محلل في شؤون الجماعات الإرهابية: فيميسو أداة إخوانية لاختراق أوروبا عبر بوابة الشباب

محلل في شؤون الجماعات الإرهابية: فيميسو أداة إخوانية لاختراق أوروبا عبر بوابة الشباب

محلل في شؤون الجماعات الإرهابية: فيميسو أداة إخوانية لاختراق أوروبا عبر بوابة الشباب
جماعة الإخوان

عادت تقارير أوروبية لتسليط الضوء على منظمة "فيميسو" (FEMYSO)، الذراع الشبابية لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، التي تُتهم بارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، وسط تنامي القلق من تأثيرها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي واستفادتها من تمويلات رسمية.


وتنشط المنظمة في أكثر من 30 فرعًا موزعة على 20 دولة أوروبية، وتُعرف بأنها تمثل الشباب المسلم، إلا أن منتقدين يرون أنها تعمل على تأطير هذا القطاع ضمن أجندات تتقاطع مع توجهات الإسلام السياسي، عبر أنشطة ظاهرها مدني وتوعوي، وباطنها نشر خطاب أيديولوجي ممنهج.


الجدل تصاعد عقب الكشف عن تلقي FEMYSO دعمًا لحملات مثل "WE CAN4HR" عام 2021، ما أثار استفسارات من نواب أوروبيين حول طبيعة هذا الدعم وشرعيته. وقد اعتبر مسؤولون أوروبيون بارزون، من بينهم وزير فرنسي سابق، أن المنظمة تُستخدم كواجهة ناعمة لأجندات جماعات متطرفة، في وقت تتزايد فيه دعوات للمفوضية الأوروبية لإعادة تقييم شراكاتها.


في المقابل، تنفي FEMYSO تلك الاتهامات، وتؤكد أنها تسعى لتعزيز المشاركة المدنية والاندماج ومحاربة التمييز، مشيرة إلى تعاونها مع مجلس أوروبا وهيئات رسمية أخرى. لكن مختصين في شؤون الجماعات يعتبرون أن هذه الأنشطة تُستخدم كغطاء لتعزيز نفوذ سياسي موجه داخل المجتمعات الأوروبية، في ظل بيئة ديمقراطية منفتحة تُستغل لصالح أجندات مؤدلجة.

فيما أكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، الدكتور هشام النجار، أن منظمة "فيميسو" (FEMYSO) تمثل أحد أبرز الأذرع الشبابية لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، وتعمل كمنصة ناعمة لاختراق المجتمعات الأوروبية تحت ستار الدفاع عن حقوق المسلمين.


وأوضح النجار - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن المنظمة تسعى إلى تمرير خطاب الإسلام السياسي داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، من خلال مشاريع ظاهرها الحقوقي والتنموي، لكنها تخدم أهدافًا عقائدية وأيديولوجية متطرفة تتسق مع مشروع التنظيم الدولي للإخوان.


وأضاف أن الجماعة استغلت مناخ الحريات في أوروبا لتأسيس واجهات مدنية تعزز حضورها السياسي والثقافي، وتُعد "فيميسو" نموذجًا لهذا التغلغل، خاصة مع اتساع حضورها في أكثر من 20 دولة أوروبية.


وأشار النجار إلى أن الدعم الذي تتلقاه المنظمة من بعض المؤسسات الأوروبية يُعد إشكالية خطيرة، مطالبًا بمراجعة آليات التمويل والتحقق من ارتباطاتها التنظيمية.


ولفت إلى أن الجماعة تستخدم مثل هذه المنظمات لاستقطاب وتجنيد الشباب، وتوجيههم نحو خطاب موازٍ يعادي القيم الأوروبية في الديمقراطية والمواطنة، ويعزز منطق الانغلاق والتمييز، مضيفًا: "الاختراق يتم تحت غطاء الاندماج، لكن الهدف الحقيقي هو بناء جيل موالٍ للفكر الإخواني داخل أوروبا".


ودعا النجار الحكومات الأوروبية إلى تعزيز الرقابة على المنظمات المرتبطة بجماعات الإسلام السياسي، والتمييز بين العمل الحقوقي الحقيقي، وبين ما يُستخدم كغطاء لأجندات مشبوهة.