الخرباوي: تصاعد المطالب بحظر الإخوان في النمسا يؤكد وعي أوروبا بخطر الجماعة

الخرباوي: تصاعد المطالب بحظر الإخوان في النمسا يؤكد وعي أوروبا بخطر الجماعة

الخرباوي: تصاعد المطالب بحظر الإخوان في النمسا يؤكد وعي أوروبا بخطر الجماعة
جماعة الإخوان

تشهد النمسا خلال الأشهر الأخيرة تصاعدًا واضحًا في الدعوات المطالِبة بحظر جماعة الإخوان وحركات الإسلام السياسي المرتبطة بها، مع تشديد الإجراءات الرقابية على المؤسسات والجمعيات التي يُشتبه في ارتباطها بالجماعة أو دعمها لأفكارها.

 هذا التحرك يأتي ضمن سياسة حكومية تهدف إلى مواجهة ما تصفه فيينا بـ«التهديد الأيديولوجي المتخفي تحت ستار الدين».

فمنذ اعتماد قانون مكافحة التطرف الديني عام 2021، اتخذت الحكومة النمساوية خطوات متصاعدة لتقييد نشاطات الجماعة داخل أراضيها، أبرزها تجريم استخدام شعاراتها أو توزيع منشوراتها، وفرض رقابة صارمة على التمويل الأجنبي للمؤسسات الدينية والتعليمية.

 وتؤكد السلطات، أن هذه الإجراءات ليست موجهة ضد الإسلام كدين، بل ضد جماعات تستغل الدين لأغراض سياسية.

الحكومة النمساوية أعلنت أيضًا عن تعزيز صلاحيات "مركز توثيق الإسلام السياسي"، وهو جهة رسمية مختصة برصد الأنشطة التي تُعدّ مخالفة لقيم الدولة، مع توسيع نطاق عمله ليشمل جمعيات ثقافية ومدارس خاصة ومراكز تمويل مشبوهة.

 وتشير تقارير برلمانية، إلى أن بعض هذه الكيانات تُستخدم كغطاء لنشر الفكر المتطرف وتجنيد الشباب.

وفي إطار التحركات الأمنية، أغلقت السلطات عددًا من المساجد، وطردت أئمة تم تمويلهم من الخارج، في خطوة قالت إنها تهدف إلى حماية المجتمع من أي تأثيرات أيديولوجية خارجية. 

كما شددت أجهزة الأمن من رقابتها على الجمعيات الخيرية المرتبطة بشبكات خارجية، خصوصًا تلك التي تُدار عبر وسطاء مقربين من جماعة الإخوان.

وتزايدت هذه الإجراءات بعد سلسلة من الحوادث التي أثارت قلقًا واسعًا داخل البلاد، كان أبرزها الكشف عن مخططات إرهابية تستهدف منشآت عامة وحفلات موسيقية في فيينا. 

وأعادت هذه الوقائع إلى الواجهة النقاش حول العلاقة بين جماعة الإخوان وبعض التيارات المتشددة التي تمثل حاضنة فكرية للعنف.

ومع استمرار هذا الجدل، يبدو أن النمسا تتجه نحو مزيد من التشدد في التعامل مع جماعة الإخوان، وسط قناعة رسمية بأن المعركة مع «الإسلام السياسي» لا تقل أهمية عن المعركة ضد الإرهاب المسلح، وأن المواجهة الفكرية والقانونية أصبحت ضرورة لحماية أمن المجتمع ووحدته الوطنية.

وأكد الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر والقيادي الإخواني المنشق وعضو مجلس الشيوخ المصري، أن تصاعد الأصوات في النمسا المطالِبة بحظر جماعة الإخوان وحركات الإسلام السياسي المرتبطة بها، يعكس تنامي الوعي الأوروبي بخطر هذه الجماعة وأفكارها المتطرفة على الأمن والمجتمعات الغربية.

وقال الخرباوي -في تصريحات للعرب مباشر-: إن النمسا، مثل غيرها من الدول الأوروبية، بدأت تُدرك أن الإخوان لا يختلفون في الجوهر عن التنظيمات الإرهابية المسلحة، موضحًا أن الجماعة تعتمد أسلوب “التمكين الناعم” عبر المؤسسات الثقافية والتعليمية والجمعيات الخيرية لنشر أفكارها وتجنيد الأتباع تحت غطاء ديني وإنساني.

وأضاف: أن الخطوات التي تتخذها فيينا، من مراقبة الجمعيات والمساجد، وتقييد التمويل الأجنبي، وطرد الأئمة الذين يروّجون للأفكار المتشددة، تمثل نموذجًا جادًا لمواجهة التطرف قبل أن يتحول إلى خطر أمني مباشر.

وأشار الخرباوي، إلى أن جماعة الإخوان تسعى منذ عقود لاختراق أوروبا عبر خطاب مزدوج؛ يظهر التسامح والانفتاح علنًا، بينما يرسّخ داخليًا أفكار الكراهية والانفصال عن المجتمعات الغربية.

 وأكد أن التجربة المصرية في مواجهة التنظيم أثبتت أن الحزم القانوني والفكري هو السبيل الوحيد لتحجيم خطر الجماعة.

وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن الخطوة النمساوية يجب أن تكون جرس إنذار لبقية الدول الأوروبية، داعيًا إلى تنسيق دولي لمواجهة الجماعات التي تستغل الدين لأهداف سياسية، وقال: "الإخوان خطر على الإسلام قبل أن يكونوا خطرًا على الغرب، لأنهم شوّهوا قيم الدين واستغلوها لتحقيق مصالح تنظيمية بحتة".