الصين عدو افتراضي في مناورات عسكرية يابانية - أمريكية.. فما احتمالات نشوب حرب كبرى؟

الصين عدو افتراضي في مناورات عسكرية يابانية - أمريكية

الصين عدو افتراضي في مناورات عسكرية يابانية - أمريكية.. فما احتمالات نشوب حرب كبرى؟
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد التوترات بين الصين وتايوان، أجرت اليابان والولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة استخدمت فيها الصين كعدو افتراضي لأول مرة في تاريخهما. 


وأفادت مصادر حكومية يابانية، أن التدريبات، التي بدأت في الأول من فبراير وتستمر حتى الخميس المقبل، تهدف إلى تحسين قدرات الدفاع والرد على أي هجوم محتمل من الصين على تايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها. 

وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية: إن التدريبات تستخدم عملية محاكاة حاسوبية تضع سيناريو لحالة طوارئ في تايوان، وتشارك فيها قوات بحرية وجوية وبرية من البلدين الحليفين. 


وتعبر هذه الخطوة عن القلق العميق لليابان والولايات المتحدة من تصاعد النشاط العسكري الصيني في المنطقة، وخاصة في مضيق تايوان، الذي يفصل بين الجزيرة والبر الصيني. 

وتدعم الولايات المتحدة تايوان بشكل غير رسمي منذ عام 1979، عندما قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها واعترفت بالصين الشعبية كحكومة شرعية واحدة للصين. وتزود تايوان بالأسلحة والمعدات الدفاعية بموجب قانون العلاقات مع تايوان. 


وترفض الصين أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وتحذر من أنها لن تتردد في استخدام القوة لمنع استقلال تايوان أو تقريبها من الولايات المتحدة. 

من جانبه، يقول محسن الشوبكي، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن حربا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ليست مستبعدة، لكنها تحتاج إلى مواجهة مباشرة أو حادثة تفجيرية تشعل الصراع. 

وأضاف الشوبكي في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن مثل هذه الحرب ستكون كارثية للعالم بأسره، لأنها ستؤدي إلى تدمير اقتصادي وبيئي وإنساني هائل، وستشرك العديد من الدول الحليفة والمعادية للطرفين، مؤكدًا أن المؤشرات لا تستبعد وقوع صدام، إلا أن على أرض الواقع تدرك الولايات المتحدة أن التفاوض والحروب غير المباشرة أقل ضررًا بكثير من الصدام العسكري الذي قد يهلك الدولتين الكبيرتين. 
 
ومن ناحيته، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن الصين تسعى لتغيير النظام الدولي القائم وتحدي الهيمنة الأمريكية، والولايات المتحدة تحاول الحفاظ على مكانتها ومصالحها في المنطقة الآسيوية والعالمية. 

وأضاف فهمي - في تصريحات لـ"العرب مباشر"- ، أن الصراع بين الدولتين يتجاوز الجانب التجاري والاقتصادي، ويشمل الجوانب السياسية والأمنية والتكنولوجية والأيديولوجية، وأنه يمس بالعديد من القضايا الحساسة مثل تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ والبحر الجنوبي الصيني والتدخل في شؤون الدول الأخرى. 

ويشير فهمي إلى أن الحرب بين الصين والولايات المتحدة ستكون كارثية للعالم بأسره، لأنها ستؤدي إلى تدمير اقتصادي وبيئي وإنساني هائل، وستشرك العديد من الدول الحليفة والمعادية للطرفين، وستزيد من خطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية. 

وأوضح، أن الحوار والتفاوض بين الدولتين لتفادي الصدام العسكري أمرًا لا بديل له للوصول إلى حلول سلمية تحقق المصالح المشتركة وتحافظ على الاستقرار والسلام الدوليين.