البيت الأبيض يوبخ نتنياهو: اغتيال قيادي في حماس خرق لاتفاق وقف النار
البيت الأبيض يوبخ نتنياهو: اغتيال قيادي في حماس خرق لاتفاق وقف النار
وجّه البيت الأبيض رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدّد فيها على أن اغتيال قيادي عسكري بارز في حركة حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع يُعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما أفاد به مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب
تأتي الرسالة الغاضبة في سياق توترات متزايدة بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، على خلفية المرحلة المقبلة من الاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، إضافة إلى الخلافات المرتبطة بالسياسة الإقليمية الأوسع لإسرائيل.
وذكر المسؤولان الأميركيان، أن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، ومستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر، يشعرون بإحباط شديد من سلوك نتنياهو.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس ترامب في منتجع مار-إيه-لاغو في 29 ديسمبر. وكان ترامب قد قال يوم الاثنين: إن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار في غزة، مع تأكيده في الوقت نفسه أن علاقته بنتنياهو جيدة.
تفاصيل العملية والانتقادات الأميركية
في تطور الأحداث، نفذت إسرائيل يوم السبت عملية اغتيال استهدفت رائد سعد، نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس وأحد المتهمين بالتخطيط لهجمات السابع من أكتوبر.
وأسفرت الغارة في مدينة غزة عن مقتل أربعة أشخاص. وأكد مسؤولون أميركيون، أن الحكومة الإسرائيلية لم تُخطر واشنطن بالعملية ولم تتشاور معها قبل تنفيذها.
رسالة صارمة خلف الكواليس
وبحسب مسؤول أميركي رفيع، حملت رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو مضمونًا واضحًا مفاده أنه إذا أراد الإضرار بسمعته وإظهار عدم التزامه بالاتفاقات فهذا شأنه، لكن واشنطن لن تسمح له بالإضرار بسمعة الرئيس ترامب بعد أن قاد وساطة التوصل إلى اتفاق غزة.
من جانبه، أقر مسؤول إسرائيلي، بأن البيت الأبيض أبدى استياءه، لكنه قال: إن نبرة الرسالة كانت أقل حدّة، موضحًا أنها ركزت على أن دولاً عربية معينة تعتبر العملية خرقًا لوقف إطلاق النار. إلا أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن موقف البيت الأبيض كان قاطعًا في اعتبار ما جرى انتهاكًا للاتفاق.
الرواية الإسرائيلية المضادة
في المقابل، أبلغت الحكومة الإسرائيلية إدارة ترامب أن حركة حماس هي من خرقت الاتفاق عبر مهاجمة جنود إسرائيليين واستئناف تهريب الأسلحة.
واعتبر المسؤول الإسرائيلي، أن اغتيال رائد سعد، الذي وصفه بالإرهابي البارز الذي عمل بشكل متواصل على تقويض الاتفاق وتجديد القتال، جاء ردًا على تلك الانتهاكات، وكان الهدف منه ضمان استمرار وقف إطلاق النار.
ورفض كل من البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق رسميًا على هذه التطورات.
سلسلة احتكاكات إقليمية
يشير التقرير إلى أن هذه الحادثة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من الاحتكاكات بين البيت الأبيض وحكومة نتنياهو.
ففي الساحة السورية، ترى إدارة ترامب أن الضربات الإسرائيلية العابرة للحدود تقوّض الجهود الأميركية لدعم حكومة أحمد الشرع في تثبيت الاستقرار، وتعرقل مساعي التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل.
وفي هذا السياق، من المقرر أن يزور المبعوث الأميركي توم باراك إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو حول الملف السوري.
أما في الضفة الغربية، فيزداد قلق البيت الأبيض من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وما تعتبره واشنطن استفزازات إسرائيلية تخلق أجواء سلبية تضر بمساعي توسيع اتفاقيات أبراهام، لا سيما مع السعودية.
وأكد مسؤول أميركي، أن الولايات المتحدة لا تطلب من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل، لكنها تطالبه بعدم اتخاذ خطوات تُفهم في العالم العربي على أنها استفزازية.
غزة والمرحلة الثانية من الاتفاق
فيما يتعلق بقطاع غزة، ترى الإدارة الأميركية أن نتنياهو يتعامل بقصر نظر مع عدد من القضايا، وخصوصًا ما يتصل بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام، والتي تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مسافات أبعد.
وفي اتصال هاتفي أخير، أبلغ ترامب نتنياهو بضرورة أن يكون شريكًا أفضل في ملف غزة، فيما عبّر مسؤول أميركي عن غضب ويتكوف وكوشنر من ما وصفه بعدم المرونة الإسرائيلية في قضايا عدة مرتبطة بالقطاع.
غضب عربي من نتنياهو
يسعى البيت الأبيض إلى تجاوز حرب غزة والانتقال نحو إصلاح العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي وتوسيع اتفاقيات أبراهام.
غير أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن قادة في المنطقة لا يثقون بعمق في نتنياهو، ولديهم اعتراضات واسعة على الانخراط معه.
وضرب المسؤولون مثالاً بمحاولة أميركية للمساعدة في ترتيب لقاء بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي قوبلت بمعارضة مصرية شديدة، مشيرين إلى أن نتنياهو والسيسي لم يتواصلا منذ اندلاع الحرب في غزة.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن نتنياهو تحوّل خلال العامين الماضيين إلى شخصية منبوذة عالميًا، متسائلاً عن أسباب رفض السيسي لقاءه، ولماذا، بعد خمس سنوات على اتفاقيات أبراهام، لم يتلقَّ دعوة لزيارة الإمارات؟
وأضاف: أن إدارة ترامب تبذل جهودًا كبيرة لمعالجة هذا الوضع، لكنها لن تهدر وقتها في محاولة توسيع اتفاقيات أبراهام إذا لم يُبدِ نتنياهو استعدادًا لاتخاذ خطوات حقيقية لخفض التصعيد.

العرب مباشر
الكلمات