اعتراف جورج كلوني يفجّر عاصفة: دور أمل كلوني في دستور الإخوان يعود للواجهة
اعتراف جورج كلوني يفجّر عاصفة: دور أمل كلوني في دستور الإخوان يعود للواجهة
أثار تصريح مفاجئ أدلى به الممثل الأمريكي جورج كلوني خلال ظهوره في برنامج درو باريمور صدمة كبيرة في الأوساط الإعلامية والسياسية، بعدما تحدث بتباهٍ عن دور زوجته أمل كلوني في صياغة الدستور المصري لعام 2012 خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي تُتهم على نطاق واسع بالتطرف والتحريض على العنف وتتبنى أيديولوجيات إسلامية متشددة، حسبما نقلت شبكة "جيفيد" الأمريكية.
ظهر كلوني في البرنامج بروحه المرحة المعتادة وهو يروي قصة عن تأجيل أمل إحدى مواعيدهما بسبب حضورها اجتماعًا قال إنه كان مع الإخوان المسلمين، في سياق بدا أقرب إلى حكاية طريفة، لكنه حمل في طياته اعترافًا صريحًا بتورطها في عمل سياسي حساس ارتبط بتنظيم أثار جدلًا واسعًا داخل مصر وخارجها.
خلفية تاريخية وسياسية
تُعد جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست عام 1928، إحدى أكثر الحركات الإسلامية إثارة للجدل عالميًا، إذ تُعتبر المرجعية الفكرية لعدد من التنظيمات المسلحة، وفي مقدمتها حركة حماس. وقد تم تصنيفها كمنظمة إرهابية في بلدان عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات.
وخلال فترة تولي محمد مرسي الرئاسة بين عامي 2012 و2013، قامت الجماعة بتمرير دستور أثار اعتراضات واسعة، إذ رسخ مواد ترتبط بتطبيق الشريعة، واعتبره كثيرون خطوة نحو تكريس حكم استبدادي وإقصاء الأقليات. وتؤكد تقارير غربية أن أمل كلوني، وهي محامية دولية بريطانية من أصل لبناني، كانت ضمن المستشارين القانونيين المشاركين في إعداد هذا الدستور.
انتقادات حادة لدور أمل كلوني
إعادة تداول هذا الدور القديم فجّر موجة من الانتقادات، خصوصًا أن أمل تُقدَّم دوليًا كمدافعة عن حقوق الإنسان. ويرى منتقدوها أن مشاركتها في عمل سياسي مع جماعة متهمة بالتطرف يقوّض صورتها الحقوقية، ويكشف تناقضًا بين خطابها وسجلّها العملي.
وتراكمت الانتقادات بعد تذكير المتابعين بأن أمل سبق أن ساهمت في إعداد تقرير شديد اللهجة ضد القضاء المصري بعد إزاحة الإخوان عن الحكم، في وقت تجاهلت فيه – بحسب المنتقدين – الانتهاكات التي رافقت فترة حكم الجماعة نفسها. كما تولت الدفاع عن صحفيين في قناة الجزيرة اتُّهموا بدعم الإخوان عبر نشر أخبار كاذبة خلال فترة الاضطرابات التي أعقبت عام 2013.
جدل حول الروابط العائلية
لم تقتصر الانتقادات على خلفيتها المهنية، إذ أعادت تقارير إعلامية تسليط الضوء على روابط عائلية مثيرة للجدل، من بينها علاقة قرابة مع رجل الأعمال زياد تقي الدين، المدان في قضايا تتعلق بتجارة السلاح وعلاقات مع جهات مسلحة في الشرق الأوسط.
كما وُجهت اتهامات لأحد أقاربها بالضلوع في صفقات أسلحة مرتبطة بتنظيمات مثل حماس. ويقول منتقدوها إن هذه الوقائع لا تُعد مجرد مصادفات عائلية، بل تشير إلى نمط من الارتباطات السياسية والأمنية الحساسة.
ردود فعل غاضبة
انتشرت موجة واسعة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي عقب تصريح كلوني، حيث اعتبر كثيرون أن ما قاله يكشف جانبًا غير معلن من ازدواجية النخب الغربية. وتساءل بعض المغردين عن كيفية توافق العمل مع تنظيمات راديكالية مع الادعاء بالدفاع عن الحرية والمساواة وحقوق الأقليات.
كما طالت الانتقادات جورج كلوني نفسه، الذي لطالما قدم نفسه كناشط إنساني دافع عن قضايا عالمية مثل أزمة دارفور، إذ رأى كثيرون أن تعامله الخفيف مع موضوع حساس بهذا الحجم يعكس تناقضًا في المواقف والمبادئ.
تأثيرات سياسية وإعلامية
يأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه الرأي العام الغربي اهتمامًا متزايدًا بقضايا التطرف والتمويل الأيديولوجي، خاصة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وتعيد هذه القضية التذكير بالدور السياسي المعقد الذي تلعبه الجماعات ذات الخلفية الإسلامية في الغرب، ومدى تأثيرها على المؤسسات الحقوقية والإعلامية.
ولا تزال ردود الأفعال تتوالى، بينما يترقب كثيرون ما إذا كانت أمل كلوني ستصدر بيانًا رسميًا للرد على موجة الانتقادات، أو لتوضيح طبيعة دورها الحقيقي في تلك المرحلة الحساسة من التاريخ السياسي المصري.

العرب مباشر
الكلمات