أحد علماء الأزهر : تصريحات ولد الدود انحراف فكري على نهج الإخوان
أحد علماء الأزهر : تصريحات ولد الدود انحراف فكري على نهج الإخوان

أثارت التصريحات الأخيرة للمدعو محمد الحسن ولد الدود جدلًا واسعًا، بعدما حاول الزج باسم الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في سياقات فكرية مشوهة ترتبط بتأويلات متطرفة، اعتادت الجماعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي توظيفها لخدمة أجنداتها السياسية.
المتابعون اعتبروا أن هذه التصريحات تعكس منهجًا خطيرًا خلط بين الدين الحنيف والأفكار المنحرفة، حيث يسعى ولد الدود إلى إعطاء غطاء ديني لأفكار التنظيم المتطرف، من خلال استدعاء نصوص أو مواقف من السيرة النبوية بشكل انتقائي، في محاولة لإضفاء الشرعية على ممارسات العنف والفكر الإقصائي.
ويرى محللون أن هذه الخطابات ليست جديدة، بل تكرار لما تتبناه جماعة الإخوان منذ نشأتها، حيث درجت على استغلال الرموز الدينية والنصوص الشرعية لتبرير مشروعها السياسي، والترويج لفكرة "الحاكمية" التي أسس لها سيد قطب، والتي شكلت المرجعية الأساسية لخطاب الجماعات الإرهابية.
كما حذر خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة من خطورة تداول مثل هذه التصريحات، لكونها تُسهم في تكوين بيئة فكرية خصبة للتطرف والعنف، وتفتح الباب أمام استقطاب الشباب وتغذية الكراهية.
وأكدوا أن الدفاع عن قدسية الرسول الكريم (ص) لا يكون عبر استغلال اسمه لأهداف سياسية أو حزبية ضيقة، بل من خلال إظهار سماحة الإسلام واعتداله، وهي القيم التي يحاول فكر الإخوان وأمثاله طمسها واستبدالها بخطاب العنف والانقسام.
وردًا على هذه الإدعاءات قال الدكتور إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، إن التصريحات الأخيرة للمدعو محمد الحسن ولد الدود تمثل خروجًا صريحًا عن نهج الاعتدال الذي جاء به الإسلام، مؤكدًا أنها تحمل سمات الفكر المتطرف الذي تتبناه جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها.
وأوضح رضا - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن الزج باسم الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) لتبرير أفكار سياسية أو حزبية هو تشويه متعمد للسيرة النبوية، ومحاولة لاستغلال الدين في خدمة أجندات منحرفة تهدف إلى إضفاء غطاء شرعي على ممارسات العنف والإقصاء.
وأضاف أن الفكر الذي تبناه ولد الدود يعكس منهج الإخوان في استدعاء النصوص الدينية بانتقائية، بعيدًا عن مقاصد الشريعة، في محاولة لإقناع البسطاء والشباب بخطاب لا يمت إلى صحيح الدين بصلة.
وشدد العالم الأزهري على أن الأزهر الشريف كان وما زال حائط الصد الأول أمام مثل هذه الانحرافات الفكرية، موضحاً أن الإسلام دين رحمة وتسامح، ولا علاقة له بدعوات التحريض أو استغلال المقدسات لأهداف سياسية ضيقة.
وأشار إلى أن الدفاع عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) لا يكون بترديد شعارات أو إطلاق خطابات متطرفة، وإنما بنشر القيم الحقيقية التي دعا إليها، وهي المحبة والتعايش والسلام.