إسرائيل على حافة الانفجار مع حزب الله: بين ضربة استباقية وحرب مفتوحة

إسرائيل على حافة الانفجار مع حزب الله: بين ضربة استباقية وحرب مفتوحة

إسرائيل على حافة الانفجار مع حزب الله: بين ضربة استباقية وحرب مفتوحة
قصف لبنان

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من الترقب الحذر في ظل تصاعد التحركات العسكرية الإسرائيلية واستمرار حزب الله في إعادة بناء منظومته العسكرية والاقتصادية بعد الضربات القاسية التي تلقاها خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل. 


وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن هذه التطورات تُثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية وبين المراقبين الدوليين الذين يرون أن الوضع قد ينزلق مجددًا نحو مواجهة مفتوحة.

حزب الله يُعيد بناء قوته في الجنوب


تُشير تقارير استخباراتية إسرائيلية حديثة إلى أن حزب الله سرّع خلال الأسابيع الماضية من وتيرة إعادة تسليحه وإعادة تأهيل مراكزه العملياتية في جنوب لبنان، في انتهاك واضح للاتفاقات القائمة بين بيروت وتل أبيب. 


وعلى الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتكررة، فشلت السلطات اللبنانية في اتخاذ خطوات فعالة للحد من هذا النشاط المتزايد.
وبحسب مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن الحزب يجري تدريبات ميدانية، وينقل الأسلحة، ويعيد تنظيم شبكاته المالية والعسكرية، في بعض الحالات بعلم عناصر من الجيش اللبناني أو بتعاون محدود معهم. 


وردًا على ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي خلال الشهر الماضي عشرات الغارات في الجنوب استهدفت مواقع تشغيل ومستودعات ذخيرة ومنشآت لتصنيع الصواريخ، مؤكدًا أنه سيواصل عملياته ضد أي تهديد محتمل.

غارات مكثفة قرب صور وتحذيرات للسكان


ليل الخميس الماضي، شن سلاح الجو الإسرائيلي واحدة من أكبر موجات القصف منذ انتهاء الحرب، استهدفت مناطق داخل مدينة صور الساحلية ومحيطها، حيث يُعتقد أن حزب الله يُخزن أسلحته بين الأحياء السكنية. 


وأصدرت إسرائيل أكثر من خمس إنذارات إخلاء للمدنيين اللبنانيين في المنطقة خلال يوم واحد، في مؤشر على اتساع نطاق العمليات.


وأكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء رافي ميلو أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة تمركزه قرب الحدود، متوعدًا بمواصلة الضربات داخل ما وصفه بـ"المنطقة الأمنية" حتى تأمين المستوطنات الشمالية.

جنوب لبنان


يعد الجنوب اللبناني، ذي الغالبية الشيعية، قاعدة دعم رئيسية لحزب الله، إذ يحتفظ هناك بوجود عسكري علني يفوق ما هو قائم في العاصمة بيروت، حيث تواجه أنشطته مقاومة شعبية متزايدة. 


ويشير مسؤولون إسرائيليون إلى أن نمط تسلح الحزب اليوم يختلف عن الفترات السابقة، إذ تراجعت الإمدادات المباشرة من إيران عبر سوريا بعد أن بدأت حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع في تقييد هذه الشحنات، بالتوازي مع جهود إسرائيلية ولبنانية مشتركة لاعتراضها.


وفي المقابل، ركز الحزب على تطوير أسلحة منخفضة التكلفة وسهلة التجميع مثل الطائرات المسيّرة والذخائر الانتحارية محلية الصنع داخل بيروت، وهي منظومات يصعب على الدفاعات الإسرائيلية اعتراضها وتعكس دروس الحرب الماضية.

تحولات في الاستراتيجية الإسرائيلية


بالتوازي، اتخذت إسرائيل إجراءات جديدة لمواجهة التهديدات غير التقليدية، منها إنشاء وحدة خاصة لمكافحة عمليات تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيّرة من الحدود المصرية، بعد سلسلة حوادث متكررة في الأشهر الأخيرة.

 
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن المنطقة الحدودية ستُعتبر منطقة عسكرية مغلقة، محذرًا من أن أي متسلل إليها سيتعرض لـ"رد قاتل".

تصعيد محتمل بين الردع والضربة الاستباقية


منذ وقف إطلاق النار في وقت سابق من العام الحالي، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 340 عنصرًا من حزب الله بمختلف الرتب، فيما واصل الحزب امتناعه عن الرد المباشر. 


ومع ذلك، تشير تقارير عسكرية إلى أن هيئة الأركان الإسرائيلية أعدت خطة شاملة لضربة موسعة تستهدف شل قدرات الحزب، يمكن تنفيذها بقرار سياسي أو في حال قرر حزب الله تغيير قواعد الاشتباك.


ويدور الخلاف داخل المؤسسة الإسرائيلية حول توقيت هذه العملية؛ فهناك من يرى أن مواصلة العمليات المحدودة تحافظ على الدعم الدولي وتمنع التصعيد، بينما يحذر آخرون من أن تأجيل المواجهة قد يمنح حزب الله وقتًا لإعادة بناء قوته.

تحذيرات من جولة جديدة من الصراع


يرى محللون أن أي رد من حزب الله على الغارات الأخيرة قد يشعل جولة جديدة من القتال على طول الحدود، غير أن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤكد أن الحزب اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في السابق.


أحد المسؤولين الإسرائيليين صرّح بأن حزب الله لم يعد يمتلك البنية نفسها التي كانت قائمة قبل هجمات السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن قوات النخبة "الرضوان" انسحبت من الخطوط الأمامية، وأن القيادة العسكرية للحزب فقدت عددًا من أبرز قادتها، فيما يواجه النظام السوري صعوبات، وتكافح إيران لتوفير الدعم المالي والعسكري الكافي. وأضاف أن الحزب لا يزال قادرًا على إطلاق الصواريخ، لكن الرد الإسرائيلي هذه المرة سيكون أشد قسوة وأوسع نطاقًا.