دعم التطرف العابر للحدود وراء قرار فلوريدا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية

دعم التطرف العابر للحدود وراء قرار فلوريدا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية

دعم التطرف العابر للحدود وراء قرار فلوريدا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية
الولايات المتحدة

أكد موقع "يو بي آي" الأمريكي، أن قرار ولاية فلوريدا الأمريكية إدراج جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروف باسم كير ضمن قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، جاء ليصبح القرار الثاني من نوعه خلال أقل من شهرين، حيث بدأت الولايات الأمريكية اتخاذ إجراءات قوية وحاسمة ضد جماعة الإخوان.

جاء الإعلان عبر بيان رسمي أصدره حاكم الولاية رون ديسانتيس، أكد فيه أن القرارات سارية المفعول فور صدورها، وأن الجهات الحكومية ملزمة باتخاذ جميع التدابير القانونية لمنع أي نشاط غير مشروع يمكن أن يُنسب إلى هذه المنظمات، بما في ذلك وقف الامتيازات أو الموارد عن أي جهة تقدم لها دعمًا ماديًا.

اتهامات بدعم الإرهاب وصلات بحماس

الأمر التنفيذي الذي وقّعه ديسانتيس يتهم جماعة الإخوان المسلمين بدعم كيانات سياسية ومنظمات واجهة يربطها نشاط إرهابي، إضافة إلى تحويل التمويل لجهات تمارس أعمالاً إرهابية. 

كما يربط القرار بين تأسيس كير وبعض الأشخاص المقربين من الجماعة، متهماً المنظمة أيضًا بوجود علاقات مزعومة تربطها بحركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة مسلحة مدعومة من إيران في قطاع غزة.

ورغم أن القرار يستند إلى صلاحيات قانونية على مستوى الولاية ويُعد ذا طابع رمزي إلى حد كبير، فإن تبعاته قد تشمل حظر التعاقد مع هذه المنظمات أو منعها من الحصول على أي تمويل أو موارد حكومية.

تحركات تشريعية لمواجهة الشريعة وتوسيع القيود

على حسابه الشخصي في منصة إكس، قال ديسانتيس: إن نواب الحزب الجمهوري في المجلس التشريعي لفلوريدا يعملون على إعداد تشريعات تهدف إلى وقف ما وصفه بتسلل الشريعة إلى الولاية، معربًا عن أمله في أن يتم تقنين الإجراءات التي تستهدف كير والإخوان المسلمين في قانون ملزم.

"كير" ترد وتعلن اللجوء إلى القضاء

من جانبها، أعلنت منظمة كير وفرعها في فلوريدا اعتزامهما رفع دعوى قضائية ضد الولاية، ووصفتا قرار التصنيف بأنه تشهيري وغير دستوري. 

واتهمت المنظمة الحاكم بالعمل لخدمة الحكومة الإسرائيلية على حساب سكان ولايته، وبالسعي لإسكات الأصوات الأمريكية المنتقدة للدعم الأمريكي لما وصفته بجرائم الحرب الإسرائيلية.

وأكدت المنظمة -في بيان مشترك-، أن كير فرع فلوريدا هي مؤسسة أمريكية للدفاع عن الحقوق المدنية، تعمل منذ عقود لتعزيز حرية التعبير وحرية الدين والعدالة للجميع، بما في ذلك الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وأن الاستهداف السياسي هو السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة.

خلفية تاريخية ودور المنظمات

تستند جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في عشرينيات القرن الماضي، إلى نشاط دعوي وتعليمي، وقد أعلنت تخليها عن العنف في سبعينيات القرن ذاته، وتدير في دول مختلفة مؤسسات اجتماعية من بينها مستشفيات وصيدليات ومدارس، وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

أما كير، فقد تأسست سنة 1994 بحجة حماية الحقوق المدنية وتعزيز العدالة ودعم المسلمين الأمريكيين، وتؤكد المنظمة رفضها لجميع أعمال الإرهاب التي ترتكبها أي جهة مصنفة وفق القانون الأمريكي، بما في ذلك حركة حماس.

ورغم الاتهامات التي تتكرر بانتظام، فإن الحكومة الأمريكية لم تصنف لا جماعة الإخوان المسلمين ولا كير كمنظمات إرهابية.

تحركات على مستوى الإدارة الفيدرالية

وقّع الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي أمرًا تنفيذيًا يوجّه وزارتي الخزانة والخارجية لدراسة إمكانية إدراج أي فرع من فروع الإخوان داخل الولايات المتحدة على القوائم السوداء. 

وتتهم إدارة ترامب الجماعة بالمساهمة في تغذية التطرف في الشرق الأوسط، مستشهدة بأحداث أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

كما اتخذت الإدارة الفيدرالية إجراءات ضد أفراد ومنظمات انتقدت إسرائيل خلال الحرب على غزة، بما في ذلك سحب تأشيرات لطلاب جامعيين وفرض غرامات على جامعات اتهمت بالتقصير في حماية الطلاب اليهود خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.

احتجاز صحفي بريطاني في الولايات المتحدة

في سياق متصل، احتجزت السلطات الأمريكية الشهر الماضي الصحفي والمعلق السياسي البريطاني سامي حمدي، الذي كان في جولة داخل الولايات المتحدة بدعوة من منظمة كير.

وقد أفرج عنه بعد أكثر من أسبوع بموجب اتفاق يلزمه بمغادرة البلاد. ولم تُقدّم أسباب رسمية لاحتجازه، بينما اكتفت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي بالقول: إن من يدعم الإرهاب أو يهدد الأمن القومي لن يُسمح له بالعمل أو التواجد داخل البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن ولاية تكساس كانت الأولى في تبني هذا الإجراء، وذلك في الثامن عشر من نوفمبر، عندما أدرجت الجماعتين على قوائمها للمنظمات الإرهابية الأجنبية.