صِدام ثلاثي.. الهند وروسيا يتحدان ضد تهديدات ترامب الجمركية
صِدام ثلاثي.. الهند وروسيا يتحدان ضد تهديدات ترامب الجمركية

دخلت روسيا، اليوم الثلاثاء، على خط النزاع المتصاعد بين الهند والولايات المتحدة بشأن واردات النفط الروسي، حيث أكدت موسكو أن للهند الحق السيادي الكامل في اختيار شركائها التجاريين، في رد مباشر على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على نيودلهي إذا استمرت في شراء النفط من موسكو، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي نيوز" الأمريكية.
الكرملين يهاجم التهديدات الأميركية
في أول تعليق رسمي من الكرملين منذ اندلاع الخلاف في الأيام الأخيرة، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، تصريحات ترامب بأنها محاولات لإجبار الدول على وقف علاقاتها التجارية مع روسيا، معتبرًا هذه التهديدات غير مشروعة.
وقال بيسكوف للصحفيين: إن بلاده تؤمن بأن للدول ذات السيادة الحق الكامل في اختيار شركائها في التجارة والتعاون الاقتصادي، وتحديد الأنظمة التي تخدم مصالحها الوطنية.
ترامب يصعّد ويهدد بفرض عقوبات ورسوم
وكان الرئيس الأميركي قد صعّد من لهجته ضد الهند، مهددًا يوم الإثنين بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على واردات بلاده من الهند، دون أن يحدد نسبة هذه الزيادة، بعد أن لوّح في الأسبوع الماضي بفرض رسوم تصل إلى 25%، إضافة إلى عقوبات غير محددة.
واتهم ترامب الهند بأنها تشتري النفط الروسي بأسعار مخفضة ثم تعيد بيعه في الأسواق العالمية لتحقيق أرباح ضخمة، وهو ما أثار غضب واشنطن.
نيودلهي ترد وتتّهم الغرب بالنفاق
لم تتأخر الهند في الرد، حيث أصدرت وزارة الخارجية الهندية بيانًا انتقدت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، متهمة إياهما بازدواجية المعايير.
وجاء في البيان، أن الدول التي تهاجم الهند على علاقاتها التجارية مع روسيا، هي نفسها ما تزال تواصل التعامل مع موسكو، رغم أن هذه التجارة ليست بالنسبة لها ضرورة وطنية كما هي للهند.
واقع التجارة الهندية الروسية
وأشارت الشبكة الأمريكية، أن العلاقات التجارية بين الهند وروسيا شهدت نموًا كبيرًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وخاصة في قطاع الطاقة.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد تحولت روسيا إلى المورد الرئيسي للنفط إلى الهند بعد الحرب، حيث ارتفعت الواردات من أقل من 100 ألف برميل يوميًا قبل الحرب الروسية الأوكرانية — أي ما يعادل 2.5% من إجمالي واردات النفط الهندية — إلى أكثر من 1.8 مليون برميل يوميًا في عام 2023، وهو ما يمثل نحو 39% من إجمالي الواردات النفطية للهند.
الأزمة تثير قلق المستثمرين
يتابع المستثمرون عن كثب تطورات هذا النزاع، نظرًا لتأثيره المحتمل على العلاقات التجارية العالمية وأسواق الطاقة.
وفي الوقت الذي تستخدم فيه الدول الغربية العقوبات والقيود التجارية للحد من عائدات روسيا النفطية التي تمول حربها في أوكرانيا، تواصل كل من الهند والصين شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة لدعم اقتصاداتها المتعطشة للطاقة، في تحدٍ صريح للاستراتيجية الغربية.
ويبدو أن هذا الخلاف الدبلوماسي، والذي يتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، يمثل اختبارًا صعبًا للهند التي تحاول الموازنة بين مصالحها الاقتصادية المتزايدة مع روسيا، وبين علاقتها الاستراتيجية التقليدية مع الولايات المتحدة.