قلق غربي من تحركات عسكرية إيرانية ورسائل ردع من طهران بعد المواجهة مع إسرائيل

قلق غربي من تحركات عسكرية إيرانية ورسائل ردع من طهران بعد المواجهة مع إسرائيل

قلق غربي من تحركات عسكرية إيرانية ورسائل ردع من طهران بعد المواجهة مع إسرائيل
صواريخ

كشفت إيران في ديسمبر 2025 عن جزء من ترسانتها الصاروخية والطائرات المسيّرة خلال معرض عسكري علني أُقيم في المنتزه الوطني للطيران والفضاء بطهران، في خطوة غير مسبوقة منذ انتهاء المواجهة العسكرية مع إسرائيل في يونيو الماضي. 

وشهد المعرض حضورًا رسميًا وشعبيًا واسعًا، في محاولة لإظهار تماسك القدرات العسكرية الإيرانية بعد الحرب، وفقًا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

رسائل ردع وإبراز للقدرات العسكرية

تضمن المعرض عرض صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، إلى جانب بقايا طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز هيرميس، قالت طهران: "إنها أُسقطت خلال المواجهات". 

ويهدف هذا العرض إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن البنية العسكرية الإيرانية ما زالت قائمة وقادرة على الصمود، رغم الضربات التي تعرضت لها خلال الحرب.

مخاوف غربية من دعم عسكري خارجي


ونقلت الصحيفة البريطانية، عن دبلوماسيين غربيين قلقهم من احتمال لجوء إيران إلى طلب دعم عسكري من دول مثل روسيا أو الصين أو باكستان، بهدف إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الحرب. 

وتخشى العواصم الغربية من أن يؤدي هذا السيناريو إلى تعقيد موازين القوى الإقليمية وتصعيد سباق التسلح في الشرق الأوسط.

تحذيرات من إعادة تموضع الصواريخ الإيرانية

وفي السياق ذاته، حذر دبلوماسي غربي يعمل في طهران من احتمال أن تتجه إيران إلى نقل مواقع صواريخها الاستراتيجية إلى أقصى شرق البلاد، في محاولة لتقليل تعرضها لضربات إسرائيلية أو أميركية محتملة في المستقبل، وهو ما يعكس قلقًا إيرانيًا متزايدًا من الاستهداف المباشر.

الحرس الثوري يقلل من أثر الضربات الإسرائيلية

أكد متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، وفق ما نقلته فاينانشال تايمز، أن إسرائيل لم تدمر سوى أقل من 3% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية خلال الحرب، مشددًا على أن العمود الفقري للقدرات الصاروخية ما زال سليمًا وقابلًا للاستخدام عند الحاجة.

اعترافات إيرانية بسوء التقدير الأمني

أقر مسؤولون إيرانيون، بأن استهداف إسرائيل لقادة وعلماء نوويين داخل منازلهم شكّل سوء تقدير من جانب طهران، في إشارة إلى ثغرات أمنية واستخباراتية كشفتها الحرب، وأثارت نقاشًا داخليًا حول آليات الحماية والتأمين.

كشف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، أن طهران لم ترد على اغتيال إسماعيل هنية في ذلك الوقت بسبب ضعف القدرات العسكرية، وليس نتيجة اتباع سياسة ضبط النفس الاستراتيجي، ما يعكس تقييمًا داخليًا لحالة الجاهزية العسكرية خلال تلك المرحلة.

سياق إقليمي ودولي شديد الحساسية

يأتي هذا العرض العسكري في ظل ضغوط دولية متصاعدة على إيران بشأن برنامجها النووي، وتوتر مستمر مع إسرائيل، ومفاوضات مع الولايات المتحدة ما تزال محفوفة بالتعقيدات. 

وتسعى طهران من خلال هذه التحركات إلى ترميم صورة الردع، وإعادة بناء الثقة الداخلية والخارجية بقدرتها على مواجهة أي تصعيد محتمل.

يرى مراقبون، أن الكشف العلني عن الترسانة العسكرية لا يقتصر على الداخل الإيراني، بل يحمل رسائل مباشرة إلى الخصوم الإقليميين والدوليين، مفادها أن إيران تعمل على إعادة ترتيب أوراقها العسكرية، وتستعد لمرحلة جديدة في بيئة إقليمية شديدة التقلب.