أوروبا تتشدد في مواجهة روسيا: دعوات لإسقاط المسيّرات ومصادرة ناقلات النفط
أوروبا تتشدد في مواجهة روسيا: دعوات لإسقاط المسيّرات ومصادرة ناقلات النفط

خرج القادة الأوروبيون من قمة سياسية استضافتها الدنمارك بموقف أكثر صرامة تجاه روسيا، وسط تصاعد التوترات نتيجة توالي الهجمات بالطائرات المسيّرة وعمليات التخريب والاختراقات الإلكترونية التي تشهدها القارة.
وبحسب شبكة "يورو نيوز" الأوروبية فقد تركزت الدعوات على تشديد العقوبات ضد موسكو، مع تركيز خاص على قطاع الطاقة، وطرح إجراءات أكثر هجومية لمواجهة التحديات الأمنية.
ماكرون: أوروبا بحاجة إلى الحزم
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تبني مقاربة أكثر قوة في مواجهة روسيا، مؤكدًا أن الطائرات المسيّرة التي تنتهك الأجواء الأوروبية يجب إسقاطها فوراً، وأن على الاتحاد الأوروبي التحرك ضد ما وصفه بـ"أسطول الظل" من ناقلات النفط التي تهرّب الخام الروسي بشكل غير قانوني وتوفر لموسكو ما بين 30% و40% من عائدات الحرب.
وأشار ماكرون إلى أن فرنسا أوقفت بالفعل إحدى هذه الناقلات واحتجزت اثنين من طاقمها، معتبرًا أن احتجاز مثل هذه السفن يعطل المنظومة الروسية ويضعف قدراتها المالية.
كما شدد على ضرورة اعتماد أوروبا سياسة تقوم على "الغموض الاستراتيجي" وعدم الكشف المسبق عن خطواتها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الدنمارك: روسيا تهديد لأوروبا كلها
حذرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، التي استضافت القمة بعد أيام من سلسلة هجمات مسيّرة استهدفت مطارات وقواعد عسكرية في بلادها، من أن الحرب لم تعد تخص أوكرانيا فقط، بل هي حرب ضد أوروبا وقيمها وحريتها. وقالت إن على الأوروبيين التخلي عن "سذاجتهم" وتقوية جبهتهم المشتركة لجعل فكرة شن حرب على القارة أمرًا غير وارد.
فيما أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أكد أن بوتين يجب ألا يستهين بعزيمة الأوروبيين، مشيرًا إلى أن هناك وحدة قوية وتصميمًا جماعيًا لمواجهة العدوان الروسي.
أما رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك فدعا القادة إلى التخلي عن "الأوهام" بشأن نوايا روسيا، مشددًا على أن أوكرانيا تمثل خط الدفاع الأول عن أوروبا، وأن هزيمتها ستفتح الباب أمام تهديد وجودي لبولندا ودول الاتحاد. توسك ذكّر بأن بلاده كانت هدفًا متكررًا لاستفزازات روسية، آخرها توغل مسيّرات الشهر الماضي الذي دفع وارسو إلى تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو.
الضغوط الاقتصادية والعسكرية
فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بدوره أن العقوبات الاقتصادية تحقق أثرًا ملموسًا على الاقتصاد الروسي، داعيًا إلى تشديدها، خصوصًا في قطاع الطاقة والتعامل بحزم مع "أسطول الظل".
كما شدد على ضرورة تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، من خلال تزويدها بأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة وصواريخ بعيدة المدى، معتبرًا أن ذلك السبيل الأمثل لوضع كييف في موقع قوة.