ترامب يقلب الطاولة على موسكو.. تهديد لرئيس الأمن الروسي وإهانة الاقتصاد الهندي

ترامب يقلب الطاولة على موسكو.. تهديد لرئيس الأمن الروسي وإهانة الاقتصاد الهندي

ترامب يقلب الطاولة على موسكو.. تهديد لرئيس الأمن الروسي وإهانة الاقتصاد الهندي
ترامب

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس- هجومًا حادًا على الرئيس الروسي السابق ورئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، واصفًا إياه بـ"الرئيس الفاشل"، وذلك في منشور ناري عبر منصة "تروث سوشيال".
وكتب ترامب: "روسيا والولايات المتحدة لا تجمعهما أي علاقات تجارية تقريبًا، ولنُبقِ الأمور على هذا النحو، وقولوا لمدفيديف، الرئيس الفاشل الذي يظن نفسه ما يزال رئيسًا، أن يضبط لسانه، إنه يخطو إلى منطقة شديدة الخطورة".

مدفيديف يرد بسخرية


لم يتأخر رد مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي حاليًا، إذ سخر في منشور على وسائل التواصل من مهلة ترامب للكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عواقب اقتصادية مدمرة.


وكتب: "ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: خمسون يومًا أو عشرة... عليه أن يتذكر أمرين: أولًا، روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. وثانيًا، كل إنذار جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب – وليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده نفسها. لا تسلك طريق النائم جو!"

حرب تصريحات


وفي منشور آخر عبر منصة "إكس"، هاجم مدفيديف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ووصفه بـ"الجد"، بعد دعوته للانخراط في مفاوضات سلام، قائلاً: "ليس لك ولا لترامب أن تمليا علينا متى نبدأ المفاوضات. ستنتهي العملية العسكرية عندما نحقق كل أهدافها. ركز على مشكلات أمريكا أولًا، أيها الجد".


وكان ترامب قد حدد في يوليو مهلة مدتها 50 يومًا أمام روسيا للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع أوكرانيا، ملوحًا بفرض رسوم جمركية عقابية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.


شغل مدفيديف منصب رئيس الوزراء الروسي قبل أن يتبادل الأدوار مع فلاديمير بوتين ويشغل منصب الرئيس بين 2008 و2012 حينما منع القانون بوتين من تولي ولاية ثالثة متتالية.
ويعد مدفيديف من أبرز المؤيدين لغزو أوكرانيا وأحد أكثر الأصوات المتشددة عبر وسائل التواصل دعمًا للكرملين.

هجوم مزدوج


وفي تصعيد مفاجئ، وجه ترامب انتقادات لاذعة إلى الهند أيضًا، واصفًا اقتصادها بـ"الميت"، ومتهمًا إياها بفرض رسوم جمركية عالية جدًا تعيق العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.


وكتب الرئيس الأمريكي: "لا يهمني ما تفعله الهند مع روسيا، يمكنهم أن يغرقوا اقتصادَيهِمَا الميتين معًا، لا أبالي، لم نقم بالكثير من الأعمال مع الهند. رسومهم الجمركية مرتفعة جدًا، ومن الأعلى في العالم".

توتر متصاعد رغم شراكة استراتيجية


بلغ حجم التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والهند أكثر من 129 مليار دولار في عام 2024، وتعد واشنطن الشريك التجاري الأكبر لنيودلهي.


وطورت الدولتان شراكة استراتيجية في مجالات الدفاع والتكنولوجيا وغيرها، مدفوعة بالرغبة المشتركة في مواجهة النفوذ الصيني.

الهند ثاني أكبر مشترٍ للنفط الروسي


وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه رغم الشراكة مع الولايات المتحدة، تواصل الهند شراء النفط والأسلحة من روسيا، وهي ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي بعد الصين، فيما ما تزال موسكو المصدر الأول للأسلحة إلى نيودلهي، رغم محاولات حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تنويع مصادر السلاح من دول مثل فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل.


بعد إعلان ترامب عزمه فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الهندية بدءًا من 1 أغسطس، تراجع مؤشر "نيفتي 50" للأسهم الهندية بنسبة 0.3%، فيما انخفضت الروبية الهندية 0.3% أمام الدولار لتصل إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر قبل أن تتماسك مجددًا.


رغم الإعلان الأمريكي، لم تؤكد السلطات الهندية استلام إخطار رسمي من واشنطن بشأن فرض الرسوم. وقال مسؤولون هنود: إن بلادهم ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها الوطنية، في وقت أشار فيه ترامب إلى احتمال استمرار المفاوضات.

الهند صامدة أمام ضغوط الرسوم الأمريكية


وفي حين رضخت دول مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية للضغوط الأمريكية ووقعت اتفاقات تجارية، فإن الهند ما تزال ترفض الرضوخ. وقدّرت مؤسسة "بنك أكسيس" في مومباي أن الرسوم الأمريكية ستؤثر على صادرات هندية بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار، رغم أن الاقتصاد الهندي يظل معتمدًا بدرجة كبيرة على السوق المحلية.


قال كونال كوندو، كبير اقتصاديي الهند في "سوسيتيه جنرال": إن الرسوم الجمركية قد تضعف المعنويات الاقتصادية الداخلية، مضيفًا أن توقعات الهند بالحفاظ على ميزة نسبية في تصدير السلع كثيفة العمالة تضررت، لكن التأثير ليس مدمرًا تمامًا.


وفي خطوة قد تثير استياءً هنديًا أوسع، أعلن ترامب، يوم الأربعاء، عن اتفاق مع باكستان لتطوير احتياطاتها الهائلة من النفط، مضيفًا بسخرية: "من يدري، ربما تبيع باكستان النفط للهند يومًا ما!"، في إشارة واضحة تهدف إلى استفزاز نيودلهي في أعقاب صدام عسكري محدود بين البلدين في مايو.

كشفت مصادر مطلعة على المحادثات بين واشنطن ونيودلهي، أن موقف الهند المتشدد تجاه حماية سوقي الحبوب ومنتجات الألبان شكّل نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات، إذ ترفض نيودلهي فتح هذين القطاعين الحيويين أمام المنافسة الأمريكية، حفاظًا على سبل عيش مئات الملايين من الهنود.


قال سانيم تشوراسيا، كبير المحللين في شركة "كاناليس" التابعة لـ"Omdia": إن الهواتف الذكية لم تتأثر بعد بالرسوم الجديدة، ولكن إذا تغير ذلك، قد تعيد آبل النظر في تسعير منتجاتها داخل الولايات المتحدة.


وأشار أن إعادة التصنيع إلى الصين أمر محفوف بالمخاطر؛ ما يعني أن الشركة الأمريكية ستواصل الاستثمار في السوق الهندية على الأرجح.