مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية: أوروبا أدركت أن الإخوان خطر على أمنها واستقرارها
مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية: أوروبا أدركت أن الإخوان خطر على أمنها واستقرارها
في خطوة حاسمة تعكس تحوّل الموقف الأوروبي تجاه جماعة الإخوان، بدأت عدد من الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات موسعة لتجميد أنشطة الجمعيات والمراكز التابعة للتنظيم داخل أراضيها، بعد تقارير أمنية كشفت عن استغلال تلك الكيانات في نشر الفكر المتطرف وتمويل جماعات مشبوهة خارج القارة.
وشملت الإجراءات، وفق مصادر أوروبية مطلعة، قرارات بحل جمعيات تابعة للإخوان في ألمانيا وفرنسا والنمسا، إلى جانب فتح تحقيقات موسعة في شبكات التمويل التي تديرها شخصيات مرتبطة بالتنظيم في بلجيكا والسويد. وتأتي هذه التحركات في إطار خطة أوروبية شاملة لمكافحة التطرف وتعزيز الرقابة على الأنشطة الدينية والسياسية التي تتستر تحت مظلة المجتمع المدني.
وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، أن بلادها لن تسمح بأي نشاط يهدد قيم المجتمع أو يستغل الدين في تحقيق أهداف سياسية، مشيرة إلى أن الجماعة باتت تمثل خطرًا على الأمن القومي الأوروبي بسبب محاولاتها المستمرة لاختراق المجتمعات عبر مؤسسات دعوية وتعليمية.
وفي فرنسا، شددت الحكومة إجراءات الرقابة على الجمعيات الإسلامية التي تتلقى تمويلات من الخارج، فيما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان عن "تفكيك شبكات فكرية وتنظيمية ترتبط مباشرة بجماعة الإخوان وتسعى إلى نشر التطرف تحت ستار الاندماج الثقافي".
ويرى مراقبون، أن هذه الإجراءات تمثل تحولًا جذريًا في الموقف الأوروبي بعد سنوات من التساهل مع نشاط الجماعة، مؤكدين أن أوروبا بدأت تدرك خطورة الأيديولوجيا الإخوانية على أمنها الداخلي ووحدة مجتمعاتها، وأن مرحلة "الملاذ الآمن" للجماعة قد انتهت إلى غير رجعة.
وأكدت الدكتور عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن قرارات عدة دول أوروبية بتجميد أنشطة الجمعيات والمراكز التابعة لجماعة الإخوان تمثل تحولًا جوهريًا في الموقف الأوروبي، بعدما تأكدت الحكومات من أن الجماعة تستخدم تلك الكيانات كأدوات سياسية وأمنية لنشر التطرف تحت غطاء العمل المدني والخيري.
وأوضحت دبيشي للعرب مباشر، أن الأجهزة الاستخباراتية في فرنسا وألمانيا والنمسا وبلجيكا رصدت خلال السنوات الأخيرة محاولات ممنهجة من الجماعة لاختراق المجتمعات الأوروبية، عبر إنشاء مؤسسات ثقافية ودينية ظاهريًا، لكنها في الواقع تعمل على نشر الفكر الإخواني المتشدد وتجنيد عناصر جديدة، بما يهدد قيم الديمقراطية والتعايش في أوروبا.
وأضافت: أن أوروبا اليوم باتت أكثر وعيًا بخطورة الأيديولوجيا التي يحملها التنظيم، خاصة بعد أن ثبت ارتباطه بعمليات تمويل جماعات متطرفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تضييقًا أكبر على أذرع الإخوان ومصادر تمويلهم.
وأشارت مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن هذا التحرك لا يستهدف الجاليات الإسلامية كما يزعم التنظيم، بل يأتي في إطار حماية المسلمين في أوروبا من الفكر المتطرف الذي يحاول الإخوان فرضه باسم الدين.
واختتم دبيشي تصريحاته بالتأكيد على أن قرارات التجميد وإغلاق الجمعيات الإخوانية تمثل بداية حقيقية لنهاية نفوذ التنظيم في أوروبا، وأن القارة العجوز بدأت أخيرًا تتعامل مع الجماعة بوصفها خطرًا أمنيًا وفكريًا لا يختلف عن باقي الجماعات المتطرفة.

العرب مباشر
الكلمات