خبير في شئون الجماعات الإرهابية: تحرّكات لندن ضد الإخوان باتت مسألة وقت بعد التصنيف الأميركي
خبير في شئون الجماعات الإرهابية: تحرّكات لندن ضد الإخوان باتت مسألة وقت بعد التصنيف الأميركي
تشهد جماعة الإخوان حالة من الترقّب والقلق داخل صفوفها، عقب مؤشرات متزايدة على احتمال توجه الحكومة البريطانية نحو إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب، وذلك بعد الخطوة الأميركية الأخيرة بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية في عدد من فروعها.
مصادر مطّلعة على نشاط الجماعة في أوروبا، قالت: إن “جبهة لندن” تعيش أجواء غير مستقرة، مع ارتفاع مستوى الحذر داخل المؤسسات التابعة للتنظيم، تحسبًا لأي قرار مفاجئ قد يصدر من وزارة الداخلية البريطانية خلال الفترة المقبلة.
وبحسب متابعين للملف، فإن التحركات الأميركية مثلت نقطة تحوّل دفعت عددًا من الدول الغربية إلى إعادة تقييم علاقتها بالتنظيم وأنشطته، خاصة مع تصاعد تقارير أمنية تتحدث عن ارتباطات أيديولوجية وتمويلية بين بعض مكونات الجماعة وجماعات متطرفة.
وتدرس بريطانيا، وفق ما أكدته دوائر حكومية في وقت سابق، الموقف القانوني للجماعة ضمن مراجعة شاملة لسياسات مكافحة الإرهاب، تشمل تقييم مدى تورط شبكات مرتبطة بالإخوان في أنشطة تمس الأمن القومي أو تساهم في نشر التطرف داخل البلاد.
وتشير التحليلات إلى أن إدراج الجماعة كتنظيم إرهابي في لندن — إن تم — سيعد من أخطر الضربات التي تتعرض لها في أوروبا، نظرًا لاعتمادها التقليدي على بريطانيا كملاذ سياسي ومركز إدارة لنشاطاتها الإعلامية والتنظيمية. وسيترتب على القرار المحتمل حظر منظمات تابعة أو ممولة من الإخوان، وتجميد أصول مالية، ومنع قيادات بارزة من الإقامة أو التنقل.
في المقابل، تلتزم الجماعة الصمت إعلاميًا، بينما تنشط في اتصالات داخلية مكثفة لمحاولة استشراف السيناريوهات المحتملة ووضع خطط بديلة تحافظ على تواجدها داخل القارة الأوروبية.
ويؤكد مراقبون، أن التطورات الحالية تعكس تحولًا دوليًا أوسع في التعامل مع الإخوان، خاصة مع اتساع نطاق الضغوط الأميركية، وتزايد المطالب الإقليمية بضرورة اتخاذ موقف موحّد يحد من أنشطة التنظيم وتأثيره السياسي.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع: إن حالة الترقّب داخل جماعة الإخوان في لندن تعكس “خوفًا حقيقيًا” من اقتراب لحظة الحسم البريطانية، مؤكدًا أن إدراج الولايات المتحدة للجماعة على قوائم الإرهاب في بعض فروعها شكّل “ضربة أولى” ستتبعها خطوات أوروبية متسارعة.
وأوضح ربيع -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن تحرّك واشنطن الأخير وضع الجماعة تحت ضغط غير مسبوق، إذ اعتادت — على حد قوله — استغلال بريطانيا كقاعدة آمنة لإدارة أنشطتها السياسية والإعلامية والمالية، مشيرًا إلى أن “المراجعة الدقيقة” التي تجريها لندن اليوم جاءت نتيجة تراكم معلومات استخباراتية حول علاقة الإخوان بشبكات تمويل خارجي، وأنشطة دعوية تم توظيفها لخدمة أهداف سياسية تتقاطع مع خطاب التطرف.
وأضاف ربيع: أن الجماعة في لندن تشهد ارتباكًا واضحًا، حيث تعمل الكيانات المرتبطة بها على تقليل ظهورها العلني، وتخفيف وتيرة نشاطها داخل الجالية العربية، خوفًا من أي إجراءات قانونية قد تُتخذ فجأة، مثل: تجميد الأصول أو إغلاق المقار، أو إدراج شخصيات بارزة على قوائم الممنوعين من الدخول.
وأشار إلى أن بريطانيا — رغم تحفظاتها التاريخية في التصنيف — باتت أكثر قربًا من اتخاذ قرار نهائي، خاصة بعد الضغوط الأميركية والتقارير الأوروبية التي تحذر من تنامي نفوذ التنظيم داخل بعض المجتمعات المسلمة، مؤكدًا أن “البيئة الدولية لم تعد تتسامح مع وجود جماعة تحمل هذا التاريخ من العنف والتحريض”.
وختم ربيع تصريحاته بالقول: إن أي خطوة بريطانية تجاه تصنيف الإخوان “ستُفقد التنظيم أحد أهم معاقله الغربية”، وستجبره على إعادة ترتيب انتشاره في أوروبا، معتبرًا أن “زمن حماية الإخوان في لندن يقترب من نهايته”.

العرب مباشر
الكلمات