مهندس خطة واشنطن في غزة.. من هو ستيفن فاجين؟

مهندس خطة واشنطن في غزة.. من هو ستيفن فاجين؟

مهندس خطة واشنطن في غزة.. من هو ستيفن فاجين؟
ستيفن فاجين

في خطوة تعكس جدية واشنطن في تطبيق رؤيتها الجديدة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، تعيين الدبلوماسي المخضرم ستيفن فاجين، السفير الحالي لدى اليمن، لقيادة مركز مدني جديد مكلف بالإشراف على تنفيذ اتفاق السلام في القطاع وتنسيق إدخال المساعدات الإنسانية.


ويأتي القرار بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي في جنوب تل أبيب، حيث أكد عزمه على تعزيز الوجود الدبلوماسي الأمريكي هناك عبر إرسال مزيد من الخبراء المدنيين إلى جانب نحو 200 جندي أمريكي يعملون بالفعل في المركز، وفقًا لوكالة رويترز.

فاجين.. دبلوماسي الشرق الأوسط المخضرم


يُعد ستيفن فاجين من أبرز الوجوه الدبلوماسية الأمريكية ذات الخبرة الطويلة في شؤون الشرق الأوسط، إذ يمتد سجله المهني لأكثر من 25 عامًا في مواقع حساسة داخل وخارج الولايات المتحدة.


يجيد فاجين العربية والكردية والروسية، وقد التحق بالسلك الدبلوماسي الأمريكي عام 1997، ليخدم لاحقًا في بغداد وبروكسل والقاهرة، ويشغل مناصب مؤثرة في وزارة الخارجية.


تولّى فاجين بين عامي 2015 و2018 إدارة مكتب الشؤون الإيرانية بالخارجية الأمريكية، كما شغل سابقًا منصب مدير مكتب الشؤون الإقليمية لشؤون جنوب ووسط آسيا (2013–2015)، قبل أن يُعين مساعدًا لنائب وزير الخارجية بالإنابة عام 2015.


أما في الميدان، فقد عمل نائبًا لرئيس البعثة الأمريكية في بغداد (2020–2021)، وسبق له أن كان القنصل العام في أربيل، إلى جانب مهام دبلوماسية في كازاخستان والبوسنة والهرسك وبيلاروسيا وجورجيا ومصر.


ومنذ عام 2022، يشغل فاجين منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، حيث يدير مهامه من خارج البلاد نظرًا لتعقيدات المشهد الأمني في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

مركز أمريكي لمراقبة الهدنة وإعادة الإعمار في غزة


المركز الذي سيقوده فاجين يُعد أحد أبرز التحركات الأمريكية في غزة منذ وقف إطلاق النار، إذ تم إنشاؤه رسميًا في 17 أكتوبر الجاري بقيادة الفريق أول باتريك فرانك، قائد القوات البرية الأمريكية في المنطقة.


ويضم المركز نحو 200 عنصر أمريكي من المتخصصين في اللوجستيات والهندسة والأمن، ويتمركز بالقرب من مدينة كريات جات شمال شرق غزة، في موقع يُتيح له مراقبة الأوضاع الميدانية وإدارة التنسيق مع الجانب الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.


تتمثل مهام المركز في مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية، والإشراف على برامج إعادة الإعمار التي يتوقع أن تمتد لسنوات مقبلة.


كما يُفترض أن يشكل وجود فاجين، بخبرته الإقليمية، صلة وصل بين الجهود العسكرية والديبلوماسية في مرحلة وصفتها واشنطن بأنها "حاسمة" لضمان استقرار ما بعد الحرب.

واشنطن بين دبلوماسية الميدان وحسابات النفوذ


يأتي تعيين فاجين في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى ترسيخ حضورها السياسي والإنساني في غزة، في ظل المنافسة الإقليمية المتزايدة على إدارة ملف الإعمار وتثبيت الهدنة.


ويرى مراقبون أن اختيار دبلوماسي يتقن العربية وله تجربة مباشرة مع ملفات العراق وإيران واليمن، يُشير إلى أن واشنطن تريد التعامل مع غزة بنهج سياسي ميداني متكامل، لا يقتصر على البعد الإنساني فحسب.