احتجاجات كبرى.. مزارعو جنوب فرنسا يشتبكون مع الحكومة بسبب ذبح الأبقار

احتجاجات كبرى.. مزارعو جنوب فرنسا يشتبكون مع الحكومة بسبب ذبح الأبقار

احتجاجات كبرى.. مزارعو جنوب فرنسا يشتبكون مع الحكومة بسبب ذبح الأبقار
مزارعو فرنسا

شهدت مناطق جنوب فرنسا موجة من الاحتجاجات العنيفة من قبل المزارعين، الذين قاموا برش السماد على واجهات المباني الحكومية وإغلاق الطرق، اعتراضًا على سياسة الحكومة في الذبح الجماعي للأبقار لمواجهة انتشار مرض الجلد العقدي المعروف باسم "lumpy skin disease"، وفقًا لما نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية.

وقد اندلعت الأزمة بعد قيام الأطباء البيطريين، يوم الجمعة الماضي، بذبح أكثر من 200 بقرة في قرية قرب الحدود الإسبانية إثر اكتشاف حالة واحدة فقط من المرض؛ ما دفع المزارعون الغاضبين إلى التصدي لهذه الإجراءات مستخدمين الحواجز، فيما لجأت الشرطة إلى الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا حماية مواشيهم.

وقال برتراند فنتو، رئيس اتحاد المزارعين المتشدد "Coordination Rurale": إن الاحتجاجات مستمرة وتتوسع، مؤكدًا أن المزارعين يواصلون إغلاق الطرق والساحات، مطالبين بإطلاق حملة تطعيم شاملة بدلاً من سياسة الذبح الجماعي التي وصفوها أنها غير فعّالة، والتي تدمر سنوات من جهودهم الزراعية.

مواجهات على الطرق السريعة

على الطريق السريع A64، الذي أغلق منذ مساء الجمعة، نصب المزارعون أشجار عيد الميلاد في خطوة احتجاجية رمزية، فيما أغلق حوالي خمسين مزارعًا الطريق N88 قرب مدينة ألبى الجنوبية.

وأكد أحد المتظاهرين، سيدريك نيسبولوس، أن الاحتجاجات ستستمر ما دامت الحكومة متمسكة بسياسة الذبح الجماعي.

وفي بلدة ميلّو، قام المزارعون برش السماد على واجهة مبنى حكومي محلي، وألقوا بالكاود والبرسيم والإطارات والقمامة أمام المبنى، في تحرك يعكس حالة الغضب العارم لدى القطاع الزراعي. 

وقال ثيو ألاري، مزارع أغنام: إن سياسة الذبح الجماعي لم تحقق النتائج المرجوة، مشيرًا إلى استمرار انتشار المرض رغم الإجراءات القاسية: "ذبح الحيوانات بهذه الطريقة، وبوجود شرطة مكافحة الشغب في كل مكان، لا يؤدي إلى شيء سوى تصعيد الأزمة".

دعوات للتدخل السياسي

دعت كارول ديلغا، رئيسة إقليم أوكسيتاني الجنوبية، الذي أصبح مركز تفشي المرض، رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو إلى التدخل العاجل لتجنب المزيد من التصعيد.

وأكدت ديلغا -في رسالة مفتوحة-، أن الغضب والاستياء يتصاعدان بشكل ملحوظ وسط إحباط المزارعين، مطالبة بإجراء حوار صريح وفعال معهم لتخفيف التوتر.

وأضافت: أن كثيرًا من الفرنسيين يشعرون بالصدمة من مشاهد ذبح الأبقار واستخدام القوة الأمنية المفرطة، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لتجنب التصعيد والصدام المباشر بين السلطات والمزارعين.

الإجراءات الحكومية والآثار الصحية

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة مود بريجون، أن السلطات اختارت "أكثر البروتوكولات الصحية فعالية"، مشيرة إلى أن الشرطة ستتدخل مرة أخرى إذا اقتضت الضرورة. 

وأوضحت، أن نحو ثلاثة آلاف حيوان تم ذبحهم منذ ظهور المرض، بما يمثل 0.02% فقط من إجمالي الماشية الفرنسية، وذلك لحماية بقية الأبقار من العدوى.

ويعد مرض الجلد العقدي مرضًا معديًا يصيب الأبقار، ولا ينتقل إلى البشر، لكنه قد يكون قاتلًا للماشية. وظهرت أولى الحالات في فرنسا في يونيو الماضي، واعتمدت السلطات استراتيجية صارمة للقضاء على المرض تشمل ذبح جميع الحيوانات في القطعان المصابة، إلى جانب التطعيم الطارئ لجميع الأبقار في دائرة نصف قطرها 50 كيلومترًا حول المناطق المصابة.

وأعلنت وزيرة الزراعة آني جينيفار، أن الحكومة تخطط لتطعيم مليون رأس من الأبقار في منطقتي نوفيل-أكيتين وأوكسيتاني، مشيرة إلى أنها ستتوجه يوم الاثنين إلى أوكسيتاني لمتابعة بدء حملة التطعيم في الإقليم.