رسوم ترامب تقلب موازين التحالفات.. والهند تتأرجح بين واشنطن وبكين

رسوم ترامب تقلب موازين التحالفات.. والهند تتأرجح بين واشنطن وبكين

رسوم ترامب تقلب موازين التحالفات.. والهند تتأرجح بين واشنطن وبكين
الرسوم الجمركية الأمريكية

أشعل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على الصادرات الهندية أزمة دبلوماسية واقتصادية غير مسبوقة، لتجد نيودلهي نفسها في قلب معادلة جيوسياسية معقدة، بين الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن، والانفتاح على بكين التي سارعت إلى مد جسور جديدة للتعاون.

ضغوط اقتصادية وسياسية

الرسوم الأمريكية، التي وصلت نسبتها إلى 50% على سلع هندية أساسية، اعتُبرت ضربة قوية للاقتصاد الهندي الذي يعتمد على السوق الأمريكية كمصدر رئيسي للتصدير.

 وجاءت هذه الخطوة ردًا على استمرار الهند في شراء النفط الروسي، ما فسرته واشنطن على أنه تحدٍ مباشر للعقوبات الغربية.

الانفتاح على الصين 

وذكرت تقارير، أن الهند، التي تحتل المرتبة الخامسة عالميًا في حجم الاقتصاد وتطمح لأن تكون من بين أكبر ثلاث قوى اقتصادية خلال العقد المقبل، تجد نفسها أمام معضلة صعبة: إما مواجهة التعنت الأميركي أو الانفتاح أكثر على الصين، رغم التوترات العسكرية والاقتصادية المتراكمة بين البلدين.

وأوضحت التقارير، أن المشهد الصناعي على الأرض يعكس حجم الأزمة. ففي مدينة موراداباد، المعروفة بصناعاتها الحرفية، عبّر رجال أعمال عن شعورهم "بالخيانة" بعد أن صُعقوا بدخول الرسوم حيّز التنفيذ في 27 أغسطس.



فيما يرى محللون، أن العلاقة بين الهند والصين ستظل محفوفة بالتنافس الاستراتيجي، وأن تحول الهند إلى "البديل الصناعي للصين" أصبح مهمة شبه مستحيلة في ظل السياسات الأميركية الجديدة.

مستقبل غامض

يرى محللون، أن هذه الأزمة قد تكون نقطة تحول في السياسة الخارجية الهندية، إما بدفعها لتقارب أكبر مع الشرق، أو لإعادة التفاوض مع واشنطن على أسس جديدة أكثر توازنًا. 

في كل الأحوال، فإن الرسوم التي فرضها ترامب لم تكن مجرد خطوة اقتصادية، بل صارت ورقة ضغط قلبت موازين التحالفات ودفعت الهند إلى مسار أكثر تعقيدًا في معادلة الصراع الدولي.

الهند من جانبها، اعتبرت القرار "غير عادل"، مؤكدة تمسكها بسياسة "الاستقلال الاستراتيجي" التي تتيح لها حرية الحركة بين المعسكرات الدولية دون انحياز مطلق.