زيلينسكي يتحدث عن أفكار جديدة للسلام بعد محادثات مكثفة مع مبعوثي ترامب

زيلينسكي يتحدث عن أفكار جديدة للسلام بعد محادثات مكثفة مع مبعوثي ترامب

زيلينسكي يتحدث عن أفكار جديدة للسلام بعد محادثات مكثفة مع مبعوثي ترامب
ترامب

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفه بالأفكار الجديدة التي طُرحت بشأن السلام، عقب محادثات أجراها مع مبعوثين من الولايات المتحدة في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022، وفقًا لما نشرته هيئة البث البريطانية "بي بي سي".

تقييم إيجابي


وأعطى زيلينسكي تقييمًا إيجابيًا للمكالمة الهاتفية التي جرت يوم الخميس مع ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، واستمرت قرابة ساعة، مؤكدًا أنها أفرزت تصورات جديدة تتعلق بصيغ التفاوض المحتملة، وأنواع الاجتماعات، والتوقيتات المناسبة التي من شأنها تقريب فرص التوصل إلى سلام حقيقي. 

وأضاف لاحقًا، أنه يعتزم عقد لقاء جديد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المستقبل القريب.

وكان الرئيس الأوكراني قد كشف -في وقت سابق من هذا الأسبوع- عن تفاصيل خطة سلام محدثة من 20 نقطة، جرى الاتفاق عليها بين مبعوثين أميركيين وأوكرانيين خلال اجتماعات عُقدت في ولاية فلوريدا.

 وفي المقابل، أعلن الكرملين أنه يدرس المقترحات التي أعادها موفد روسي من الولايات المتحدة.

مساع أمريكية


وتأتي هذه التحركات في إطار مساعٍ يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثوه، الذين أجروا محادثات منفصلة مع كل من أوكرانيا وروسيا بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي اندلعت عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

وخلال الأيام الماضية، برزت مؤشرات على حدوث تقدم نسبي، حيث أثنى زيلينسكي على ما وصفه بالأفكار الجيدة التي طرحها كل من ويتكوف وكوشنر، صهر الرئيس الأميركي. 

وقال: إن ذلك اليوم كان نشطًا على صعيد الدبلوماسية الأوكرانية، موضحًا أنه خاض نقاشات معمقة مع المبعوثين الأميركيين حول تفاصيل المبادرات المطروحة.

قضايا حساسة


ورغم هذا التقدم، أقر زيلينسكي بوجود قضايا حساسة ما تزال بحاجة إلى مزيد من العمل، لكنه شدد على أن الفريق الأوكراني، بالتنسيق مع الجانب الأميركي، بات لديه تصور واضح لكيفية وضع هذه الترتيبات موضع التنفيذ. 

وأشار إلى أن كبير المفاوضين الأوكرانيين، روستم عمروف، وهو أيضًا المسؤول الأعلى عن الأمن في البلاد، سيواصل المحادثات مع الفريق الأميركي خلال المرحلة المقبلة.

وتُعد خطة السلام المكونة من 20 نقطة تحديثًا لمسودة أولية كان ويتكوف قد أعدها قبل أسابيع، وهي مسودة قوبلت حينها بانتقادات واسعة، إذ اعتُبرت منحازة إلى الحد الأقصى من المطالب الروسية التي سبقت الغزو، وهو ما رأت فيه كييف وحلفاؤها الأوروبيون آنذاك بمثابة استسلام فعلي لأوكرانيا.

وعن النسخة المحدثة من الخطة، أوضح زيلينسكي أنها تتضمن إمكانية انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق في شرق البلاد، مقابل إنشاء منطقة منزوعة السلاح. 

كما أكد أن الخطة باتت تشمل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ودول أوروبية، تتيح ردًا عسكريًا منسقًا في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا مجددًا.

وفي ما يخص إقليم دونيتسك الصناعي في شرق البلاد، أشار زيلينسكي إلى أن إنشاء منطقة اقتصادية حرة يُعد أحد الخيارات المطروحة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن أي منطقة تنسحب منها القوات الأوكرانية يجب أن تخضع لرقابة وأمن أوكرانيين.

سيطرة روسية


وتسيطر موسكو حاليًا على نحو 75 في المئة من إقليم دونيتسك، وعلى ما يقارب 99 في المئة من إقليم لوغانسك المجاور، ويُعرف الإقليمان معًا باسم إقليم دونباس. 

ويواجه زيلينسكي ضغوطًا متزايدة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتنازل عن كامل دونباس لصالح روسيا ضمن المفاوضات الجارية برعاية واشنطن، إلا أن الرئيس الأوكراني رفض حتى الآن أي تنازلات إقليمية، مطالبًا بدلًا من ذلك بضمانات أمنية صارمة وملزمة في أي تسوية محتملة.

وفي المقابل، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراته بأن القوات الأوكرانية يجب أن تنسحب من دونباس، وإلا فإن روسيا ستستولي على الإقليم بالقوة.

 وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم الخميس، إن موسكو تدرس المقترحات التي أعادها المبعوث الروسي كيريل دميترييف من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاتصالات مع الأميركيين ستتواصل بناءً على القرارات التي سيتخذها الرئيس الروسي.

وعلى الرغم من التقدم البطيء على المسار الدبلوماسي، ما تزال العمليات العسكرية مستمرة على الأرض. فقد أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، الخميس، أنها استهدفت إحدى أهم مصافي النفط الروسية في إقليم روستوف الجنوبي باستخدام صواريخ كروز. وتُعد مصفاة نوفوشاختينسك، القريبة من الحدود الأوكرانية، منشأة حيوية لتزويد العمليات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا بالوقود.