أسطول الحرية الجديد نحو غزة ينتهي باحتجاز جماعي واحتجاجات دولية واسعة

أسطول الحرية الجديد نحو غزة ينتهي باحتجاز جماعي واحتجاجات دولية واسعة

أسطول الحرية الجديد نحو غزة ينتهي باحتجاز جماعي واحتجاجات دولية واسعة
أسطول الصمود

اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية أسطولًا دوليًا يحمل ناشطين كانوا يسعون إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 18 عامًا، في عملية عسكرية بدأت ليل الأربعاء واستمرت حتى صباح الخميس.
وأسفرت العملية عن احتجاز مئات الأشخاص من جنسيات مختلفة بينهم شخصيات عامة وناشطون بارزون، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.


اعتراض الأسطول في عرض البحر


الأسطول المعروف باسم أسطول صمود العالمي كان قد انطلق من برشلونة في الأول من سبتمبر، بمشاركة نحو 50 سفينة على متنها حوالي 500 ناشط من 47 دولة.


وأفاد المنظمون بأن عددًا من السفن تعرض لأعطال تقنية أجبرت بعضها على العودة، فيما واصلت 44 سفينة الإبحار باتجاه غزة حتى لحظة اعتراضها.


القوات الإسرائيلية اقتربت من السفن في المياه الدولية مستخدمة خراطيم المياه والأضواء الكاشفة قبل أن تصعد على متنها وتحتجز المشاركين. بعض القوارب تمكن من البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عملية الاعتراض.

شخصيات بارزة بين المعتقلين


من بين المحتجزين الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، وحفيد نيلسون مانديلا، ماندلا مانديلا، إلى جانب أعضاء في البرلمان الأوروبي أبرزهم ريما حسن.


الناشطون ينتمون إلى خلفيات متعددة تضم أطباء ومحامين ورجال دين ومحاربين قدامى، إضافة إلى برلمانيين من أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وأستراليا.

الموقف الإسرائيلي


ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية صورًا وفيديوهات للمحتجزين مؤكدة أنهم بخير وسيتم ترحيلهم إلى بلدانهم.


كما اتهمت بعض قادة الحملة بارتباطات بحركة حماس، وهو ما نفاه الناشطون.

غضب دولي واسع من إسرائيل


وأثارت عملية الاعتراض موجة غضب دولية واسعة. خرجت تظاهرات في روما وإسطنبول وأثينا وبوينس آيرس للتنديد بالخطوة الإسرائيلية وبالعمليات العسكرية الجارية في غزة.


ووصفت تركيا العملية بأنها عمل إرهابي، فيما أعلن رئيس كولومبيا طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وإلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.


الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا طالب بالإفراج الفوري عن المواطنين الذين وصفهم بالمختطفين في المياه الدولية. من جهتها، أكدت إيطاليا وفرنسا واليونان أنها تقدم دعمًا قنصليًا لمواطنيها المحتجزين.

الهجمات بالطائرات المسيّرة


وقال المنظمون إن الأسطول تعرض ثلاث مرات لهجمات بطائرات مسيّرة خلال رحلته: مرتين في تونس مطلع سبتمبر، ومرة جنوب اليونان الأسبوع الماضي حيث أُطلقت قنابل أسفرت عن أضرار مادية في بعض السفن دون تسجيل إصابات.


ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها ناشطون كسر الحصار البحري على غزة. ففي عام 2010 هاجمت قوات إسرائيلية سفينة مافي مرمرة ما أدى إلى مقتل عشرة ناشطين أتراك. كما نجح أسطول صغير عام 2008 في الوصول إلى القطاع، فيما أحبطت محاولات لاحقة سواء عبر البحر أو القوافل البرية.


يأتي هذا التطور وسط كارثة إنسانية يعيشها قطاع غزة بعد نحو عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. المدينة الرئيسة غزة أعلنتها الأمم المتحدة منطقة مجاعة، في وقت تشير وزارة الصحة في القطاع إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 66 ألفًا نصفهم من النساء والأطفال.


مع تزايد التنديد الدولي، أعلنت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا عن إضراب عام يوم الجمعة، فيما توقعت منظمات داعمة للأسطول تنظيم مزيد من التظاهرات في العواصم العالمية للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء حصار غزة والإفراج عن المحتجزين.