أعنف هجوم روسي منذ أسابيع يتزامن مع قمة ترامب – زيلينسكي في واشنطن
أعنف هجوم روسي منذ أسابيع يتزامن مع قمة ترامب – زيلينسكي في واشنطن

شهدت أوكرانيا - ليلة الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء- هجومًا روسيًا واسع النطاق هو الأكبر منذ أسابيع، في وقت كان فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشارك في قمة سياسية رفيعة المستوى مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من القادة الأوروبيين في العاصمة واشنطن، حسبما نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
تفاصيل الهجوم الروسي
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 270 طائرة مسيّرة و10 صواريخ باتجاه الأراضي الأوكرانية، موضحة أنه جرى اعتراض أو تعطيل 30 طائرة مسيّرة وستة صواريخ.
وأفادت، بأن 40 طائرة مسيّرة وأربعة صواريخ أصابت أهدافًا في 16 موقعًا مختلفًا، فيما سقط حطام في ثلاث مناطق متفرقة.
وأكدت وزارة الطاقة الأوكرانية، أن الهجوم ركز بشكل خاص على البنية التحتية للطاقة في منطقة بولتافا وسط البلاد، مشيرة إلى اندلاع حرائق ضخمة نتيجة الضربات.
وأضافت، أن منشآت لتكرير النفط والغاز تعرضت للقصف، ووصفت الهجوم بأنه حلقة جديدة من حملة ممنهجة تستهدف قطاع الطاقة وتشكل خرقًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
ووفق بيانات القوات الجوية الأوكرانية التي حللتها شبكة "إيه بي سي نيوز"، فإن الهجوم هو الأضخم منذ 31 يوليو عندما أطلقت روسيا 309 طائرات مسيرة وثمانية صواريخ.
رد موسكو
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن قواتها أسقطت 23 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل.
وأوضحت، أن 13 منها جرى إسقاطها فوق إقليم فولغوغراد، حيث أكد الحاكم المحلي أندريه بوتشاروف أن الحطام أدى إلى اندلاع حرائق في مصفاة نفط وسقف مستشفى، لكنه أشار إلى عدم وقوع إصابات.
وتزامن الهجوم الروسي مع انعقاد قمة مهمة في البيت الأبيض شارك فيها ترامب وزيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، في محاولة لرسم خارطة طريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022. ووصف زيلينسكي القمة بأنها خطوة جوهرية نحو إنهاء الحرب.
وجاءت القمة بعد لقاء عقده ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، حيث رفض الأخير وقفًا فوريًا لإطلاق النار وطالب كييف بالتخلي عن كامل منطقة دونيتسك الشرقية مقابل إنهاء القتال، بحسب مصادر أميركية.
وقبيل اجتماع الاثنين، كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي أن زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب فورًا إذا أراد، لكنه حذّره من أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لن يكون ممكنًا، كما استبعد أي إمكانية لاستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
أجواء اللقاء واختلافات المواقف
وعلى الرغم من أن لقاء الاثنين اتسم بأجواء ودية مقارنة بزيارة زيلينسكي السابقة في فبراير، فإن الخلافات الجوهرية ظلت قائمة، خصوصًا بشأن مسألة وقف إطلاق النار.
فبينما أكد زيلينسكي وقادة أوروبا ضرورة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار كشرط مسبق لأي مفاوضات، بدا ترامب أكثر مرونة، مشيرًا أن وقف القتال قد لا يكون ضروريًا في هذه المرحلة، لكنه اعتبر أن فكرته مغرية لأنها توقف إراقة الدماء فورًا.
وأكد ترامب أيضًا أنه بدأ اتصالات لترتيب لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي، على أن يتبعه اجتماع ثلاثي بمشاركته شخصيًا، مشددًا على أن اللقاء مسألة وقت لا أكثر.
وفي الوقت ذاته، أشار مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إلى أن موسكو وواشنطن ناقشتا رفع مستوى تمثيل الوفود المشاركة في المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف.
الضمانات الأمنية وملف الناتو
وفي ملف الضمانات الأمنية، قال ترامب: إن بلاده ستوفر حماية قوية لأوكرانيا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن بوتين قد يقبل بفكرة منح كييف ضمانات أمنية، لكن دون وجود قوات تابعة للناتو داخل الأراضي الأوكرانية.
وأعرب زيلينسكي -من جانبه- عن شكره لترامب والبيت الأبيض على ما وصفه بإشارة مهمة من الولايات المتحدة بشأن الاستعداد لدعم أوكرانيا والمشاركة في توفير ضمانات أمنية لما بعد الحرب، مشددًا على أن الهدف هو بناء منظومة أمنية تحمي أوكرانيا وأوروبا بأكملها.