محلل سياسي : السودان يغرق في الأزمات وحياة المدنيين تواجه أخطر مرحلة منذ اندلاع الحرب
محلل سياسي : السودان يغرق في الأزمات وحياة المدنيين تواجه أخطر مرحلة منذ اندلاع الحرب
تواصل الأزمات الإنسانية في السودان تصاعدها بشكل غير مسبوق، مع دخول النزاع المسلح شهره التاسع عشر واتساع رقعة الاشتباكات بين القوات المتحاربة، الأمر الذي يضع حياة ملايين المدنيين على حافة كارثة شاملة في ظل الانهيار شبه الكامل للخدمات الأساسية.
وذكرت منظمات دولية، أن أكثر من 25 مليون شخص باتوا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، في وقت تشهد فيه عدة ولايات نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى تدهور أوضاع المستشفيات وخروج معظمها عن الخدمة نتيجة الهجمات المباشرة أو نقص الكوادر.
كما أدت موجات النزوح المتتالية إلى تضخم المخيمات العشوائية حيث يفتقر السكان للمياه النظيفة والمأوى المناسب، ما رفع من معدلات انتشار الأمراض.
وأكدت مصادر أممية، أن الأزمة مرشحة للتفاقم خلال الأسابيع المقبلة إذا استمرت العمليات العسكرية التي تضرب مناطق حيوية مثل الخرطوم ودارفور والجزيرة، مشيرة إلى أن عمليات الإجلاء باتت شبه متوقفة بينما تتعرض قوافل الإغاثة لصعوبات كبيرة في المرور عبر خطوط التماس.
وحذرت تقارير حقوقية من أن المدنيين أصبحوا الأكثر تضررًا، مع تزايد الانتهاكات، وتوسع رقعة العنف، وغياب الحماية القانونية في مناطق النزاع، إضافة إلى انهيار التعليم والخدمات الأساسية الأخرى.
وتقول الأمم المتحدة: إن السودان يشهد واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية نموًا في العالم، وسط تعثر الجهود الإقليمية والدولية في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
وتؤكد مصادر دبلوماسية، أن مصير المدنيين بات رهينًا بقدرة المجتمع الدولي على فرض ضغوط فاعلة لوقف القتال وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، محذرة من أن استمرار الوضع على حاله قد يقود إلى كارثة إنسانية طويلة الأمد يصعب احتواؤها مستقبلًا.
وحذر المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبدالله، من أن السودان يواجه واحدة من أسوأ مراحله الإنسانية منذ اندلاع الصراع، مؤكدًا أن تدهور الأوضاع الميدانية واتساع دائرة القتال يهددان حياة ملايين المدنيين بصورة غير مسبوقة.
وأوضح للعرب مباشر، أن استمرار العمليات العسكرية في الخرطوم ودارفور والجزيرة أدى إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، ما جعل السكان في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض وانعدام الأمان.
وقال الدكتور محمد عبدالله: إن حجم النزوح المتزايد يكشف عمق الأزمة، حيث تجاوز عدد النازحين داخليًا وخارجيًا عشرة ملايين شخص، في وقت لم تعد المستشفيات قادرة على تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية نتيجة نقص الإمدادات الطبية وخروج الكثير من المرافق عن الخدمة.
وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء والمياه في مناطق واسعة فاقم من معاناة الأهالي، خاصة مع تراجع قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المناطق المتضررة.
وأضاف: أن المدنيين أصبحوا الحلقة الأضعف في الحرب، إذ تتعرض أحياؤهم للقصف المتبادل، بينما تواجه قوافل الإغاثة صعوبات كبيرة في العبور بسبب انعدام الضمانات الأمنية.
ولفت، إلى أن تقارير دولية حديثة تشير إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض الوبائية داخل المخيمات المكتظة.
وأكد المحلل السياسي، أن الأزمة لن تتجه نحو أي انفراج دون وقف فوري للقتال وفتح ممرات آمنة للمساعدات، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بصورة أكثر فاعلية للضغط على الأطراف المتحاربة.
واختتم قائلاً: إن مستقبل المدنيين سيظل مهددًا ما لم تُفرض تسوية سياسية شاملة تعيد للدولة مؤسساتها وقدرتها على حماية شعبها.

العرب مباشر
الكلمات