محلل فلسطيني: أوامر تدمير أنفاق غزة قد تفتح باب تصعيد جديد وتفجّر وضعًا ميدانيًا

محلل فلسطيني: أوامر تدمير أنفاق غزة قد تفتح باب تصعيد جديد وتفجّر وضعًا ميدانيًا

محلل فلسطيني: أوامر تدمير أنفاق غزة قد تفتح باب تصعيد جديد وتفجّر وضعًا ميدانيًا
حرب غزة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر أوامر مباشرة إلى الجيش بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة بشكل كامل، مؤكدًا أن القضاء على شبكة الأنفاق يعني عمليًا إنهاء وجود حركة "حماس".


وقال كاتس في منشور على منصة "إكس"، الجمعة: "أوعزت إلى قوات الجيش بالعمل على تدمير كل الأنفاق في غزة حتى آخر واحد منها. لا أنفاق إذن لا حماس".


وتأتي تصريحات كاتس بعد ساعات من إعلان المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن واشنطن تضغط على إسرائيل للسماح لعناصر حماس العالقين في جنوب القطاع بالمغادرة بعد تسليم أسلحتهم، ضمن خطة أمريكية تهدف إلى تحويل الهدنة الحالية إلى اتفاق دائم.


وتُعد شبكة الأنفاق الممتدة تحت مدن القطاع من غزة إلى رفح، الركيزة الأساسية للبنية العسكرية لحركة حماس، إذ تستخدمها للتنقل، وتخزين الأسلحة، وتنفيذ الهجمات ضد القوات الإسرائيلية.


ووفق تقديرات سابقة للجيش الإسرائيلي، فإن جزءًا كبيرًا من مقاتلي حماس ما زالوا يتحصنون داخل أنفاق تقع في الجهة الشرقية من "الخط الأصفر"، والتي تمثل نحو 53 بالمائة من مساحة القطاع الخاضعة حاليًا للسيطرة الإسرائيلية.


ويرى مراقبون أن أوامر كاتس تمثل تصعيدًا جديدًا في النهج العسكري الإسرائيلي، في وقت لا تزال فيه المفاوضات الدولية جارية لتثبيت الهدنة. كما تُظهر التصريحات تباينًا واضحًا بين الموقفين الإسرائيلي والأمريكي بشأن التعامل مع المرحلة المقبلة، خصوصًا فيما يتعلق بمصير مقاتلي حماس داخل الأنفاق ومناطق جنوب القطاع.


قال المحلل السياسي الفلسطيني د. عبدالمجيد سويلم إن إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة قد لا يقتصر على هدف عسكري بحت، بل يحمل في طياته مخاطر حقيقية لفتح باب تصعيد جديد في القطاع والمنطقة.


وأضاف سويلم - لـ"العرب مباشر" - أن الأنفاق تشكل جزءًا من البنية العملياتية لحماس، وقرار القضاء عليها يستهدف تجريد الحركة من قدرات ميدانية مهمة، لكنه في الوقت نفسه قد يؤدّي إلى ردود فعل عنيفة من قبل مسلحين متحصنين داخل وخارج النفق أو من شبكات مرتبطة بها، مما يرفع من احتمالات مواجهات متجددة وموجة عنف جديدة لا تقتصر آثارها على غزة فقط.


ورأى المحلل أن الخطاب الحاسم لكاتس يأتي في سياق ضغوط دولية على إسرائيل لإقرار تهدئة طويلة الأمد، موضحًا أن تل أبيب تحاول تحقيق مكاسب ميدانية قبل أي ترتيب سياسي، غير أن أي حملة ميدانية شاملة ضد شبكة الأنفاق قد تقوّض فرص تحويل الهدنة إلى اتفاق دائم إذا صاحبها ارتفاع في أعداد الضحايا أو انتهاكات إنسانية واسعة.


وحذّر سويلم من أن المسار العسكري المطلق تجاه الأنفاق قد يولّد دورة انتقامية: تصعيد عسكري يقابله عمليات رد، ما يؤدي إلى زعزعة أي توازن هش في الجنوب ويزيد من احتمالات تدخلات إقليمية أو محاولات لفرض معادلات جديدة. وختم بالقول إن معالجة جذور النزاع والسياسة المنشودة تحتاج حلولًا سياسية واجتماعية لا تُحل بالقضاء الميداني على بنية تحتية فحسب.