مبعوث أمريكي يكشف عن اتفاق لوقف حرب غزة.. الكرة في ملعب حماس

مبعوث أمريكي يكشف عن اتفاق لوقف حرب غزة.. الكرة في ملعب حماس

مبعوث أمريكي يكشف عن اتفاق لوقف حرب غزة.. الكرة في ملعب حماس
المبعوث الأميركي

كشف المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أن هناك اتفاقًا مطروحًا على الطاولة يشمل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن مسارًا محتملاً لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة أن تقبل حماس بهذا المقترح، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وبحسب ويتكوف، ينص الاتفاق على الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثامين المحتجزة لدى حماس، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، على أن يتم بعد ذلك الشروع في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب. 

وأكد ويتكوف، أنه سيكون على رأس هذه المفاوضات، مشيرًا أن هذا العرض قائم حاليًا ودعا حماس إلى قبوله.

ورفض ويتكوف الإفصاح عن المدة الزمنية التي قد يستمر فيها وقف إطلاق النار المؤقت، وهو أحد أبرز النقاط الخلافية في المحادثات الدائرة.

وأضاف ويتكوف - في تصريحاته-: "إسرائيل مستعدة للموافقة على اتفاق يشمل وقف إطلاق نار مؤقت وتبادلًا للأسرى يشمل نصف الأحياء ونصف الجثامين، وهذا سيمهد الطريق لمفاوضات جدية نحو وقف إطلاق نار دائم. هذا الاتفاق مطروح على الطاولة، وعلى حماس أن تقبله".

وأكد المبعوث الأمريكي، أن حماس لم توافق بعد على الاتفاق المطروح، وذلك في سياق نفيه لما أوردته وكالة رويترز في وقت سابق من اليوم نفسه، بشأن قبول حماس باقتراح آخر يتضمن الإفراج عن عشرة أسرى على دفعتين مقابل هدنة لمدة 70 يومًا، ووصف ويتكوف هذا العرض بأنه غير مقبول تمامًا، موضحًا أنه ليس الاقتراح الذي قدمه.

موافقة حماس


في الوقت ذاته، صرح مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن حماس وافقت على العرض الذي قدمه ويتكوف، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن مضمونه، غير أن مسؤولًا أمريكيًا أفاد أن ويتكوف لم يلتقِ بشكل مباشر مع ممثلين عن حماس، فيما نقل مصدر مطّلع أن رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، والذي قاد مجموعة "العرب الأمريكيون من أجل ترامب" خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، هو من اجتمع مع حماس في الدوحة بشأن هذا المقترح، ويمثل الإدارة الأمريكية في هذه الجهود.

وتُعد تصريحات ويتكوف الأخيرة هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن استعداده لرئاسة مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، في محاولة لتقديم ضمانات لحماس بأن إسرائيل ستشارك بجدية في المحادثات نحو حل دائم، وهو ما كانت الحركة تطالب به منذ رفض إسرائيل الانخراط في مفاوضات مماثلة أثناء الهدنة السابقة.

وتواصلت الشبكة الأمريكية، مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعليق رسمي بشأن هذه التصريحات، بينما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع مصور نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين، بأن إطلاق سراح الأسرى ما يزال على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا: آمل كثيرًا أن تكون لدينا أخبار نعلنها بهذا الشأن، وإن لم يكن اليوم، فغدًا. نحن لا نستسلم.

لكن مسؤولَين إسرائيليَين أوضحا لاحقًا أنه لا يوجد أي تقدم في المفاوضات، وأن حماس ما تزال ترفض بشكل قاطع المقترحات المطروحة. وقال أحد المسؤولين: إن ما قصده رئيس الوزراء هو أن اختراقًا محتملًا في المفاوضات لن يتحقق إلا إذا وافقت حماس على الموقف الإسرائيلي.

خطة هجوم غير مسبوق 


يأتي الإعلان عن هذا المقترح في وقت حساس للغاية، حيث أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر بإخلاء معظم مناطق جنوب غزة، تحضيرًا لما وصفه المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي بأنه هجوم غير مسبوق على القطاع. 

وتشمل أوامر الإخلاء مدينة خان يونس والمناطق المحيطة بها، واعتبرها المتحدث باسم الجيش باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، بأنها منطقة قتال خطيرة تم تحذير السكان منها عدة مرات.

وتغطي منطقة الإخلاء كامل المسافة حتى الحدود مع مصر، حيث تسيطر القوات الإسرائيلية حاليًا على ممر فيلادلفي الحدودي، الذي يمتد بطول 14 كيلومترًا. 

ويبدو أن الأمر يشمل مدينة خان يونس بأكملها، وهي مدينة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين. 

ودعت السلطات الإسرائيلية السكان إلى التوجه إلى منطقة المواصي، وهي شريط ضيق على الساحل المطل على البحر المتوسط.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، صباح الإثنين، أن ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب غزة، سقط اثنان منها داخل أراضي القطاع، بينما اعترضت منظومة الدفاع الإسرائيلية الصاروخ الثالث.

وتأتي هذه التطورات بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي عن استراتيجيته للسيطرة على القطاع، في إطار حربه المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي تهدف إلى القضاء على حركة حماس.

وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي، أن إسرائيل تخطط لاحتلال 75% من أراضي غزة خلال شهرين ضمن المرحلة القادمة من هجومها البري.

وإذا نُفذت هذه الخطة، فإنها ستؤدي إلى حصر أكثر من مليوني فلسطيني في ربع مساحة القطاع الساحلي، محاصرين من جميع الجهات تقريبًا بالقوات الإسرائيلية. 

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صرح هذا الشهر، بأن السكان سيتم تهجيرهم جميعًا إلى جنوب القطاع.

التقدم العسكري والانتقادات الدولية


أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرًا، أن لديه الآن خمس فرق عسكرية تقاتل داخل قطاع غزة، تضم عشرات الآلاف من الجنود. 

وخلال زيارة قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، يوم الأحد للقوات المنتشرة في خان يونس، قال: أنتم تقاتلون في الجبهة المركزية لدولة إسرائيل. هذه حرب طويلة متعددة الجبهات.

في المقابل، قال المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس، يوم الإثنين: إن إسرائيل تسيطر فعليًا على 77% من أراضي قطاع غزة، إما من خلال استخدام كثيف للقوة العسكرية يمنع المدنيين من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم، أو عبر سياسات التهجير القسري القمعية.

وتواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي، حتى من أقرب حلفائها التقليديين، بسبب خططها لتوسيع الحرب. 

وأعلنت المملكة المتحدة تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض عقوبات على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية، بينما هددت كندا وفرنسا بفرض عقوبات إضافية.

أما الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، فيراجع حاليًا اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع تل أبيب.

وأعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه من حجم العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقال في مقابلة مع القناة الألمانية العامة ARD إن ما تقوم به إسرائيل في غزة لم يعد بالإمكان تبريره تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي تمارسه حماس.

في المقابل، جددت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، دعم بلادها الكامل لإسرائيل خلال زيارتها للمنطقة، حيث التقت نتنياهو وأعربت عن تقديرها لطريقة إدارته للحرب، بحسب ما ورد في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية.