بعد القصف التركي.. العراق يحتفظ بحق الرد.. وتحذير أميركي لأردوغان

تواصل تركيا اعتداءتها علي جيرانها

بعد القصف التركي.. العراق يحتفظ بحق الرد.. وتحذير أميركي لأردوغان
صورة أرشيفية

لقي تسعة مدنيين على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات بجروح بعد إطلاق صواريخ من قِبل الجيش التركي على عدد من المواقع السياحية في محافظة دهوك بإقليم كوردستان العراق أمس الأربعاء، وأظهرت مقاطع فيديو من مكان الحادث، حسبما ورد، أشخاصًا يجرون ويصرخون فيما سمع دوي انفجارات في الخلفية، وأظهرت لقطات إضافية جرحى يرقدون في مؤخرة شاحنات، بالإضافة إلى حشود كبيرة خارج المستشفيات المحلية.

انتهاكات تركيا

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلت تصريحات رئيس بلدية زاخو محسن بشير التي أشار فيها إلى أن قرية في المنطقة تعرضت للقصف التركي مرتين، مضيفا أن تركيا تدعي أن أعضاء حزب العمال الكردستاني كانوا يجوبون القرية؛ ما دفع تركيا لقصفها، وأرسل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وزير خارجية العراق يرافقه وفد أمني إلى موقع القصف للتحقيق في الحادث وزيارة الجرحى، وندد كاظمي بالضربات، قائلا: إن "القوات التركية ارتكبت مرة أخرى انتهاكا واضحا صارخًا لسيادة العراق وأرواح وأمن المواطنين العراقيين"، وحذر رئيس الوزراء العراقي من أن العراق يحتفظ بـ"الحق الكامل" في الرد على الضربات التركية، مضيفا أنه "سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية شعبه، وتحمل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر"، بينما اقترح السياسي العراقي مقتدى الصدر عددا من الخطوات على الحكومة العراقية أن تتخذها ضد تركيا ردا على الهجوم، بما في ذلك تقليص العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، وإغلاق المطارات والمعابر البرية بين البلدين، وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة وإلغاء الاتفاقية الأمنية القائمة مع تركيا.

ووجه مجلس الوزراء العراقي، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، مساء أمس الأربعاء، وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي لدى العراق، وسحب القائم بأعمال الشؤون العراقية من أنقرة، ووقف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا، كما وجه المجلس قيادة العمليات المشتركة بتقديم تقرير عن الوضع على طول الحدود العراقية التركية، و"اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن النفس"، وطالب المجلس أيضا تركيا بتقديم اعتذار رسمي وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية، وأمر رئيس الوزراء العراقي بإعداد ملف شامل لـ"الانتهاكات التركية المستمرة" لعرضه على مجلس الأمن الدولي.

غضب عراقي

واحتج المئات من العراقيين في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد بعد الهجوم، وقاموا بدهس الأعلام التركية وحرقها، ونظموا مظاهرات أمام السفارة التركية في بغداد، بينما نفت وزارة الخارجية التركية مسؤوليتها عن الهجوم، وزعمت أنه "نشأ من منظمة إرهابية" في إشارة على ما يبدو إلى حزب العمال الكردستاني، وأضافت أن "تركيا مستعدة لاتخاذ كل خطوة لكشف الحقيقة، داعية مسؤولي الحكومة العراقية إلى عدم الإدلاء بتصريحات تحت تأثير خطاب ودعاية المنظمة الإرهابية الخائنة، والتعاون في الكشف عن الجناة الحقيقيين لهذا الحادث الكارثي".

تحذير أميركي

ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية، فإنه بسبب حرارة الصيف، من الشائع أن يقضي الكثير من العراقيين إجازة في المنطقة الكردية المستقرة والهادئة، والمنطقة بها جبال وجداول جميلة، وقبل الحرب ضد داعش عام 2014، كانت منطقة كوردستان تعتبر مركزًا ضخمًا للسياحة، وعندما انتهت الحرب في عام 2017 وبعد بعض الخلافات مع بغداد، أصبحت مرة أخرى مركزًا رئيسيًا للسياحة، إلا أن القصف التركي يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة ويسبب الذعر، فلا تستهدف هجمات أنقرة الأكراد فحسب، بل تستهدف أيضًا الأقليات المسيحية واليزيدية، وتم ضم السائحين أيضًا لقائمة المستهدفين.

وتابعت: إن مقتل السائحين يمثل تصعيدا كبيرا، هذا لأنه في كثير من الأحيان عندما هاجمت أنقرة القرى الكردية، بدعوى محاربة "الإرهابيين"، كان هناك إفلات من العقاب بسبب التمييز ضد الأكراد في المنطقة، كما كان المسؤولون الأميركيون حذرين من إدانة أنقرة لأنها تعتبر "حليفًا في الناتو".