خبيرة دولية: إدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية في ولايتي تكساس وفلوريدا يمثل "نقطة تحول حقيقية" في المقاربة الأمريكية تجاه الجماعة

خبيرة دولية: إدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية في ولايتي تكساس وفلوريدا يمثل "نقطة تحول حقيقية" في المقاربة الأمريكية تجاه الجماعة

خبيرة دولية: إدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية في ولايتي تكساس وفلوريدا يمثل
جماعة الإخوان

تشهد الساحة الدولية تطورًا لافتًا في ملف تنظيم الإخوان بعد أن اتخذت ولايتا تكساس وفلوريدا داخل الولايات المتحدة الأمريكية خطوات رسمية لتصنيف التنظيم كـ"منظمة إرهابية"، في تحول يعكس تنامي القلق الأمريكي من الأنشطة المرتبطة بالإخوان داخل الولايات المختلفة. 

ويأتي هذا التصعيد في وقت يناقش فيه الكونجرس مشروع قانون اتحادي قد يفضي إلى إدراج التنظيم على القائمة الفيدرالية للمنظمات الإرهابية، بالتوازي مع تحركات مشابهة في عدد من الدول الأوروبية مثل بريطانيا التي تدرس بدورها اتخاذ خطوات مماثلة. 

التطورات تفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الجماعة في ظل تزايد العزلة الدولية وتقييد نشاطها السياسي والتنظيمي.

وقالت الدكتورة عقيلة دبيشي، رئيس المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية والدولية: إن إدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية في ولايتي تكساس وفلوريدا يمثل "نقطة تحول حقيقية" في المقاربة الأمريكية تجاه الجماعة، مؤكدة أن هذه القرارات ليست معزولة وإنما تعكس مزاجًا عامًا داخل الولايات المتحدة يعتبر أن التنظيم يشكل تهديدًا للأمن المجتمعي والفكري والسياسي. 

وأوضحت رئيس المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية للعرب مباشر، أن التحركات التشريعية داخل الكونجرس تشير إلى إمكانية انتقال الملف من مستوى الولايات إلى القرار الفيدرالي، وهو ما يعني أن الجماعة قد تواجه لأول مرة في تاريخها داخل أمريكا قيودًا صارمة تشمل نشاطها المالي والمؤسسي والإعلامي.

وأضافت دبيشي: أن هذه الخطوات تأتي في ظل تراكم معلومات وتقارير أمنية واستخباراتية أمريكية تتعلق بعلاقات التنظيم بعدد من الجماعات المتطرفة، إلى جانب ممارسات تعتبرها جهات أمريكية تهديدًا للقيم الدستورية وللبنية الاجتماعية داخل المجتمع الأمريكي. 

وشددت على أن ما يحدث اليوم يعيد رسم خريطة تأثير الجماعة في الغرب، خاصة مع اتجاه بعض العواصم الأوروبية لإعادة تقييم وضع الإخوان بعد سنوات من الاحتضان السياسي.

وأكدت رئيس المركز، أن مصير الإخوان بات يتجه نحو مزيد من الانكماش والعزلة الدولية، خاصة إذا مضت بريطانيا في خطوات مماثلة، موضحة أن سجل التنظيم في الشرق الأوسط، وتورطه في التحريض على العنف، أصبح عنصرًا أساسيًا في تقييم الحكومات الغربية.

وأشارت الدكتورة عقيلة دبيشي، أن قرارات تكساس وفلوريدا ليست مجرد إجراءات قانونية، بل تمثل بداية تحوّل مؤسسي داخل الولايات المتحدة في نظرة المؤسسات التشريعية والأمنية للتنظيم. 

وأكدت، أن هناك ما يشبه "الإجماع المتدرج" داخل بعض الدوائر الأمريكية يرى أن الإخوان تتحرك عبر شبكات ضغط ومنظمات مجتمع مدني تحمل واجهات مختلفة، وأن هذا النمط بات يثير حساسية لدى العديد من المؤسسات، خصوصًا بعد الكشف عن تمويلات، ودورات تدريبية، وأنشطة ظل مرتبطة بالتنظيم داخل الولايات الأمريكية.

وأضافت: أن هذه التطورات قد تفتح الباب لسلسلة خطوات أخرى، مثل تجميد الحسابات المالية لبعض الواجهات المرتبطة بالإخوان، وتقييد أنشطة الجمعيات التي تُتهم بأنها تعمل كغطاء سياسي أو دعوي لصالح التنظيم. 

وتوقعت دبيشي، أن تشهد المرحلة المقبلة تحركات من ولايات أمريكية أخرى قد تتجه لاتخاذ إجراءات مشابهة، خاصة في المناطق التي تصاعد فيها الجدل حول تأثير التنظيم على الجاليات المسلمة ودور منظمات مثل "كير" التي تواجه بدورها مراجعات واسعة.