراز تقدم كافٍ، وهو ما قد يدفعه إلى تحميل كييف والعواصم الأوروبية مسؤولية تعثر جهود السلام.

وأكد مسؤول أمريكي كبير هذه المخاوف، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب دون نتائج حاسمة بات يشكل عبئًا سياسيًا على الرئيس الأمريكي.

وفي مقابلة مع موقع بوليتيكو سُجلت يوم الاثنين، عبّر ترامب مجددًا عن استيائه من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وضغط عليه بشكل واضح للقبول باتفاق مع روسيا. 

وقال ترامب: إن على زيلينسكي البدء في قبول بعض الحقائق، مضيفًا أن الطرف الخاسر لا يمكنه الإصرار على شروطه.

وعندما سُئل عما إذا كانت أوكرانيا قد خسرت الحرب، أجاب ترامب بأنها فقدت الكثير من الأراضي، مؤكدًا أن الوضع لا يمكن وصفه بأنه نصر.

تراجع واضح في موقف ترامب مقارنة بتصريحاته السابقة

يمثل هذا التقييم المتشائم تحولاً جذريًا في خطاب ترامب؛ إذ كان قد قال قبل أكثر من شهرين، عقب لقائه زيلينسكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه يعتقد أن أوكرانيا قادرة ليس فقط على حماية خطوط دفاعها، بل أيضًا على استعادة جميع الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وربما تحقيق مكاسب إضافية.