في السنوات الأخيرة، انتشر التاتو أو الوشم بشكل واسع بين فئات مختلفة من الناس، باعتباره وسيلة للتجميل أو للتعبير عن الذات.

 وعلى الرغم من مظهره الجذاب لدى البعض، إلا أن الكثيرين يجهلون الأضرار الصحية الخطيرة التي قد يسببها هذا الإجراء، سواء على المدى القريب أو البعيد. 

في هذا التقرير، سنتعرف على أبرز المخاطر التي ترافق عملية رسم التاتو وأثرها على صحة الإنسان.

ما هو التاتو؟

التاتو هو عملية رسم دائم أو شبه دائم على الجلد باستخدام إبر دقيقة تحقن الأصباغ داخل طبقات البشرة. يُستخدم غالباً لأغراض تجميلية مثل تحديد الحواجب أو الشفاه، أو لأغراض فنية وجمالية على أجزاء مختلفة من الجسم. ورغم مظهره الجذاب، إلا أن هذه العملية تنطوي على مخاطر صحية متعددة بسبب استخدام أدوات حادة وأصباغ كيميائية.

الأضرار الصحية للتاتو

1. انتقال العدوى والأمراض المعدية

من أخطر أضرار التاتو احتمالية انتقال الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، نتيجة لاستخدام إبر ملوّثة أو إعادة استعمالها لأكثر من شخص. لذلك، يجب الحرص على إجراء التاتو في مراكز مرخصة تلتزم بالمعايير الصحية الصارمة.


2. التحسس من الأصباغ

قد يعاني البعض من حساسية جلدية تجاه مكونات الحبر المستخدم في التاتو، خصوصاً الألوان الحمراء والصفراء، حيث تسبب تهيجاً وحكة واحمراراً بعد الانتهاء من الرسم. وتزداد شدة الحساسية عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

3. ظهور الندبات والتشوهات الجلدية

يتعامل الجسم مع الحبر المستخدم في التاتو كجسم غريب، مما يدفع جهاز المناعة لمحاولة طرده. ينتج عن ذلك ندوب وتشوهات جلدية في المنطقة المحيطة بالوشم، وقد تكون دائمة في بعض الحالات.

4. الالتهابات الجلدية

حتى مع استخدام أدوات نظيفة، يمكن أن تحتوي الأصباغ على أنواع من البكتيريا تؤدي إلى التهابات في الجلد. تظهر الأعراض عادة على شكل احمرار، تورم، ألم، أو طفح جلدي بعد أيام من إجراء التاتو، وقد تحتاج الحالة إلى علاج طبي بالمضادات الحيوية.

5. مشكلات أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي

يواجه بعض الأشخاص الذين لديهم تاتو مشكلات أثناء إجراء فحوصات الرنين المغناطيسي، إذ قد يتسبب وجود عنصر الحديد في بعض أنواع الحبر، خصوصاً الأسود، في ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث حروق في منطقة التاتو أثناء الفحص.

6. تغيّر لون الجلد

مع مرور الوقت، قد يتغير لون المنطقة المرسوم عليها التاتو بسبب تفاعل الأصباغ مع الجلد أو تعرضها لأشعة الشمس، مما يجعل المظهر غير مرغوب فيه.

7. منع التبرع بالدم

يُمنع الأشخاص الذين أجروا تاتو حديثاً من التبرع بالدم لفترة معينة، وذلك لتجنّب نقل أي عدوى محتملة إلى الآخرين حتى يتم التأكد من سلامتهم الصحية.

رغم أن التاتو قد يبدو وسيلة للتجميل أو للتعبير عن الذات، إلا أن مخاطره الصحية تفوق مميزاته الجمالية. إن اتخاذ القرار برسم التاتو يجب أن يكون بعد وعي كامل بالعواقب المحتملة، والالتزام بإجرائه في أماكن مرخّصة تضمن التعقيم والسلامة.

 ويبقى الخيار الأكثر أمانًا هو تجنّب هذا الإجراء تمامًا للحفاظ على صحة الجلد والجسم.