الخط الأصفر.. بين هدنة متصدعة وحرب تنتظر إشارة الانفجار
الخط الأصفر.. بين هدنة متصدعة وحرب تنتظر إشارة الانفجار
في قطاع غزة، لم تتوقف الحرب إلى نهائيا الآن، حيث عاد "الخط الأصفر" ليتصدر المواجهة العسكرية بين الإسرائيليين وحركة حماس، هذا الشريط الضيق الذي رسمته تل أبيب مشروب غازي كمنطقة عازلة، بات عنوانا جديدا للتوتر ومرآة شاشة ما يحدث توقف إطلاق النار الذي بالبالصمد منذ أسابيع الأولى، فبينما أعلنت انفجار عملياتها بعد توقيع خان يونس بعد التخرج من القتال، تهمهم حماس بحسم وتحميلها احتجاجات الدامية في رفح، وبينهم المتناقضين. تكشف معالم يو حقيقة ميداني صارم التعقيد، تتداخل فيه السياسة بالميدان، والهدنة بالتصعيد، في مشهدحي إلى الحرب وإن لم يكن، إلا أنها ما تتأخر على خطوط النار، بانتظار شرارة جديدة إشعال الجبهة الجنوبية من جديد.
المعركة مع حماس المستمر
تزامن صدور البيانين الإسرائيلي والحمساوي، يوم الأحد، مع تزايد التحركات العسكرية في المنطقة التي تعرف بـ"الخط الأصفر"، وهي شريط ضيق يمتد بطول قطاع غزة، وتسيطر عليه القوات الإسرائيلية منذ نهاية العمليات البرية الأخيرة.
في هذا الخط، تتقاطع الخرائط العسكرية مع الحسابات السياسية، وتتحول الجغرافيا إلى ما يشبه المنطقة الرمادية التي لا حرب فيها تمامًا، ولا سلام.
الجيش الإسرائيلي أعلن -في بيانه-، أن "اللواء العاشر" أنهى مهامه في محيط خان يونس بعد شهرين من القتال العنيف، مشيرًا إلى أنه أعيد نشره شرق الخط الأصفر "بناءً على توجيهات سياسية تهدف إلى تسهيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف البيان، أن القوات تمكنت خلال عملياتها من "القضاء على عشرات المقاتلين الذين شكلوا تهديدًا مباشرًا"، وتفكيك "مئات المواقع والبنى التحتية التابعة لحماس فوق الأرض وتحتها"، بالإضافة إلى اكتشاف "فتحة نفق" ومصادرة أسلحة ومعدات مراقبة.
ويبدو من الصيغة العسكرية الدقيقة التي استخدمها البيان، أن إسرائيل أرادت إرسال رسالة مزدوجة، الأولى إلى الداخل الإسرائيلي لتأكيد استمرار جاهزية الجيش بعد الحرب، والثانية إلى الخارج وبخاصة إلى الوسطاء الإقليميين مفادها أن وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء المعركة مع حماس، بل مجرد تغيير في شكلها وميدانها.
حماس تتهم إسرائيل بخرق الاتفاق
أما من جانب حركة حماس، فقد حمل بيانها نبرة دفاعية مغايرة، الحركة التي خرجت مثقلة بالجراح من الحرب الأخيرة، اتهمت إسرائيل بخرق الاتفاق وتحميلها "المسؤولية الكاملة عن الاشتباكات في رفح"، مؤكدة أن مقاتليها "يدافعون عن أنفسهم داخل مناطق تخضع لسيطرة الاحتلال".
وأوضحت، أن "مبدأ الاستسلام غير موجود في قاموس المقاومة"، داعية الوسطاء إلى "ضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنع إسرائيل من التذرع بحجج واهية لاستئناف العدوان".
هذا التباين في الروايتين يعكس أزمة أعمق من مجرد اشتباكات ميدانية، إذ يدور الصراع الآن حول "تفسير" اتفاق الهدنة لا حول وجوده من عدمه، فبينما تعتبر تل أبيب أن سيطرتها على "الخط الأصفر" تدخل ضمن الترتيبات الأمنية التي أُقرت بعد وقف النار، ترى حماس أن ذلك يشكل انتهاكًا صريحًا لسيادة الأراضي الفلسطينية واستمرارًا للاحتلال في ثوب جديد.
خط قابل للاشتعال
المثير في الدهشة أن "الخط" نفسه لم يكن مجرد عسكري، بل تحوّل مع الأصفر الوقت إلى رمز عسكري له دلالات متعددة، فإسرائيل تراه حزامًا مخصصًا لجزءاتها في الجنوب، في حين اعتبرت "خط النار الجديد" الذي يعيد رسم حدود الصراع بعد الحرب.
وتشير تقارير ميدانية، إلى أن المنطقة الشرقية من هذا الخط باتت شبه خالية من السكان بعد عمليات ظهرت حتى الآن خلال هذه السنوات، ما وسعناها وسعها لتحرك عسكري أو إعادة وضع. هذا الوضع، برأيكم، تجعل أي احتكاك محدودا فيها قابلا للتحول إلى الوجه الواسع خلال الساعات.
كما أنها متحمسة -فيها- أن تستمر عملية التحرير الجثث خلال المرحلة الماضية "في عمليات القمع والجهاد الصعبة"، حيث تنتظرها ببنود الاتفاق، الاختلافت: أن "استكمال التجربة ما زالت من الجثث تتطلب معدات إضافية"، في إشارة ضمنية إلى استمرار الصراع الإقليمي وغيابها عن الساحة مع القوات الإسرائيلية.
ويرى محللون، أن ما آتي على "الخط الأصفر" ليس سوى بعد اختبار النار فعليا لمدى استطاعة أن تتوقف عن الصمود في وجوهكم المتزايدة. فمع غياب رؤية سياسية متفق عليها لمستقبل غزة، وتستمر الهدنة مجرد استراحة تكتيكية بين جولتين من الحرب.
ورقة ضغط تفاوضية
ومن جانبه، يقول يحيى قاعود واختراع العناصر الفلسطينية: إن إسرائيل "حاولت من خلال تثبيت وجودها في الخط الأصفر يفترض حقا أنك تريد جديد يمنع حماس من إعادة بناء الأسلحة العسكرية، ولكن في الوقت نفسه تخاطر ببقاء الوضع في غليان دائم، ما يهدد بانهيار أي اتفاقية طويلة الأمد".
"كما قال لكالعرب المباشر": "يستخدم إسرائيل الخط الأصفر كورقة ضغط التفاوض لتأجيل النقاش حول مستقبل السكر، عسكري فيما يستمتع بحماس حضورها في المساء أمام جمهورها في ظل ضغوط إنسانية".

العرب مباشر
الكلمات