من الظل إلى المواجهة.. من هو الدهيني خصم حماس الأخطر وخليفة أبو شباب
من الظل إلى المواجهة.. من هو الدهيني خصم حماس الأخطر وخليفة أبو شباب
منذ اللحظة التي دوّى فيها خبر مقتل ياسر أبو شباب، بدأ اسم غسان الدهيني يتردد في أروقة الأمن والقبائل والمجتمع السياسي في جنوب القطاع، فجأة وجد الرجل نفسه في مقدمة المشهد، بعدما كان يُنظر إليه لسنوات باعتباره العقل العملياتي الأكثر جرأة داخل المجموعة المسلحة التي نشأت شرق رفح، وبقدر ما أثار رحيل أبو شباب فراغًا أمنيًا حساسًا، كشف أيضًا عن شبكة معقدة من التحالفات والنزاعات، يتصدرها الدهيني، الرجل الذي يحمل سجلًا حافلًا بصدامات مع حماس، ونجا من محاولات اغتيال متكررة، ويبدو اليوم مستعدًا لوراثة موقع بالغ الخطورة والتأثير.
من هو الدهيني؟
ينحدر الدهيني من قبيلة الترابين، إحدى أكبر القبائل الفلسطينية وأكثرها نفوذًا، ذات الامتدادات الواسعة في فلسطين ومصر والأردن، منحته خلفيته القبلية حضورًا مؤثرًا في رفح خصوصًا، ومكّنت مجموعته من تجنيد عناصر محليين يتمتعون بمعرفة دقيقة بالطبيعة الاجتماعية والجغرافية للجنوب.
كما نشط الرجل بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي، مقدّمًا نفسه باعتباره المتحدث غير الرسمي للمجموعة، حيث يقوم بإدارة نقاشات مع نخب ومؤثرين لتفسير بعض التحركات أو الرد على الاتهامات الموجهة إليه.
الخلفية الأمنية للدهيني تضيف طبقة أخرى من التعقيد، فالرجل عمل موظفًا في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قبل عام 2007، وسبق أن اعتقلته حماس مرات عدة بتهم تتعلق بعلاقاته مع مجموعات إسلامية متشددة، بينها جيش الإسلام.
هذه السجلات جعلته من وجهة نظر حماس خصمًا متقلبًا لا يمكن احتواؤه، وهو ما يفسر إدراجه ضمن قائمة أخطر المطلوبين لديها، ومحاولة اغتياله مرتين؛ إحداهما أسفرت عن مقتل شقيقه، بينما نجا من الثانية بعد انفجار منزل مفخخ شرق رفح.
خليفة أبو شباب
برز غسان الدهيني في الأسابيع الأخيرة كشخصية محورية في المشهد الأمني داخل مدينة رفح، بعد مقتل قائده ياسر أبو شباب خلال اشتباكات قبلية اتخذت طابعًا معقدًا يتجاوز ما بدا في ظاهرها صراعًا محليًا عابرًا.
الرجل البالغ من العمر 39 عامًا يشغل منصب المسؤول العسكري عن مجموعة أبو شباب، وهو صاحب بصمة واضحة في النشاطات العملياتية التي استهدفت عناصر من حركة حماس داخل المدينة وخارجها.
وبحسب مصادر متعددة، كان يُنظر إلى الدهيني باعتباره المحرك الأساسي للمجموعة، وصاحب التأثير الأكبر في توجيهها، حتى قبل صعود اسمه إلى الواجهة بعد مقتل أبو شباب.
قصة إصابة الدهيني خلال الاشتباكات الأخيرة زادت من غموض مساره، فبينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن نقله عبر مروحية عسكرية إلى داخل إسرائيل لتلقي العلاج، عاد الرجل للظهور سريعًا في مقطع مصوَّر يشارك فيه في صلاة الجنازة على أبو شباب، في مشهد بدا مقصودًا لإثبات حضوره واستمراره في إدارة المشهد الميداني، وقد أعقب ذلك بنشر بيان عبر حساباته، وجّه فيه تهديدًا مباشرًا لحركة حماس، متهمًا إيّاها بمحاولة "اختلاق سردية" تُلصق به وبمجموعته مسؤولية مقتل قائده.
تهديداته لـ"حماس"
بعد ساعات من مقتل ياسر أبو شباب، زعيم الميليشيا الموالية لإسرائيل في غزة، أدلى خليفته غسان الدهيني بتصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية توعد فيه حماس بمواصلة القتال ضدها.
وأكد الدهيني، أن الميليشيا ستواصل عملياتها ضد حماس، وقال: "بعون الله، ووفقًا لخطة أخي المرحوم ياسر، سنواصل كما فعلنا حتى الآن، بل وسنكون أكثر تصميمًا وقوة، بعون الله، سنواصل قتال حماس، حتى آخر الإرهابيين، صغارًا وكبارًا، أيًا كانوا" وفق تعبيره.
وأضاف: "اليوم، سترى حماس الوجه الحقيقي الذي كان ينبغي أن تراه منذ زمن طويل.. إننا مصدر أمل لكل الأحرار، ولكل من ينتظر نهاية هذه الجماعة الإرهابية" بحسب قوله.
ونفى الدهيني مقتل أبو شباب في شجار، مشيرًا إلى أنه ذهب لحل نزاع عشائري فأصابته "رصاصة طائشة".

العرب مباشر
الكلمات