قيادي إخواني منشق في حوار خاص: الجماعة فقدت كل غطاء سياسي.. والغرب لم يعد ملاذًا آمنًا للإخوان
قيادي إخواني منشق في حوار خاص: الجماعة فقدت كل غطاء سياسي.. والغرب لم يعد ملاذًا آمنًا للإخوان
في تحوّل لافت في خريطة المواقف الدولية تجاه تنظيم الإخوان، اتخذت ولايتا فلوريدا وتكساس الأمريكيتان قرارًا بتصنيف الجماعة «تنظيمًا إرهابيًا»، فيما لحقت بهما الإكوادور في خطوة أثارت موجة من ردود الفعل داخل الأوساط السياسية والأمنية العالمية.
وبينما تتصاعد التحركات داخل الكونجرس الأمريكي لإقرار قانون يصنف الجماعة إرهابية على مستوى الولايات المتحدة بالكامل، تتجه الأنظار أيضًا إلى لندن حيث تدرس الحكومة البريطانية اتخاذ موقف مماثل.
هذا المشهد أعاد طرح السؤال حول مستقبل التنظيم، ومدى قدرته على الصمود سياسيًا وتنظيميًا أمام موجة تصنيفات دولية قد تغيّر توازن القوى في المنطقة والعالم.. في هذا السياق، أجرينا هذا الحوار مع إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق وخبير شؤون الجماعات الإرهابية، للوقوف على تقييمه لهذه التطورات وانعكاساتها.
كيف تنظر إلى قرارات فلوريدا وتكساس والإكوادور بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية؟
هذه القرارات لم تأتِ من فراغ، وإنما هي نتيجة تراكم طويل من الوقائع والملفات الأمنية التي تكشف طبيعة الدور الحقيقي للجماعة. الولايات الأمريكية لا تتصرف بشكل ارتجالي، لكنها تعتمد على تقارير استخباراتية موسعة تربط التنظيم بعمليات تمويل غير مشروعة، واستغلال المساجد والجمعيات الخيرية في نشر خطاب تحريضي.
قرار فلوريدا ثم تكساس ثم الإكوادور يمثل بداية تحول عالمي، وهو إعلان أن الجماعة فقدت كل الغطاء الذي كانت تتستر به لسنوات تحت مسمى “الإسلام السياسي المعتدل”برأيي، نحن أمام أكبر ضربة سياسية وتنظيمية تتلقاها الجماعة منذ عقود.
هل التحركات داخل الكونجرس تشير إلى قرب صدور قانون فيدرالي يجرّم الجماعة بالكامل؟
نعم، وهذا الأمر واضح من المناقشات الدائرة داخل لجان الأمن القومي والعلاقات الخارجية. هناك مشروع قانون مطروح بالفعل، ويحظى بدعم ثنائي من الحزبين، وهو ما يعكس أن النظرة الأمنية للجماعة أصبحت موحدة داخل الدولة الأميركية وصدور هذا القانون يعني أن التنظيم سيُحاصر بالكامل داخل الولايات المتحدة: لا جمعيات، لا لوبيات ضغط، ولا وجود سياسي أو إعلامي.
وبصراحة، لو وصل القانون إلى مرحلة التصديق، فسنكون أمام صفر مساحة حركة للجماعة في أمريكا.

ماذا عن بريطانيا؟ هل تقترب فعلاً من اتخاذ قرار مماثل؟
بريطانيا تاريخيًا كانت الملاذ الرئيسي للجماعة، سواء كتنظيم أو كقادة فارين من المنطقة. لكن المعادلات تغيرت: التقارير الحالية داخل الحكومة البريطانية تشير إلى وجود نشاط محظور وغير قانوني لعناصر مرتبطة بالإخوان، إضافة إلى تورط بعض الأذرع في تجنيد الشباب داخل الجاليات العربية ودعم خطاب الكراهية؛ ولذلك، أرى أن لندن تقترب من اتخاذ قرار متقدم، ليس بالضرورة “حظر كامل” فورًا، لكنه قد يبدأ بتصنيف التنظيم تحت بند الكيانات المتطرفة، تمهيدًا لمراحل أكثر تشددًا ما يجري الآن في لندن هو أخطر تهديد وجودي للإخوان منذ لجوئهم إليها قبل عقود.
في رأيك، ما مستقبل التنظيم عالميًا بعد هذه الخطوات المتسارعة؟
مستقبل الجماعة يواجه تآكلًا تدريجيًا لكنه قوي ومؤثر.
التنظيم قائم على فكرة الانتشار في الغرب عبر واجهات دينية وخيرية وسياسية. هذه الواجهات بدأت تُغلق واحدة تلو الأخرى.. المشهد الحالي يقول: إن الإخوان يفقدون ملاذاتهم الآمنة، وهي أهم عناصر قوة التنظيم.
أتوقع أن المرحلة القادمة ستشهد:
انكماشًا كبيرًا في نشاط الجماعة بأوروبا.
انهيار بعض الأجنحة التمويلية التي تعتمد على العمل الخارجي.
تصاعد الخلافات الداخلية بسبب تراجع النفوذ.
الجماعة اليوم أمام مسار انحدار وليس تراجعًا مؤقتًا.
هل يمكن لهذه القرارات أن تنعكس على وجود الجماعة في الشرق الأوسط؟
بالتأكيد، الإخوان يعتمدون على الدعم الدولي لتبرير بقائهم في المنطقة وعندما يُحاصرون في الغرب، يفقدون أهم ورقة كانوا يلعبون بها، وهي ادعاء الشرعية أمام قواعدهم والقرارات الغربية ستضعف التمويل، وتُفقد الجماعة القدرة على إدارة عملياتها في الخارج، مما سينعكس تلقائيًا على شبكاتها في الشرق الأوسط، ونحن أمام تنظيم يدخل مرحلة تفكك تدريجي، سيبدو أثره واضحًا خلال السنوات القليلة القادمة.

العرب مباشر
الكلمات