يديعوت أحرنوت: 80% من العالم يعترف بالدولة الفلسطينية يعكس عزلة إسرائيل
يديعوت أحرنوت: 80% من العالم يعترف بالدولة الفلسطينية يعكس عزلة إسرائيل

تشهد الساحة الدولية تطورًا غير مسبوق في مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث انضمت خمس دول جديدة خلال الساعات الأخيرة إلى موجة الاعترافات الواسعة، وفي مقدمتها فرنسا التي قاد رئيسها إيمانويل ماكرون هذا الحراك الدبلوماسي، لتعلن رسميًا اعترافها بفلسطين إلى جانب مالطا وموناكو ولوكسمبورغ وسان مارينو، في حين ربطت كل من بلجيكا وأندورا اعترافهما المشروط بإطلاق سراح المحتجزين في غزة وإبعاد حركة حماس عن الحكم في القطاع، وفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
موجة اعترافات دولية غير مسبوقة
تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها بدولة فلسطين، ما رفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بفلسطين إلى 153 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، أي ما يعادل نحو 80% من المجتمع الدولي.
هذه الموجة تُوصف في الأوساط الإسرائيلية بـ"تسونامي سياسي" يعكس حجم العزلة المتزايدة التي تواجهها إسرائيل على الساحة العالمية.
جذور الاعترافات وتوسعها عبر العقود
بدأت أولى موجات الاعتراف في نوفمبر وديسمبر 1988 عقب إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية في الجزائر، حيث سارعت دول عربية وإسلامية وأفريقية وآسيوية عديدة إلى الاعتراف، بينها الجزائر، مصر، المغرب، السعودية، الإمارات، باكستان، الهند، الصين، روسيا، إضافة إلى معظم دول أفريقيا.
تلتها موجات متعاقبة في تسعينيات القرن الماضي وحتى العقد الأخير، شملت دولًا في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأفريقيا.
وفي السنوات الأخيرة انضمت دول أوروبية مثل: السويد وإسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا، فضلًا عن دول الكاريبي وأميركا الجنوبية.
المواقف المشروطة لبعض الدول
رغم الزخم الدولي، اختارت بعض الدول ربط اعترافها بشروط سياسية وأمنية. فقد أعلنت بلجيكا وأندورا أن اعترافهما لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد الإفراج عن المحتجزين لدى حماس وضمان إبعاد الحركة عن أي دور في الحكم المستقبلي.
بريطانيا من جهتها، ربطت فتح سفارة في القدس الشرقية بوقف السلطة الفلسطينية دفع رواتب لعائلات الأسرى و"المتورطين في أعمال عنف"، فضلًا عن إجراء إصلاحات سياسية وانتخابات ديمقراطية، وإزالة ما وصفته بالمضامين المعادية للسامية من المناهج الدراسية.
فرنسا وبريطانيا في مواجهة الانتقادات
الرئيس الفرنسي ماكرون دافع في خطابه أمام الأمم المتحدة عن خطوة الاعتراف، معتبرًا إياها ضرورة سياسية وأخلاقية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والحفاظ على إمكانية حل الدولتين.
وأكد، أن الاعتراف يمثل هزيمة لحماس ولكل من يسعى إلى تدمير إسرائيل أو تغذية العداء لليهود. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بدوره واجه انتقادات مشابهة، لكنه اعتبر الاعتراف خطوة ضرورية لكبح ما وصفه بـ"قسوة إسرائيل في غزة" وإعادة الأمل في عملية السلام.
التزامات فلسطينية جديدة
كشف ماكرون، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهد أمامه وأمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحل حركة حماس وإبعادها عن أي دور مستقبلي في الحكم، إضافة إلى إجراء إصلاحات واسعة في بنية السلطة الفلسطينية.
كما أكد أن فتح سفارة فرنسية في فلسطين سيكون مرهونًا بتنفيذ هذه الالتزامات.