الكرملين يرد على ترامب: روسيا دب قوي وليست نمرًا من ورق

الكرملين يرد على ترامب: روسيا دب قوي وليست نمرًا من ورق

الكرملين يرد على ترامب: روسيا دب قوي وليست نمرًا من ورق
ترامب وزيلينسكي

رفضت روسيا بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها روسيا بأنها "نمر من ورق" يعاني من مشكلات اقتصادية حادة، مشيرًا أن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة من روسيا.

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن هذه التصريحات جاءت خلال لقاء ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في تحول لافت في لهجة الرئيس الأمريكي الذي كان قد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحفاوة في قمة بألاسكا الشهر الماضي.

روسيا دب قوي


أعرب المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن رفضه لتصريحات ترامب، مشيرًا أن الرئيس الأمريكي تأثر برواية زيلينسكي خلال لقائهما الأخير.

وفي مقابلة مع إذاعة "آر بي سي" الروسية، قال بيسكوف: "من الواضح أن الرئيس ترامب استمع إلى رواية زيلينسكي حول الأحداث، ويبدو أن هذه الرواية هي سبب التقييم الذي سمعناه".

وأضاف: أن الجيش الروسي يحرز تقدمًا في أوكرانيا، وإن كان ببطء، مؤكدًا أن التحركات الروسية تتم بحذر لتقليل الخسائر البشرية، واصفًا إياها بـ"الإجراءات المدروسة بعناية".

ونفى بيسكوف وصف روسيا بـ"النمر من ورق"، مشيرًا أن رمز روسيا هو الدب، الحيوان الوطني، وقال: "روسيا تحتفظ بصمودها، وتحافظ على استقرارها الاقتصادي الكلي".

وفي تصريحات لاحقة، أكد الكرملين، أن الحرب في أوكرانيا ليست بلا هدف، مشيرًا أن عملية استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة تسير "ببطء أكثر مما نريد".

دعم غير مسبوق لأوكرانيا


في منشور على منصته "تروث سوشيال"، أبدى ترامب تفاؤلًا كبيرًا بقدرة أوكرانيا على الانتصار في الحرب، مشيرًا أن روسيا تعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة.

وقال: "بعد أن تعرفت على الوضع العسكري والاقتصادي بين أوكرانيا وروسيا، وبعد رؤية المتاعب الاقتصادية التي تسببها الحرب لروسيا، أعتقد أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، قادرة على القتال والانتصار لاستعادة جميع أراضيها بشكلها الأصلي".

وأضاف: أنه إذا علم الشعب الروسي بما يجري فعليًا في الحرب، فقد تتمكن أوكرانيا من شن هجوم مضاد يتيح لها استعادة كل الأراضي المحتلة من روسيا، "وربما أكثر من ذلك".

واعتبر زيلينسكي هذا التحول في موقف ترامب "تغييرًا كبيرًا"، مشيدًا بدعم الرئيس الأمريكي.

ويعد هذا التصريح من أقوى بيانات الدعم التي قدمها ترامب لكييف في الأشهر الأخيرة، في ظل تاريخه المعروف بتغيير مواقفه بناءً على آخر زعيم دولي يلتقيه.

تأثير الحرب على الاقتصاد الروسي


تسببت الحرب في أوكرانيا بضغوط اقتصادية كبيرة على روسيا، حيث اقترحت وزارة المالية الروسية، يوم الأربعاء، رفع معدل ضريبة القيمة المضافة بنقطتين مئويتين لتصل إلى 22%.

وفي الوقت نفسه، وجه ترامب انتقادات حادة للدول الأوروبية بسبب استمرارها في شراء النفط والغاز الروسيين، واصفًا هذه المشتريات بـ"المُحرجة"، وطالب بوقفها فورًا، محذرًا من أن استمرارها "يجعلنا جميعًا نهدر الكثير من الوقت".

جهود أوروبا لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، خفض الاتحاد الأوروبي بشكل كبير استهلاكه للنفط والغاز الروسيين. ففي عام 2024، انخفضت نسبة الغاز المستورد من روسيا إلى 19% والنفط إلى 3%، مقارنة بـ45% و27% قبل الحرب.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال لقائها مع ترامب في الأمم المتحدة، على الحاجة إلى تقليص إيرادات روسيا من الوقود الأحفوري بشكل عاجل.

 وأعلنت، أن أوروبا ستتخلى نهائيًا عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

وفي الأسبوع الماضي، كشفت فون دير لاين عن خطط للتخلص التدريجي من مشتريات الغاز الطبيعي المسال الروسي بحلول عام 2027، أي قبل عام من الخطة الأصلية.

كما أعلنت المفوضية عن خطط لتوسيع العقوبات لتشمل 118 سفينة في "أسطول الظل" الروسي، وهي ناقلات نفط سيئة الصيانة تُستخدم لنقل النفط الروسي إلى مشترين أجانب مع تجاوز القيود الغربية على الأسعار.

تحديات أوروبية وعقبات دبلوماسية


رغم هذه الجهود، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من إنهاء الإعفاء الممنوح للمجر وسلوفاكيا من شراء النفط الروسي في عام 2022.

وقد رفضت الدولتان خطة التخلص من الوقود الأحفوري الروسي، على الرغم من ضغوط ترامب، الحليف السياسي لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إجماع بين أعضائه لفرض عقوبات، بينما يمكن تمرير إجراءات تقييد التجارة بأغلبية.

 ومن المتوقع أن يناقش كبار الدبلوماسيين الأوروبيين هذه المقترحات في الأيام المقبلة، وسط غموض حول موعد وكيفية إقرارها.