ثروت الخرباوي : المنطقة العربية ستكون المستفيد الأكبر من تحركات أميركا ولندن ضد الإخوان

ثروت الخرباوي : المنطقة العربية ستكون المستفيد الأكبر من تحركات أميركا ولندن ضد الإخوان

ثروت الخرباوي : المنطقة العربية ستكون المستفيد الأكبر من تحركات أميركا ولندن ضد الإخوان
جماعة الإخوان

تشهد المنطقة العربية حالة من المتابعة الدقيقة للتطورات الدولية المتسارعة التي تستهدف تنظيم الإخوان، وذلك بعد سلسلة من القرارات الأمريكية الأخيرة على مستوى عدة ولايات، أبرزها تكساس وفلوريدا، بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. 

هذا التحول في المزاج السياسي داخل الولايات المتحدة، مدعوم بمناقشات داخل الكونجرس الأمريكي لسنّ قانون اتحادي قد يضع الجماعة رسميًا على القائمة الفيدرالية للمنظمات الإرهابية، أثار تساؤلات واسعة في العالم العربي حول مصير التنظيم ومستقبله السياسي والتنظيمي، خاصة في الدول التي شهدت خلال العقد الماضي نشاطًا واسعًا للجماعة ومحاولات لعودة النفوذ عبر السوشيال ميديا والذراع السياسي والواجهة الحقوقية.

ويرى مراقبون عرب، أن التحركات الأمريكية تعكس بداية مرحلة جديدة من التضييق الدولي على التنظيم، وهو ما قد ينعكس على وجوده في المنطقة، سواء عبر الهياكل القديمة أو الواجهات الجديدة التي اعتمدت عليها الجماعة خلال السنوات الماضية.

وقال الدكتور ثروت الخرباوي المفكر المصري والقيادي بجماعة الإخوان المنشق: إن التحركات الأمريكية الأخيرة تجاه الإخوان ليست قرارًا عابرًا أو نزعة سياسية مؤقتة، بل نتيجة تراكم معلومات أمنية واستخباراتية دولية أدت إلى إدراك أوسع لحقيقة التنظيم وطبيعة نشاطه في المنطقة والعالم. 

وأكد لـ"العرب مباشر"، أن تصنيف تكساس وفلوريدا للتنظيم كمنظمة إرهابية "سيُحدث تأثيرًا مباشرًا على خريطة الإخوان في المنطقة العربية"، مشيرًا إلى أن الجماعة اعتمدت لسنوات طويلة على مظلة الغرب كمساحة آمنة تتحرك من خلالها سياسيًا وإعلاميًا، وأن تضييق هذه المساحة سيجعل المستقبل السياسي للتنظيم أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

وأضاف الخرباوي: أن النقاش الدائر داخل الكونجرس حول مشروع قانون لتصنيف الإخوان على المستوى الفيدرالي في الولايات المتحدة يمثل نقطة تحول حقيقية ستغيّر قواعد اللعبة بالنسبة للجماعة. 

وقال: إن انتقال القرار من مستوى الولايات إلى قرار اتحادي سيجبر العديد من الدول الأوروبية على مراجعة مواقفها، كما سيخلق سياقًا دوليًا يؤثر على انتشار التنظيم في العالم العربي، خصوصًا في الدول التي ما زالت تتعامل مع الإخوان باعتبارهم كيانًا سياسيًا وليس تنظيمًا ذا بنية أيديولوجية متطرفة.

وأشار الخرباوي، أن المنطقة العربية ستكون المستفيد الأكبر من هذه التحركات، لأنها لطالما عانت من تدخلات الإخوان ومحاولاتهم المستمرة لاختراق مؤسسات الدولة عبر واجهات سياسية أو إعلامية أو حقوقية.

 وأوضح، أن الضغط الدولي سيتكامل مع المواقف الحاسمة التي اتخذتها دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ما سيؤدي إلى تحجيم التنظيم وتجفيف موارده وخفض دوره في التحريض على الفوضى.

وأكد أن التنظيم يواجه اليوم واحدة من أصعب مراحله، وأنه يدخل  مرحلة "الانكماش التاريخي"، نتيجة فقدانه الحاضنة الشعبية في عدد من دول المنطقة، بالإضافة إلى الضغوط الأمنية والقانونية التي تلاحقه دوليًا.

 وأضاف: أن الإخوان لن يكونوا قادرين على استعادة نفوذهم في المنطقة العربية بنفس الآليات القديمة، وأن موجة التصنيفات الدولية قد تُجبر الجماعة على تفكيك الكثير من هياكلها أو إعادة التموضع في دول أقل تأثيرًا.

وختم الدكتور ثروت الخرباوي تصريحه بالتأكيد على أن مستقبل الإخوان أصبح مرتبطًا بسياق دولي لا تملكه الجماعة، وأن استمرار التصعيد الأمريكي والأوروبي سيجعل أي محاولة لإعادة بناء نفوذها في المنطقة العربية "محكومة بالفشل"، لأن البيئة الدولية والإقليمية باتت أكثر وعيًا بخطورة التنظيم وأساليبه.