رحيل الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.. أقدم أعضاء هيئة كبار العلماء

خيم الحزن علي السعودية بسبب رحيل الشيخ صالح بن محمد اللحيدان أقدم أعضاء هيئة كبار العلماء

رحيل الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.. أقدم أعضاء هيئة كبار العلماء
الشيخ الراحل صالح بن محمد اللحيدان

حالة من الحزن البالغة تسيطر على أبناء المملكة والمنطقة العربية، بعد وفاة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، إثر معاناة ضخمة مع المرض، ليتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي.

رحيل اللحيدان

توفي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد صراع مع المرض، هاجمه بشدة أثناء ممارسته النشاط الدعوي، حتى توعكه قبل نحو 3 أسابيع.

وكان تعرض لأزمة صحية في 14 ديسمبر الماضي، دخل على إثرها غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات الرياض، ووقتها تصدر اسمه موقع "تويتر"، وسط حالة تفاعُل كبيرة بين الدعاة والمشاهير، ولكن بعد نحو أسبوع من دخوله المستشفى، أعلنت أسرته أن حالته الصحية مستقرة، ولكنه لا يزال في العناية المركزة  للمتابعة.

وبعد مواجهات عنيفة بين اللحيدان والمرض، انتقلت روحه إلى بارئها، ليترك خلفه إرثا كبيرا من الفتاوى والمؤلفات الشرعية، وحالة من الحزن تسيطر بين محبيه.

البداية والنشأة

ولد الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، في مدينة "البكيرية"، بمنطقة القصيم عام 1350هجريًا/ 1932ميلاديًا، وينتمي لعائلة اللحيدان التي تعود إلى الشيخ إسماعيل بن رميح العريني أحد أبرز علماء نجد في القرن العاشر الهجري.

ودرس اللحيدان في كلية الشريعة في الرياض، التي تخرج منها عام 1959، ثم عمل سكرتيرًا للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي السعودية السابق.

كما حاز درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1969 واستمر رئيسًا للمحكمة الكبرى، حتى عام 1970 بتوليه منصب قاضي تمييز وعضوًا في الهيئة القضائية العليا.

المناصب والمسؤوليات

انخرط اللحيدان في العمل بالقضاء، حيث عُين عام 1963 مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى في الرياض، ثم أصبح رئيسا للمحكمة عام 1964.

وفي عام 1982 عُين رئيسا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك المنصب نائبا لرئيس المجلس في غيابه إلى أن عُين عام 1992 رئيسا للمجلس في الهيئة العامة والدائمة حتى عام 2009.

الدعوة للإسلام

وبجانب عمله في القضاء، كان الشيخ اللحيدان عضوا في هيئة كبار العلماء منذ تدشينها، عام 1971، بالإضافة لكونه عضوا في رابطة العالم الإسلامي، وله نشاط بارز في الدعوة والخطابة.

كما امتلك نشاطا في مجلة "الراية" الإسلامية، حتى أصبح مديرها ورئيس تحريرها لفترة، وكذلك كانت له دروس في المسجد الحرام تذاع، وفتاوى في برنامج "نور على الدرب"، وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه.

واستمر اللحيدان لأكثر من 6 عقود في الدعوة والخطابة، فهو يُعَدّ أقدم أعضاء هيئة كبار العلماء والذي احتفظ بعضويته بها 51 عامًا منذ تأسيسها، وحتى وفاته، وكان أحد ثمانية من المشايخ والعلماء الذين اعتلوا منبر مسجد "نمرة" لإلقاء خطبة عرفة خلال 43 عامًا.