أسرار جديدة.. مسيّرات إسرائيلية عبرت من أذربيجان نحو إيران خلال حرب الـ 12 يومًا

أسرار جديدة.. مسيّرات إسرائيلية عبرت من أذربيجان نحو إيران خلال حرب الـ 12 يومًا

أسرار جديدة.. مسيّرات إسرائيلية عبرت من أذربيجان نحو إيران خلال حرب الـ 12 يومًا
طهران

كشف مسؤول برلماني إيراني رفيع، أن طائرات مسيّرة إسرائيلية اخترقت الأجواء الإيرانية من الأراضي الأذربيجانية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، وهو ما أعاد إشعال التوترات بين طهران وباكو وسط اتهامات متبادلة بالتعاون العسكري مع تل أبيب، حسبما نقلت شبكة "إيران إنترناشونال".

اتهامات مباشرة من طهران

وقال إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني - في مقابلة مع وسائل الإعلام الرسمية-: إن حرس الحدود الإيرانيين شاهدوا بأعينهم مسيّرات إسرائيلية تتسلل من الأراضي الأذربيجانية إلى داخل إيران.

وأوضح، أن الرئاسة ووزارة الخارجية الإيرانية أثارتا المسألة بشكل رسمي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي طلب تقديم وثائق تثبت هذه المزاعم.

وأضاف عزيزي: أن الواقعة موثقة من جانب السلطات الحدودية الإيرانية التي رصدت الاختراق بشكل مباشر، مشيرًا أن طهران لا يمكنها تجاهل مثل هذه التطورات التي تمس سيادتها وأمنها القومي.

اتصالات رفيعة المستوى بين طهران وباكو


وجاءت التصريحات الجديدة بعد اتصال هاتفي جرى في أواخر يونيو بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الأذربيجاني علييف، حيث شدد الأول على ضرورة التحقيق في تقارير عن استخدام مسيّرات إسرائيلية للأراضي الأذربيجانية لمهاجمة إيران. 

وبحسب الرواية الإيرانية، فإن علييف نفى بشكل قاطع هذه الاتهامات واعتبر أن السماح بمثل هذه الأنشطة يمثل خطًا أحمر بالنسبة لباكو.

جذور التوتر بين البلدين


وتعبر إيران منذ سنوات عن قلقها مما تعتبره نشاطًا استخباراتيًا وأمنيًا إسرائيليًا متناميًا في أذربيجان، الدولة الواقعة في جنوب القوقاز والمرتبطة بعلاقات عسكرية وتجارية متطورة مع تل أبيب. 

ففي فبراير الماضي، حذر كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الخارجية، من أن الدول الإقليمية يجب أن تراعي حساسيات جيرانها، في إشارة واضحة إلى أذربيجان.

ومن جانبها، ترفض باكو هذه الاتهامات وتؤكد أنها لا تستضيف قواعد عسكرية إسرائيلية ولا تسمح باستخدام أراضيها ضد إيران، بل تتهم الإعلام الإيراني وبعض رجال الدين بإطلاق خطاب تحريضي ضدها. 

وفي يناير الماضي، استدعت الخارجية الأذربيجانية القائم بالأعمال الإيراني في باكو للاحتجاج على ما وصفته بمضامين معادية في وسائل إعلام إيرانية.

تعاون اقتصادي رغم الخلافات


ورغم التوترات المتكررة، حافظ البلدان على مجالات تعاون مشتركة، أبرزها التجارة عبر الحدود، وتبادل الطاقة، إضافة إلى مشاريع بنية تحتية كبرى مثل خط سكة حديد رشت-آستارا.

لكن الشكوك المتبادلة ما زالت تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية، خصوصًا فيما يتعلق بمشروع ممر زنغزور الذي يربط أذربيجان بجمهورية ناخيتشيفان عبر الأراضي الأرمينية، وهو مشروع ترى طهران أنه قد يقلص من نفوذها الإقليمي.

بُعد إقليمي ودور أمريكي


وتعقد المشهد أكثر بعد اتفاق سلام رعته الولايات المتحدة بين أرمينيا وأذربيجان الشهر الماضي، حيث حصلت واشنطن بموجبه على حقوق استئجار لتطوير ممر زنغزور الذي أطلق عليه اسم طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي. 

وفاقمت هذه التطورات من مخاوف طهران من تراجع دورها الاستراتيجي في جنوب القوقاز لصالح قوى أخرى.

موقف أذربيجان 


ورغم استمرار اتهامات المسؤولين الإيرانيين لباكو بأنها توفر غطاء للنشاط الإسرائيلي قرب حدود إيران، إلا أن السفير الأذربيجاني في إسرائيل كان قد صرح عام 2023 بأن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها كقاعدة لأي هجوم عسكري إسرائيلي ضد إيران.

بهذا، يظل الملف معلقًا بين تبادل الاتهامات والنفي، في ظل توتر متجدد في المنطقة وتداخل ملفات أمنية وجيوسياسية معقدة، تزيد من هشاشة العلاقات الإيرانية – الأذربيجانية وتفتح الباب أمام احتمالات مزيد من التصعيد في المستقبل.