اليمن يختنق إنسانيًا.. مليشيات الحوثي تحكم صنعاء والعالم يتفرج
اليمن يختنق إنسانيًا.. مليشيات الحوثي تحكم صنعاء والعالم يتفرج

في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة ملايين اليمنيين تحت وطأة الجوع والانهيار الاقتصادي، تستمر الأطراف المتصارعة في الداخل اليمني بالتنازع على النفوذ والمكاسب، بينما تغيب الحلول وتتلاشى فرص الإنقاذ.
وفي عام 2025، أصبح اليمن على أعتاب واحدة من أسوأ المراحل في تاريخه الإنساني، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة تهدد حياة ملايين الأطفال والنساء وكبار السن.
دق ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني في اليمن
تقرير مشترك صدر عن 116 منظمة محلية ودولية، من بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة، دق ناقوس الخطر حول تدهور الوضع الإنساني في اليمن بشكل غير مسبوق، فالاحتياجات تتصاعد، بينما التمويل يتراجع بشكل كارثي، إذ لم تمول خطة الاستجابة الإنسانية سوى بنسبة أقل من 10%، رغم مرور خمسة أشهر على بدء العام.
وسط هذه الأزمة، تبدو الحكومة اليمنية مقيدة، في حين تواصل مليشيات الحوثي السيطرة على مؤسسات الدولة في صنعاء، وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية، بل وتستخدمها كأداة للابتزاز السياسي والميداني، والواقع فاقم من معاناة الفئات الأكثر هشاشة، التي تجد نفسها ضحية لصراع لا يرحم.
مليشيات تعرقل.. ومجتمع دولي يتباطأ
ومع تزايد الدعوات الدولية مؤخرًا لعقد اجتماعات طارئة لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور، لكن حتى الآن لم تترجم هذه التحركات إلى إجراءات ملموسة، وتبقى المخاوف من أن يمر دون نتائج حقيقية في ظل غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع العوامل الميدانية المعقدة، وعلى رأسها استمرار سطوة المليشيات في مناطق سيطرة الحوثيين.
في صنعاء، تمارس الجماعة المدعومة من إيران ضغوطًا مكثفة على وكالات الإغاثة، من خلال فرض إتاوات أو قيود على توزيع المساعدات، ما يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من الأسر الفقيرة من الوصول إلى الغذاء والدواء والمأوى.
ولا تقتصر المعاناة على المناطق الخاضعة للحوثيين، فحتى في مناطق الحكومة الشرعية، تعاني مؤسسات الدولة من ضعف التمويل، وانهيار البنى التحتية، ما يحد من قدرتها على الاستجابة للأزمة المتنامية.
المعاناة أصبحت ورقة ضغط سياسية
ويقول الباحث السياسي اليمني، صهيب ناصر الحميري: إن المأساة الإنسانية في اليمن لم تعد ناتجة فقط عن الحرب، بل تفاقمت بفعل تعمد بعض الأطراف الفاعلة استثمار المعاناة كورقة ضغط سياسية، وهو ما يظهر بوضوح في سلوك مليشيات الحوثي تجاه المساعدات الإنسانية.
وأضاف الحميري -في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر-، إن سيطرة الحوثيين على صنعاء ومؤسسات الدولة جعلتهم الطرف الأقدر على عرقلة أي جهود إغاثية لا تخضع لشروطهم، وقد استخدموا تلك السيطرة لإعادة توزيع المساعدات بما يخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية، والعالم اليوم أمام اختبار حقيقي، فالصمت الدولي تجاه تعطيل المساعدات أو المتاجرة بها من قبل جماعة مسلحة يعني ضوءًا أخضر لمزيد من الابتزاز الإنساني.